أكد أحمد الجودر «ضرورة تعاون المهندس من خلال تعامله مع مؤسسات المجتمع المدني وإعداد وثيقة شرف بواجباته والتزاماته وحقوقه وإصدار المطبوعات والمنشورات التوعوية وتكوين منصة لتبادل المعلومات والخبرات في شئون الإسكان والمستوطنات البشرية والمبادرة لتكوين فرق عمل لدراسة الأزمات والمشكلات الخانقة التي لها انعكاساتها على الممارسة الهندسية والتنمية العمرانية، مثل ارتفاع أسعار مواد البناء ومتابعة تفعيل القرارات والتوصيات التي يجب ألا تكون حبرا على ورق».
جاء ذلك خلال محاضرة نظمتها جمعية المهندسين البحرينية أمس الأول بعنوان: «دور المهندس في حل المشكلات الإسكانية» ألقى فيها الجودر الضوء على دور المهندس في الإسكان وتشخيص المشكلة الإسكانية، موضحا بعض المفاهيم المتعلقة بهذا الموضوع.
وتحدث عن أهمية تصحيح مفهوم الإسكان وقال: «الإسكان هو السياسات والتشريعات والمعايير الحاكمة في تشكيل بيئة وبنية المستوطنات البشرية، ويجب تشخيص المشكلة الإسكانية بدقة وهنا يأتي دور المهندس»، كما تحدث عن سياسة التمكين التي وصفها بأنها عالمية والتي لها شروط موضوعية يجب مراعاتها وتتمثل في الكلييانية ووجود قيم دمقرطة وثقافة إصلاح إداري وسياسي واللامركزية في إدارة الشئون العمرانية بالإضافة إلى دور مؤسسات المجتمع المدني والمشاركة الشعبية.
وركز الجودر على ضرورة متابعة الكتابات الإبداعية وأضاف: «علينا متابعة الكتابات الإبداعية مثل كتابات حسن فتحي الذي يعتبر من الرواد العرب في الهندسة وله تأثير عالمي في الدراسات والتوجهات وكتابات قاسم حداد التي تعلمنا جماليات المكان وزخم الحياة النابضة وذاكرة العمران، وكذلك علينا متابعة الجهود الفردية الرائدة مثل جهود الشيخة مي بنت محمد آل خليفة التي تبنت مؤسستين تاريخيتين».
كما عرض الجودر لمشروع منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهبيتات)، وأكد ضرورة الاسترشاد بأجندة المنظمة للقرن الواحد والعشرين واستغلال الموارد بأقصى كفاءة اقتصادية وتحكيم مبادئ التنمية المستدامة على جميع مستويات العمل الهندسي ومراعاة التعهدات الدولية فيما يختص بالبيئة.
ثم عرج على دور المهندس الاحترافي في مجال التخطيط العمراني وقال: «يجب أن تكون هناك دراسات تحليلية لموقع المشروع وأن يكون الإنسان محور الاهتمام وأهمية وجود فكرة تصميمية معززة للجمال في الفراغات والبيئة المبنية وأن تكون المداخل واضحة والاتصال فعال بشبكة الحركة» أما عن دور المهندس في مجال التصميم فقال: «لابد من استلهام التراث وذلك لا يعني الجمود كما يفهمه البعض أو النكوص لزمن معين لكنه يعني التجدد والاستفادة من مخزون متراكم على مدى سبعة آلاف عام، بالإضافة إلى تجنب الرتابة مع محاولة شد الإنسان للتصميم عن طريق الغموض والإثارة، فالعمارة تنبع من الداخل من الابتكار والإدخالات الجديدة وعملية الإدخال لا تخلو من التحدي»
العدد 615 - الأربعاء 12 مايو 2004م الموافق 22 ربيع الاول 1425هـ