العدد 618 - السبت 15 مايو 2004م الموافق 25 ربيع الاول 1425هـ

قلعة البحرين بحلة جديدة نوفمبر المقبل

بعد إعداد وثائق تسجيلها في «اليونسكو»

أكد وكيل وزارة الإعلام محمود المحمود «أن الوزارة استقطبت خبيرا للآثار لإعداد كل الوثائق المتعلقة بقلعة البحرين وتسليمها لمنظمة اليونسكو ليتم تسجيلها ضمن المواقع الأثرية المهمة في العالم، وإن معظم الشروط المطلوب توافرها في القلعة تم استيفاؤها، ومن المتوقع أن يزور القلعة فريق عمل لمطابقة الشروط».

جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها أمس الوكيل المحمود والقائم بأعمال مدير إدارة الثقافة والتراث خالد السندي للاطلاع على سير أعمال الترميم والتطوير في القلعة التي من المتوقع أن يتم الاحتفال باليوبيل الذهبي على بدء عمل التنقيبات الأثرية لموقع القلعة من قبل البعثة الدنماركية فيها، وذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل برعاية جلالة الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.

وكشف المحمود «عن مشروع الوزارة بانشاء متحف صغير بالقرب من موقع القلعة ضمن الأعمال التطويرية للقلعة والتي بلغت كلفتها الإجمالية 500 ألف دينار، وهي خاصة بالمقتنيات التي تم العثور عليها في الموقع، إضافة إلى قاعة محاضرات تستوعب 100 شخص تعرض فيها مواد فيلمية تتعلق بالقلعة وبمراحل التنقيب فيها، ومركز لبيع الهدايا التذكارية إضافة إلى مصلى وكفتيريا وقاعة للاستراحة ومرافق صحية، كما سيتم تزويد قاعات المتحف بشبكة الإنترنت»، موضحا «أن الهدف من انشاء المتحف هو جعله بمثابة مدخل رئيسي لموقع القلعة لمنع دخول السيارات والأفراد في غير الأوقات المحددة للزيارة، وحتى تكون جميع الخدمات المخصصة لزوار القلعة خارج سور القلعة الذي يبلغ طوله ما يقرب من 1400 متر ويحدد الأراضي المستملكة لوزارة الإعلام لمزيد من العمليات التنقيبية في الموقع المحيط بالقلعة».

وأضاف «أنه مع موعد افتتاح القلعة في نوفمبر سيتم انشاء شارع جديد يصل بموقع القلعة امتدادا من دوار السيف»، مؤكدا «أنه ستتم دعوة ما يقرب من 30 فنانا بحرينيا للرسم على جداريات المتحف المصغر البالغة مساحتها 100 متر تقريبا، وأنه تم إعداد ما يقرب من 12 مطبوعة ما بين مطويات ومنشورات، إضافة إلى مطويات سيتم توزيعها على السياح من زائري القلعة، كما سيتم تدشين موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت خاص بالمواقع الأثرية في البحرين يمكن للزائر القيام بجولة إلكترونية داخل المواقع الأثرية، ما يسهم في جذب عدد أكبر لزائري المواقع».

من جهته قال القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة والتراث ومدير الاحتفال باليوبيل الذهبي للقلعة السندي «إن فعاليات الاحتفال الرسمي للقلعة المزمع إقامته في نوفمبر ويستمر على مدى ثلاثة أيام سيتضمن عرضا للآثار في متحف البحرين الوطني بالتعاون مع متحف موسكادو الدنماركي، إذ سيتم عرض اللقى الأثرية التي حصل عليها الدنماركيون أثناء تنقيبهم عن الآثار في الخمسينات والسبعينات، إضافة إلى إقامة عدد من المحاضرات القصيرة وعرض نموذج لغرفة المنقبين الدنماركيين».

أما عن القلعة الإسلامية التي تطل على ساحل البحر وتفصلها أمتار قليلة عن موقع قلعة البحرين، فقال: «إنها كانت عبارة عن موقع لمراقبة القادمين من جهة البحر باتجاه الجزيرة ويعود بناؤها للفترة الدلمونية، إلا ان البرتغاليين استغلوها فيما بعد كحصن دفاعي».

أما مستشار فريق العمل في القلعة سالم بالحاج فأشار خلال الزيارة «إلى أنه سيتم تخصيص إحدى غرف القلعة كمقر للتحكم في شاشات المراقبة التي سيتم توزيعها على 16 غرفة من غرف القلعة، كما سيتم وضع لوحات ارشادية منفصلة عن جدران القلعة حتى لا تؤثر على مظهرها الجمالي، كما سيتم وضع باب خشبي على بوابة القلعة».


بوشهري: برنامج وزارة الإعلام للقلعة ترفضه اليونسكو

المنامة - الوسط

قال اختصاصي الآثار البحريني علي أكبر بوشهري: «إن تحويل الموقع الأثري الأكبر في البحرين - قلعة البحرين - إلى مشروع تجاري استثماري خاص يعتبر إهانة للتراث وضربة إلى مشروع تسجيل القلعة في اليونسكو، لأن المنظمة الدولية ترفض تسجيل المواقع التجارية».

وقال: «إن إلغاء صفة التراث إهانة للأجيال القادمة أيضا، ودليل ذلك قيام وزارة الإعلام بإلغاء مؤتمر دولي في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل كانت الخطة تقضي باستضافة قرابة أربعين شخصية دولية مهتمة بالآثار والتراث ساهمت في اكتشاف حضارة دلمون». وقال: «إن المدعوين الذين بدأوا تحضير أوراقهم توقفوا عن ذلك بعد أن ألغت الوزارة المؤتمر»، مستغربا كيف ستتمكن البحرين من تسجيل القلعة في سجل التراث الإنساني «إذا ألغينا شروط التسجيل وأهمها عدم تحويل الموقع إلى مشروع تجاري وإبعاد الصفة الثقافية عنه من خلال إلغاء المؤتمر؟». ومن جانبها قالت خبيرة الآثار الفرنسية مونيك كارفران: «يجب ألا تخسر البحرين هذه الفرصة الذهبية من اليونسكو، والبرنامج الذي دعي إليه عدد كبير من العلماء المهتمين بموقع قلعة البحرين يهتم أساسا بالجانب التراثي الإنساني وخصوصا أن القلعة هي أقدم موقع أثري في الخليج والجزيرة العربية».

وأكد «أن الموقع لا يخص البحرين فقط، وخصوصا أن البعثات الدنماركية والفرنسية سعت منذ منتصف القرن الماضي إلى جذب اهتمام علماء الآثار لاكتشاف المزيد من حضارة دلمون والحضارات القديمة الأخرى التي ظلت منسية لقرون عدة». وقالت: «إن الفرصة الذهبية لاتزال أمام البحرين لتسجيل الموقع ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي، ولكن يتطلب ذلك إدراكا للشروط التي تفرضها اليونسكو»

العدد 618 - السبت 15 مايو 2004م الموافق 25 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً