العدد 599 - الإثنين 26 أبريل 2004م الموافق 06 ربيع الاول 1425هـ

انفجار معمل كيماوي وتأجيل الهجوم على الفلوجة

الجلبي يزعم انه يحظى بدعم الخامنئي والسيستاني

بغداد، عواصم- عصام العامري، وكالات 

26 أبريل 2004

أجلت الولايات المتحدة أمس شن هجوم كبير هددت بالقيام به على الفلوجة لإتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات على رغم تجدد القتال العنيف. وقال مسئولون أميركيون ان الجيش الأميركي قرر أن يسير دوريات عسكرية في الفلوجة بدلا من شن الهجوم والمخاطرة بإثارة المزيد من مشاعر الغضب لدى العراقيين وإثارة حفيظة العالم العربي. وقتل جندي أميركي وثمانية مقاومين خلال تجدد القتال في المدينة الذي يمثل أحدث انتهاك لوقف إطلاق النار الهش.

وفي قلب بغداد قتل جنديان أميركيان وجرح خمسة اخرون عندما انفجر معمل للمواد الكيماوية أثناء غارة ضمن عمليات البحث عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة. وقال مساعد العمليات العسكرية في العراق مارك كيميت آن الجنود كانوا يرافقون أعضاء من «بعض منظماتنا» خلال غارة على مخزن «يشتبه في انه يوفر مواد كيماوية لإرهابيين ومجرمين ومتمردين». وامتنع عن تحديد أسماء تلك «المنظمات» ولكن شهودا قالوا انها ربما كانت مجموعة مسح العراق وهي فريق مكلف بالتفتيش عن أية اسلحة محظورة. كما قتل مدنيان وأصيب خمسة آخرون بجروح جراء سقوط قذيفة قرب أكاديمية الشرطة في كركوك. إلى ذلك هددت مجموعة تختطف ثلاثة رهائن إيطاليين بقتلهم إذا لم تحصل تظاهرات احتجاج في روما ضد السياسة الإيطالية في العراق. في غضون ذلك زعمت صحيفة «المؤتمر» أن زعيم المؤتمر الوطني احمد الجلبي يحظى بدعم الحكومة الإيرانية والمرشد علي الخامنئي وكذلك بدعم مطلق من المرجع الديني السيد علي السيستاني. وحمل التقرير بشدة على عضو مجلس الحكم عدنان الباجه جي ووصفه بأنه مهندس فكرة إبعاد الأحزاب الرئيسية عن سدة الحكم.

و اندلعت اشتباكات مساء أمس بين القوات الأميركية وميليشيات الصدر عند المدخل الشمالي للكوفة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة وقذائف الهاون .كما قال شهود إن أصداء انفجارات مدوية ترددت في ضواحي النجف.


مجلس الحكم يبحث اليوم الحكومة الانتقالية... وتهديد بقتل الرهائن الإيطاليين

مقتل وإصابة سبعة جنود أميركيين في انفجار معمل كيماوي

عواصم - وكالات

سقط الكثير من القتلى والجرحى في صفوف العراقيين وقوات الاحتلال أمس في حوادث وهجمات منفصلة. وشهدت بغداد انفجار معمل كيماوي أثناء محاولة قوة أميركية اقتحامه. وهدد خاطفو الرهائن الإيطاليين بقتلهم إذا لم تنظم احتجاجات ضد سياسة بلادهم في روما.

وشنت القوات الأميركية غارات جوية على الفلوجة أمس مع تفجر قتال جديد مع المقاومة وتنذر الانتهاكات الجديدة بانهيار اتفاق توصلت إليه الأطراف المعنية أمس الأول يقضي بتسيير دوريات مشتركة بدءا من اليوم. وقتل جندي أميركي وأصيب ثمانية جنود آخرين في اعنف معارك تدور في الفلوجة منذ بداية تطبيق الهدنة. وأكد مساعد قائد العمليات في التحالف الجنرال مارك كيميت «قتل عنصر في المارينز متأثرا بجروحه وأصيب ثمانية آخرون بجروح». وأعلن ضابط أميركي رفيع المستوى أن جنديين أميركيين قتلا وأصيب خمسة آخرون بجروح في انفجار وقع خلال عملية مداهمة لمنتجات كيماوية في بغداد. وقال كيميت إن الجنود كانوا يفتشون مختبرين كيماويين بعد أن تلقوا معلومات تفيد بان أشخاصا يعملون فيهما على إعداد «ذخائر كيماوية»، عندما حصل الانفجار. وأوضح أن الانفجار أوقع أيضا ثمانية جرحى عراقيين. ووقع الانفجار في حي الوزيرية وقال شاهد إن احد معملين على الأقل كان يصنع روح العطر. وبثت قناة «الجزيرة» لقطات لإحدى المركبات العسكرية المحترقة. ولقطات لجنديين أميركيين يحملان جنديا آخر. وقالت: إن قوات الاحتلال أغلقت المنطقة.

وقال أمير الطائي المقيم بقرب المبنى: «وصل عدد من الأميركيين يرتدي أحدهم على الأقل سترة حرب كيماوية في مركبات من طراز همفي وتوقفوا أمام المبنى». وقال طارق رحيم من سكان المنطقة: إن موادا كيماوية كانت مخزنة بالمبنى.

وقال شهود عيان: إن القوات الأميركية كان بينهم فيما يبدو أعضاء من فريق البحث عن أسلحة الدمار الشامل. وعرض سكان على مراسل «رويترز» بطاقات هوية خاصة بأعضاء من فريق البحث عن أسلحة الدمار الشامل.

