العدد 616 - الخميس 13 مايو 2004م الموافق 23 ربيع الاول 1425هـ

لسجن «أبوغريب» ذكريات مؤلمة...

قبل وبعد الاحتلال

لم تكن مشاهد «التعذيب» جديدة على سجن أبوغريب، ذلك السجن الضخم الذي تزيد مساحته على 260 فدانا على بعد 20 ميلا الى الغرب من بغداد، شهد انتهاكات «خطيرة» لحقوق الإنسان في عهد صدام حسين، إذ تم إعدام 4 آلاف سجين في العام 1994، و122 سجينا بين فبراير/ شباط، ومارس/ آذار العام 2000، و23 آخرين في أكتوبر/ تشرين الأول العام 2001، كما دونت «منظمة العفو الدولية»، و«مرصد حقوق الإنسان»، الكثير من «الشهادات الفردية» للمعتقلين آنذاك، وأبرز ما تصدر شهاداتهم، هو مكوثهم عُراة!

لم يكن «أبوغريب» أفضل حالا من «الغرفة الحمراء»، التي يملكها عُدي (وهي غرفة تعذيب خاصة تقع على نهر دجلة)، إذ مورست في السجن أساليب تعذيب، قال عنها أحد أعضاء حزب البعث المعتقلين، نتيجة شك السلطة في ولائه السياسي: «ليس هناك من أحد حتى ألكساندر بوشكن أو نجيب محفوظ يقدر على وصف ما كابدناه في «أبوغريب».

الفرق الوحيد بين الأمس القريب واليوم، هو عدم وجود صور وفضائح سابقا، أما اليوم فقد كشفت محطة التلفزة الأميركية «سي بي اس»، وما نشرته الـ «واشنطون بوست»، فضيحة السجن (المُغلق) الجديدة القديمة. والأنباء المتسربة تفيد بإن الجنود التقطوا الصور للأحتفاظ بها من أجل الذكرى، والبعض الآخر يلقي ذلك على الحصول على أوامر من أعلى.

وتسترت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على «الفضيحة»، منذ استكمال التحقيق الذي قدمه الجنرال أنطونيو تاجوبا من مارس/آذار الماضي، والذي صدم العالم بما فيه من انتهاكات عندما نُشر!

إذ تعرض الكثير من المحتجزين في «أبوغريب» لانتهاكات «جنائية ومشينة»، وذلك في الفترة ما بين أكتوبر وديسمبر/كانون الأول 2003.

وبيّن تقرير الجنرال تاجوبا «أن المعتقلين أجبروا على الإتيان بأفعال جنسية، وهُددوا بالتعذيب والاغتصاب ومهاجمتهم بالكلاب، وتم حجبهم عن زيارات الصليب الأحمر»، مشيرا إلى أن هذا يعد «انتهاكا للقانون الدولي».

ووصف الجنرال تاجوبا انتهاكات بعينها، قال إنها «مدعومة بوفرة» من جانب أقوال المتهمين والمحتجزين وشهود العيان، ومن بينها:

1- تهديد المحتجزين بمسدس محشو بالطلقات.

2- صب الماء البارد على السجناء العراة.

3- ضرب نزلاء السجن بعصا مكنسة وبكرسي.

4- تهديد المحتجزين من الرجال باغتصابهم.

5- وضع مصباح ضوء في شرج أحد السجناء.

6- إجبار المحتجزين على اتخاذ أوضاع جنسية مختلفة وتصويرهم.

7- وضع السجناء العراة في شكل هرمي ثم القفز فوقهم.

8- إجبار المحتجزين الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية.

9- إجبار السجناء على الاستمناء أثناء تصويرهم بالكاميرات والفيديو.

10- استخدام كلاب الشرطة العسكرية لتخويف وترهيب السجناء، وفي إحدى الحالات تعرض أحد السجناء للعض.

التقرير السري كشف عن «نظام سجن غير آمن لأن ما يزيد على 27 معتقلا هربوا أو حاولوا الهرب خلال أقل من عام». وأووضح تقرير تاجوبا «أن 60 في المئة من نزلاء سجن أبوغريب ليسوا مصدر تهديد للمجتمع».

وفي الوقت الذي أشارت فيه مجندة أميركية، صُورت وهي تجر جندي عراقي من رقبته، إلى أنها فعلت ذلك «وفقا للأوامر العُليا»، نفى فيه توجابا وجود ما يثبت بشكل قاطع علاقة ذلك «بالاستخبارات الأميركية».

كما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها كانت على علم بوقوع انتهاكات، وقد حثت السلطات الأميركية على التحرك، وأكدت منظمة العفو الدولية هي الأخرى ذلك.

على رغم اعتذار وزير الدفاع الأميركي رونالد رامسفيلد، وقرب مثول جنود أمام محاكم عسكرية... فإن ذكريات «سجن أبوغريب» ستبقى مؤلمة، قبل وبعد الاحتلال

العدد 616 - الخميس 13 مايو 2004م الموافق 23 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً