لا يعرف «سوفريبوست» إلا القليل من الناس، مع أنه يحوز على شهرة مؤكدة بين زبائنه الأجانب. وهو فرع من البريد الفرنسي يعمل في الاستشارات على الصعيد الدولي ويقوم خبراؤه من ذوي الكفاءات العالية بمهمات لدى مصالح البريد في الخارج، بشكل خاص في البلدان النامية، وفي مختلف النشاطات التي تطاول اللوجستية، والمعلوماتية والتسويق والخدمات المالية. يستخدم لهذا الغرض حوالي 12 مستشارا ومديري مشروعات ويستعين ببعض خبراء البريد الفرنسي.

تأسست «سوفريبوست» العام 1971 وعرفت انطلاقة جديدة منذ عامين بعد اعادة تنظيمها. وقام فرع مجموعة البريد الفرنسي هذا، بأكثر من 200 مهمة في حوالي 60 بلدا. وفي هذا العام فقط أدى أكثر من 15 مهمة لدى مصالح بريدية خارج فرنسا تابعة للقطاعين العام والخاص. كما يقوم حاليا بمهمة تنظيمية في الكويت بعد تخصيص مصلحة البريد في هذا البلد. يؤدي خبراؤه مهماتهم في الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية، افريقيا، آسيا، أميركا اللاتينية وأوروبا.

تتوزع مهمات خبراء سوفريبوست على محاور أربعة: في البداية هناك اللوجستية (إنشاء مراكز للفرز وتنظيم التوزيع)؛ ثم المعلوماتية إذ يقوم بعمل متخصص مقترحا حلولا حسب الحاجات الخاصة مثل لغة البلد ونقدها، متكيفا مع الطلب وواضعا البرامج المعلوماتية لإدارة مكاتب البريد ومؤهلا الموظفين؛ ويتناول المحور الثالث الاستشارة في مجال مختلف خدمات البريد من تسويق وادارة شئون الموظفين والمحاسبة والخدمات المالية، وأخيرا يعرض كفاءاته في مجال الاستراتيجية على المدى الطويل وفي إطار الاصلاحات البريدية.

تتألف «نواة» سوفريبوست من بنية صغيرة قوامها اثنا عشر خبيرا في مجال البريد، يقول المدير العام فيليب دامون: «إننا شركة استشارية صغيرة من حيث البنية لكن باستطاعتنا وضع أكثر من أربعين شخصا على مهمة واحدة، ولدينا احتياط فريد من نوعه يتجاوز 325 ألف شخص!».

وتكمن الصعوبة في تحديد الأنسب والأكثر ملاءمة. ولانتقاء الخبراء، تعود سوفريبوست إلى بطاقات الخبراء فضلا عن أن خبراءها الذين عملوا في مصالح عدة يعرفون من خلال علاقاتهم الكفاءات المناسبة من الناحيتين اللغوية والتقنية. ومن السهل اليوم العثور عليهم لأن الكثير من الشباب يحبذ القيام بمهمات خارج فرنسا. وأكثر الخبراء هم من الكوادر العليا ومن العاملين خارج أطر محدد. تُنظم استراتيجية مهمة لاقناع خبير ما وتتناول تقديرا لتطور وظيفته أكثر مما تتناول الناحية المالية. وهكذا أرسلت سوفريبوست مؤخرا خبيرين في البريد إلى اليابان للارشاد في مجال البريد الدولي. كما قام ثلاثة خبراء بمهمة لوجستية في بريد كازاخستان، لمساعدة هذا البلد على أفضل استثمار لقرض مهم حصل عليه من المصرف العربي للتنمية لتجهيز مكاتب البريد فيه.

ويساهم الاتحاد الأوروبي غالبا كما المنظمات الدولية مثل البنك الدولي بتمويل مشروعات في البلدان النامية. يقول دامون: «تؤدي خبرتنا العملية إلى توفير كبير على صعيد المشتريات والاستثمارات على المدى الطويل».

وأثناء الرد على العروض، تواجه سوفريبوست منافسة فروع بريدية في بلدان أجنبية مثل البريد الكندي والنيوزيلاندي أو الانجليزي، وهذه الفروع مؤلفة من مكاتب ضخمة لها شهرتها، لكنها تقل كفاءة في مجالات متخصصة جدا. ويعتبر مدير عام سوفريبوست أن هذه المنافسة تدفع شركته نحو الأمام، فالزبائن كثيرون والطلب كبير