ومن ناحية أخرى قتل عراقي برصاص قوات أميركية في الطريق بين الحلة وبغداد حين ظن أفراد الاحتلال أنه أحد رجال المقاومة. وقال شقيق القتيل رائد مهاوش: «رأينا سيارة شقيقي مكي مهاوش وهي محترقة في الشارع جراء الحادث وقتل أخي واحتجزت القوات الأميركية الجثة لبعض الوقت».

ومن ناحية ثانية قتلت مترجمة عراقية وأصيبت ابنتها إثر إطلاق النار عليهما وهي تقود سيارتها في المحمودية جنوب بغداد. وقال الطبيب إحسان يوسف إن مجهولين أطلقوا النار على أمل علي وأردوها قتيلة فيما أصيبت ابنتها (5 سنوات). وفي الديوانية اشتبكت القوات الاسبانية مع عراقيين وذلك حسبما أفادت وزارة الدفاع في مدريد. ولم يسفر الهجوم عن سقوط خسائر في صفوف الإسبان. فيما أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية أن دورية صدت هجوما وقتلت خمسة عراقيين.

وهاجم مسلحون مجهولون دورية أميركية مؤلفة من أربع عربات مدرعة في منطقة الصرافية وسط العاصمة بالقذائف الصاروخية ما أسفر عن مقتل جنديين أميركيين وإصابة اثنين آخرين بجروح.

ودخلت القوات الأميركية أمس النجف لحماية القوات الإسبانية التي تستعد للرحيل. وقال قائد الكتيبة الثانية في الفوج 37 المدرع الكولونيل بات وايت «هذه ليست عملية هجومية». وقال: «دخلنا حتى لا يترك المجمع خاليا ولنساعد الإسبان على الخروج في أمان». وصرح بأنه من المتوقع أن تغادر القوات الإسبانية النجف خلال أيام.

في الإطار ذاته نفى الناطق باسم الزعيم المتشدد مقتدى الصدر اتهامات الحاكم المدني بول بريمر بتخزين أسلحة في المساجد والمراقد والمدارس في النجف. وقال قيس الخزعلي: «جيش المهدي ليس جيشا بالمعنى الحرفي للكلمة له معسكرات ومخازن اسلحة. انه جيش يتكون من مختلف طبقات الشعب العراقي».

على صعيد متصل أعلن متحدث باسم قوات التحالف أن جنديا بريطانيا جرح في انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق استهدفت قافلة عسكرية في البصرة. وأعلن وزير النفط العراقي إبراهيم بحرالعلوم أمس أن تصدير النفط العراقي من ميناء البصرة استؤنف مساء الأحد بعد توقف بسبب العمليات الانتحارية. وزعم بيان يبدو أنه من ناشط «القاعدة» البارز أبومصعب الزرقاوي مسئوليته عن هجوم البصرة. إلى ذلك، نقلت قناة «العربية» عن مصادر في وزارة الدفاع البلغارية أن قافلة الرئيس البلغاري جورجي بورفانوف تعرضت لهجوم في كربلاء الأحد. وأعلن المستشار العراقي للأمن القومي موفق الربيعي أنه التقى محتجزين أجانب بينهم أتراك وسوريون ومغاربة قالوا إنهم تلقوا أموالا للقيام بهجمات تستهدف مدنيين وقوات التحالف.

من جهتها طالبت مجموعة عراقية تختطف ثلاث رهائن إيطاليين عرضت «العربية» أمس شريطا لهم، بتنظيم تظاهرات احتجاج في روما ضد السياسة الإيطالية في العراق لإطلاق سراحهم. وهددت المجموعة التي تطلق على نفسها اسم «الكتيبة الخضراء» في رسالة للقناة بقتل الرهائن الثلاث إذا لم تحصل تظاهرات احتجاج في إيطاليا في غضون خمسة أيام. واتهمت الرهائن الإيطاليين بـ «التجسس في العراق». وأظهرت صور الفيديو الرهائن وهم يتناولون الطعام وبدوا في صحة جيدة.

سياسيا، قالت مصادر: إن أعضاء في مجلس الحكم سيبدأون اليوم مشاورات مع جميع الأطراف والزعماء السياسيين لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية. ويتوقع أن تتناول المشاورات التي من المقرر أن تستمر ثلاثة أيام الشكل الذي ستكون عليه الحكومة الانتقالية.

وقالت مصادر مطلعة في مجلس الحكم إنه من بين القضايا التي ستناقش في المحادثات توسيع الحكومة العراقية لتشمل أعضاء آخرين يمثلون العراقيين بشكل أفضل. وأضافت أن «المجلس مازال لديه الكثير من الخيارات لدراسة شكل وحجم الحكومة الانتقالية المقبلة». وكان بريمر قال أمس الأول للصحافيين: إن المبعوث الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي يتوقع أن يعود إلى بغداد لإجراء مزيد من المحادثات مع شخصيات عراقية بارزة. كما أعلن رئيس لجنة الانتخابات بالمجلس حميد مجيد موسى أنه تقرر فتح باب الترشيحات لاختيار أعضاء الهيئة الانتخابية والتي تتكون من سبع شخصيات ستشرف على عملية الانتخابات التي من المقرر أن تتم في موعد أقصاه 31 يناير/ كانون الثاني المقبل.

وأوضح موسى أن بعثة الأمم المتحدة ستلعب دورا رئيسيا في اختيار أعضاء اللجنة بالتشاور بين مجلس الحكم وسلطة التحالف. على صعيد متصل اختار مجلس الحكم علما جديدا للبلاد من بين ثلاثة نماذج سبق للجنة خاصة أن اختارتها في وقت سابق من بين أربعين نموذجا

العدد 599 - الإثنين 26 أبريل 2004م الموافق 06 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً