العدد 620 - الإثنين 17 مايو 2004م الموافق 27 ربيع الاول 1425هـ

الملا: مطالبة بإجراء تعديلات عاجلة على «الطب النفسي»

أكدت الناشطة الاجتماعية وعضو جمعية المستقبل النسائية رباب الملا أن مستشفى الطب النفسي بحاجة ماسة إلى إجراء تعديلات عاجلة. قائلة: «إن وضع المريضات في الطب النفسي بالقرب من وحدة علاج مدمني الكحول والمخدرات أمر بحاجة إلى إعادة نظر، والمفترض أن يتم فصل المرضى، وهذا الأمر ينطبق على جميع الفئات، رجالا ونساء».

وأضافت «بالنسبة إلى قسم النساء، فإنه شبيه بالسجن المحكم، كما ونسأل عن الهدف من وضع جميع المرضى في هذا القسم مع بعضهم بعضا في غرفة واحدة. ولا يختلف اثنان بأن بعض المرضى أو كثيرا منهم ليسوا مجانين، بل هناك من هو بحاجة إلى علاج نفسي تخصصي بعيدا عن العقاقير وما يستخدم لعلاج المختلين عقليا. هم بحاجة إلى جو أفضل، بحاجة إلى التنزه. لقد زرت المستشفى وهناك فتيات جامعيات لم يكملن المرحلة الجامعية بسبب بعض الظروف النفسية، وقد لا يكونون بحاجة إلا إلى ممرضات مختصات في المجال النفسي».

وأوضحت أن «الزائر لا يرتاح عند زيارته المرضى، إذ انه يوضع مع المريض في حجرة، وينتظره الزائر الآخر، أليس من الواجب أن تكون الزيارات في حديقة، أو متنزه للمرضى؟ ألا تحتوي المستشفيات في البلدان الخارجية على كل هذه الأمور. لقد قمنا بإدخال إحدى الحالات ولم تكن مريضة، بل كانت بحاجة إلى اهتمام بسيط، ولكننا فوجئنا بتدهور حالتها حتى وصلت إلى وضع يرثى له. لقد كانت حالة نفسية سببتها فترة ما بعد الولادة، ولكنها تدهورت إلى ما يقارب الاختلال العقلي».

علاوة على ذلك نوهت الملا بضرورة نقل المكان إلى بقعة أخرى أكثر هدوءا، إذ ان المبنى يقع بالقرب من شارع عام، والمرضى بحاجة إلى السكينة وهو ما لا يتوافر في المكان الحالي... ناهيك عن صغر المكان، وعدم تمكن المرضى من التنزه داخل المستشفى إذ لا توجد حديقة في الأصل، وكما نعلم أن المكان لم يكن مهيئا لاستقبال المرضى النفسيين، بل كان مستشفى للأمراض الصدرية، وحوّل إلى الأمراض النفسية. ولا نعتقد أن الدولة عاجزة عن تخصيص أرض في مكان ناءٍ يحتوي على جميع التجهيزات الخاصة بالطب النفسي، كما لابد من تهيئة الممرضات والمرشدين النفسانيين ليتمكنوا من التعامل مع المرضى بالطرق الصحيحة. وإذا كانت الموازنة لا تسمح بذلك، ومن الصعب بأي حال من الأحوال توسعة المبنى الحالي، فلماذا لا يتم فصل المرضى المختلين عقليا عن أولئك الذين ليسوا بحاجة إلا إلى بعض الرعاية. إذ إن الكثير من الأهالي يخشون شيئا اسمه الطب النفسي».

من جهتها أوضحت المدير الإداري لمستشفى الطب النفسي جميلة السماك لـ «الوسط» حديثا أن «وزارة الصحة تسعى إلى إضافة مبنى جديد يتكون من أربعة طوابق إلى مستشفى الطب النفسي، وجاء هذا القرار بعد عدة مطالبات بتوسعة المبنى الحالي نظرا إلى عدم قدرته على استيعاب الحالات المرضية التي ترد إلى المستشفى».

وأضافت السماك أن «المستشفى لديه 201 سرير، وهو يعتبر المستشفى الحكومي الوحيد في المملكة عموما، ولذلك نجد نسبة الإشغال في المستشفى في أيام العام كافة 100 في المئة، ولا سيما أننا نجد أن الأمراض النفسية في ازدياد ولذلك فإن الطاقة الاستيعابية تعتبر منخفضة جدا»... وتتفق السماك مع الملا على ضرورة نقل المستشفى إلى مكان آخر و«أن تتم توسعة المستشفى، ولمسنا استجابة كبيرة من الوزارة وهي تسرع حاليا في بناء المبنى الجديد نظرا إلى أن المريض النفسي ليس كأي مريض، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إرجاعه إلى منزله كما يحدث مثلا في السلمانية عندما لا يتوافر سرير للمريض».

موضحة أن «هذا المبنى الجديد الذي سيكون مرفقا مع المبنى الحالي لن يلبي الاحتياجات كافة، ومن الضروري أن يتم نقله إلى مكان آخر لعدة أسباب، فعلى رغم إيجابية المكان لقربه من السلمانية ووزارة الصحة، فإن له سلبياته أيضا، فهذا الضجيج الهائل وعدم توافر مكان لاستراحة المرضى، وعدم اتساع المكان، كل هذه الأمور لا تساهم في علاج المريض، ونحن في المستشفى نعمل بحسب الإمكانات المتاحة، وبحسب ما توفره الوزارة، ومع ذلك نجد أن الكوادر البشرية الموجودة أنجزت الكثير».

وقالت السماك: «أدخلت تعديلات كثيرة على الطب النفسي من حوالي عام ونصف العام، وتغيرت أشياء كثيرة، واقترحنا باعتبارنا مجلس إدارة أن نبعث المريض في إجازة بين الحين والآخر، وهذا يساعد على معاينة حال المريض ودراستها بعد خضوعه للعلاج في المستشفى، كما أن هذا الإجراء يمكننا من شغل السرير بمريض آخر. كما وجدنا أن هناك ضغطا كبيرا على بدالة السلمانية، وفي الأساس لم تكن لدينا بدالة خاصة، ويقوم المرضى بالاتصال بالسلمانية ويتم تحويلهم إلى الطب النفسي وفي كثير من الأحيان تكون التحويلات في غير محلها، لذلك قمنا بوضع أرقام مباشرة إلى الأطباء لنسهل على المرضى والمتصلين الوصول إلى الطبيب المعني، وهذا الإجراء تم قبل شهرين فقط».

وفيما يتعلق بأقسام المستشفى قالت السماك: «يضم المستشفى وحدة المؤيد لعلاج مدمني المخدرات والكحول وبها 13 سريرا، وهناك حركة نشهدها لفتح الطابق الثاني إذا ما توافرت الإمكانات وهذا الإجراء بحاجة إلى تعاون مجموعة من الجهات وليس وزارة الصحة لوحدها، ونحن في انتظار زيارة وفد من الخدمة المدنية لمعاينة الوضع، وسيتقرر بعد هذه الزيارة مدى الحاجة الى فتح هذا الطابق. هذا إلى جانب وحدة الغزالي الجناح رقم واحد وبه 11 سريرا، والغزالي الجناح رقم 2 وبه 19 سريرا، والغزالي الجناح رقم 3 وبه 13 سريرا، والغزالي الجناح رقم 4 وبه 18 سريرا، وابن رشد وبه 9 أسرة، وابن رشد للأطفال وبه 13 سريرا، وابن النفيس الجناح رقم 1 وبه 18 سريرا، وابن النفيس الجناح رقم 2 وبه 30 سريرا، وابن النفيس الجناح رقم 3 وبه 23 سريرا، وابن النفيس الجناح رقم 4 وبه 34 سريرا ليكون المجموع 201 سرير»

العدد 620 - الإثنين 17 مايو 2004م الموافق 27 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً