عجبا كيف يلوم البعض، البحرينيين العاملين في مطاعم الوجبات السريعة بأنهم لا يلتزمون بالمهمات الموكلة إليهم، ولا يحسنون التعامل مع الزبائن، ولا يستطيعون الاستمرار في الوظيفة لسرعة نفاد صبرهم!
أنا إحدى العاملات في أحد تلك المطاعم، عينت في شهر مارس/ اذار الماضي في وظيفة أمينة صندوق براتب متواضع وبحد أقصى لساعات العمل ثماني ساعات في اليوم، وكوني فتاة أبلغتهم بأنه من المفترض ألا تتجاوز ساعات عملي الحادية عشرة ليلا...
لكن المؤسف أن كل ذلك لم يلتزم به من قبل المسئول في ذلك المطعم، إذ بدلا من أكون أمينة صندوق، أصبحت منظفة للحمامات، وأخذ طلبات الزبائن بالوقوف خارج المطعم وحدي ووظيفتي الأساسية شغلها الأجانب بدلا عني.
تحملت كل ذلك وخصوصا أنني محتاجة إلى كل قرش أكسبه... ومنذ فترة وجيزة سلمت مهمات أمينة الصندوق من دون أي تدريب، فجاهدت على نفسي وتعلمت كل شيء وحدي لكي احافظ على وظيفتي، لكن ما حصل لا استطيع بعده التحمل، إذ لخطأ بسيط اكتشفته بنفسي، وعملت على تداركه بعد تنبيه المدير إليه بنفسي، أصر على إمضائي إقرارا بالخطأ، ولما رفضت كون أحد لم يعلمني أصلا، أهانني أمام زملائي العاملين، وهذا ما لم أطق معه صبرا...
وأتساءل هل يتحمل أحد على وجه هذه الأرض الطيبة أن يهان بهذه الطريقة؟ وهل يقبل احد على أخته أن تتأخر إلى الساعة الواحدة ليلا وسط هذا الجو والزبائن المختلفة أجناسهم وألوانهم؟ ثم ما المقصود بضرورة التزين لكسب الزبائن؟
أسئلة واستفسارات لو أجاب عليها الجميع بصراحة وبضمير واع لأدركنا لماذا يفر البحريني من هكذا وظائف بينما يتحملها الأجنبي الذي يبقى المعزز المكرم في الوظيفة التي عين فيها أصلا ونحن نبقى وكأننا في مقام العاملين لديه؟ فهل يرضى المسئولون في المملكة بهذا الوضع للمواطنين البحرينيين أبناء هذه الأرض؟!
(الاسم لدى المحرر
العدد 603 - الجمعة 30 أبريل 2004م الموافق 10 ربيع الاول 1425هـ