العدد 603 - الجمعة 30 أبريل 2004م الموافق 10 ربيع الاول 1425هـ

المعلمون وتعسف الإدارات المدرسية

عندما تتعسف الادارات المدرسية في قراراتها وتوقع الأذى «بالمعلم»، فكيف يمكن له رد ذلك الأذى الواقع عليه؟

سؤال أزلي حائر سنين طويلة من دون جواب يريح «المعلمين والمعلمات» حتى ونحن نعيش عهد «ملك المحبة والعدل والمساواة»، نعم على رغم الانجازات الخيرة التي عمت البحرين في ظل ما تحقق في العهد الجديد، ظل وضع «المعلم» مهمشا في الحقوق «المادية» والاجتماعية والانسانية والصحية. ومازالت كل نواحي حياتهم وشجونهم وهمومهم الوظيفية من دون أقل القليل من الرعاية والتقدير والاحترام.

ناهيك عما تمارسه عليهم الإدارات المدرسية من ضغوط نفسية بممارساتها البوليسية التجسسية فما يحدث في الكثير من مدارسنا أسلوب غير حضاري وليس له صلة بالتربية والتعليم. ولعمري كيف تدار تلك المدارس بهذه العقلية المتمادية في الغطرسة والتعسف العمل على شق صفوف «المعلمين والمعلمات» وتحويلهم إلى كتل وأحزاب تخدم مصلحة مدير المدرسة ولا تخدم مصلحة العمل المدرسي، تلك المجموعات هي المقربة من السيد المطاع مدير المدرسة. وبذلك تنال «الحوافز والمكافآت المالية».

من هنا، إذا كانت وزارة التربية والتعليم، تحرص على العدالة وتريد اصلاح المدرسة فلابد من أمرين لا ثالث لهما.

الأول: العمل الفوري على الغاء التقارير السرية النصف سنوية عن «المعلمين» والتي جعلها المديرون سيفا على رقاب «المعلمين» يرهبونهم بها. ذلك لأننا في زمن الحرية والشفافية والديمقراطية.

ثانيا: الغاء نظام «الحوافز الظالم» بالمرة فبه تحول الكثيرون من «المعلمين» إلى خدم وعبيد للإدارة المدرسية.

واستبداله بمنح «المعلمين والمعلمات» مكافأة مالية بعدد سنوات الخدمة لتعم العدالة والمساواة بين الجميع.

إذ إن الكثيرين من «المعلمين» خدموا باخلاص منقطع النظير طوال (30 عاما) ولم يحصلوا على تلك «الحوافز» لماذا؟... لأن تلك «الحوافز» لا ينالها إلا المقربون من السيد/ مدير المدرسة. ومن يقومون بخدمات خاصة به. هذا قليل من كثير مما يحدث في اداراتنا المدرسية بنين وبنات.

فهل يمكن أيها السادة اصلاح الأمر؟

نعم يمكن اصلاح هذا الخلل الخطير في إدارات المدارس بالعمل على تحرير «المعلم» من الخوف وقيود عبودية الإدارة المدرسية. عندما تصدق النوايا والبدء بالعمل الاصلاحي التربوي الجاد لخلق إدارات مدرسية عصرية انسانية تواكب «عهد حمد الإنسان» تسعى إلى تطبيق الشفافية والحرية والعدالة والديمقراطية وتعمل على خلق إنسان حر يعمل من دون خوف أو قيود أو تسلط، هذا لأنه يعيش في ظل عهد جديد يعرف بالانفتاح البناء لما فيه خير هذا الوطن وأهله. فهل هذا كثير على هذا الإنسان «المعلم»؟

حسن صالح السبيعي

العدد 603 - الجمعة 30 أبريل 2004م الموافق 10 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً