أكد صامويل هانتينغتون صاحب نظرية «صدام الحضارات» أن الأميركيين حققوا النصر على نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، لكنهم لن ينجحوا أبدا في تحقيق النصر على الشعب العراقي.

واعتبر هانتينغتون، في حديث أدلى به لمجلة «لوبوان» الفرنسية، الحرب الأميركية على العراق بأنها «فكرة سيئة للغاية»، متهما الولايات المتحدة بأنها خلقت بؤرة كبيرة لنشر صدام الحضارات بين الإسلام والغرب بشنها الحرب على أفغانستان والعراق، محذرا من أن واشنطن ستكون أول من سيعاني من تداعيات هاتين الحربين.

وقال إنه توقع أن تواجه واشنطن حربا من الشعب العراقي بعد هزيمة صدام حسين «السريعة»، مشيرا إلى أن هذه الحرب بدأت فعلا، وعلى وجه الدقة مع بدء عملية العصيان في مدينة «الفلوجة». وأكد هانتينغتون أن الغرب لن يستطيع أبدا السيطرة على العالم كما حدث في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مبررا ذلك بأن الحضارة الإسلامية - خصوصا - أصبحت تشكل تكتلا إيديولوجيا سيجبر الغرب على التخلي عن أية طموحات في تعميم فكرة وقيمه على العالم، وطالب العالم الغربي بالاعتراف بأن الحضارات الكبرى مثل حضارات العالم العربي والإسلامي والصين، تقدم على الساحة الدولية، وفقا لإيقاعاتها ومن دون أن تكون لديها قيم وعادات الغرب نفسها