العدد 626 - الأحد 23 مايو 2004م الموافق 03 ربيع الثاني 1425هـ

إيران تحذر أميركا وجماعات تتطوع لعمليات استشهادية

الاحتلال يرتكب مجزرة في الكوفة ووزير الداخلية ينجو من محاولة اغتيال

بغداد، لندن - عصام العامري، مهدي السعيد، وكالات 

23 مايو 2004

أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي، أمس أن إيران وجهت «تحذيرا» رسميا للولايات المتحدة عبر الوسائل الدبلوماسية بخصوص الوضع في العراق. وقال آصفي إن «الوضع في العراق خطير ولهذا السبب وجهنا التحذير اللازم». وأوضح أن التحذير نقل بواسطة السفارة السويسرية في طهران التي تمثل المصالح الأميركية هناك، فيما أفادت صحيفة «كيهان» أمس أن مجموعة إيرانية مجهولة دعت المتطوعين إلى تسجيل أسمائهم للقيام بعمليات استشهادية ضد الجنود الأميركيين والبريطانيين في العراق.

من جانب آخر، ارتكبت القوات الأميركية أمس - باقتحامها مسجد السهلة في الكوفة - مجزرة أسفرت عن سقوط 20 قتيلا وإصابة 54 آخرين من أنصار الزعيم الديني المتشدد السيد مقتدى الصدر، بينما قتل 15 في مدينة الصدر و14 شخصا في النجف الأشرف. ولقي جنديان أميركيان مصرعهما فيما أصيب خمسة آخرون بجروح في كمين قرب مدينة الفلوجة. وذكرت مصادر مطلعة أن جماعة مسلحة مجهولة هاجمت سيارة وزير الداخلية سمير الصميدعي، في منطقة المنصور وبعد أن تأكدت من عدم وجوده في السيارة اكتفت بمصادرتها بعد إخلاء سراح سائقها.

سياسيا، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيلقي اليوم خطابا يطرح فيه ما وصف باستراتيجية واضحة لمستقبل العراق تتناول الأمن وعملية نقل السلطة وجهود تحسين الأوضاع الإنسانية والبنية التحتية المدنية ومساعي حشد دعم دولي أوسع نطاقا لإشاعة الاستقرار في العراق وإرساء الديمقراطية فيه.


إيران تحذر أميركا رسميا... وبوش يعلن اليوم استراتيجيته لمستقبل العراق

مقتل 63 وإصابة 107 بمواجهات في الكوفة والنجف والبصرة

عواصم، عمّان - حسين دعسة، وكالات

اشتدت أمس حدة المواجهات بين القوات الأميركية وميليشيا «جيش المهدي» وعناصر المقاومة الأخرى في العراق وأسفرت عن سقوط 63 قتيلا على الأقل وإصابة نحو 107 آخرين في مناطق متفرقة، ومن بين المصابين وكيلة وزارة الكهرباء العراقية. وفي غضون ذلك أعلن أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيوجه خطابا للجيش الأميركي اليوم يطرح خلاله «استراتيجية واضحة لمستقبل العراق»، في وقت حذرت إيران الولايات المتحدة رسميا بخصوص الوضع في العراق.

وأعلن المتحدث باسم قوات التحالف باتريك كاروول أنه تم قتل 35 من عناصر جيش المهدي. وقال إن 20 عنصرا تم قتلهم خلال مداهمة القوات الأميركية لمسجد السهلة في مدينة الكوفة إذ عثرت كذلك على كميات من الأسلحة من قذائف الهاون وصواريخ وأسلحة رشاشة. وأن 15 عنصرا قتلوا خلال الاشتباكات في مدينة الصدر.

وقال كاروول في تصريح صحافي: إن وكيلة وزارة الكهرباء العراقية بركة الجبوري أصيبت بجروح والسائق الخاص بها نتيجة إطلاق الرصاص على سيارتها في منطقة الرمادي غرب العراق وتم نقلهما إلى المستشفى. وأضاف المتحدث العسكري أن رئيس الأمن في منطقة هيت غرب بغداد قتل عندما أطلق مجهولون النار عليه (...) وقتل أربعة أفراد من الشرطة والدفاع المدني العراقي بعد تعرضهما لإطلاق النار في منطقة شمال البصرة.

ولقي جنديان أميركيان مصرعهما فيما أصيب خمسة آخرون بجروح في كمين قرب مدينة الفلوجة. وأعلنت الشرطة في كركوك إصابة مدنيين عراقيين اثنين في انفجار صاروخي كاتيوشا في احد المواقع النفطية. كما قالت الشرطة في بعقوبة أن مسلحين قتلوا رجل شرطة وطالبا جامعيا أثناء توجههما بالسيارة إلى بغداد.

وأوضح طاقم مستشفى أن الغارات الجوية الأميركية والقتال الشرس بين وحدات مدرعة أميركية ومقاتلين عراقيين في مدينة النجف أسفرت عن سقوط 14 قتيلا على الأقل كما أصيب 37 آخرون. وفي البصرة قتل خمسة مدنيين اثر سقوط قذيفة هاون على احد المنازل في شمال المدينة. ونجا عضو هيئة علماء المسلمين السنة الشيخ أحمد عبدالكريم العاني من محاولة اغتيال أمس الأول عندما أطلق عليه مجهولون النار وأصابوه بجروح خطيرة.

وعلى صعيد المساعي الحميدة، قال رئيس لجنة التفاوض في كربلاء الشيخ محمد علي السعدي: إنه من المتوقع تنفيذ اتفاق هدنة بين قوات الاحتلال وأنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر في المدينة. وقال السعدي: إن أنصار الصدر والقوات الأميركية أقروا اتفاقا مكونا من خمس نقاط من شأنه إعادة الهدوء إلى المدينة. وينص الاتفاق الذي توسط فيه زعماء عشائر وعلماء دين بالإضافة إلى عدد من السياسيين على أن تغادر القوات الاميركية و«جيش المهدي» المدينة.

على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أمام الصحافيين أمس أن إيران وجهت «تحذيرا» رسميا للولايات المتحدة عبر الوسائل الدبلوماسية بخصوص الوضع في العراق. وقال آصفي إن «الوضع في العراق خطير ولهذا السبب وجهنا التحذير اللازم». وأوضح أن التحذير نقل، كما هي العادة، بواسطة السفارة السويسرية في طهران التي تمثل المصالح الأميركية في إيران.

في غضون ذلك، بعث محامون عن عضو مجلس الحكم أحمد الجلبي برسالة مكتوبة إلى رئيس الإدارة المدنية بول بريمر يدينون فيها مداهمة منزل الجلبي ومكتبه الأسبوع الجاري ويطالبون بتعويضات مالية وتحقيق، بينما أفاد تقرير بأن الأردن «ستجدد قريبا» الطلب الذي قدمته العام الماضي للشرطة الدولية «الانتربول» لاسترداد الجلبي لإعادة محاكمته في قضية فساد مالي ترجع إلى العام 1990.

وفيما يتعلق بملف المعتقلين العراقيين كشفت صحيفة «واشنطن بوست» النقاب عن أن ضابطا في سجن أبوغريب أكد أن قائد القوات الأميركية في العراق ريكاردو سانشيز وغيره من كبار الضباط حضروا بأنفسهم بعض جلسات استجواب وتعذيب المعتقلين في السجن، بينما نشرت صحف بريطانية أن القوات الأميركية والبريطانية ستتمتع بحصانة ضد محاكمتها بعد تسليم السلطة في العراق لحكومة مؤقتة وبذلك يفقد الأسرى العراقيون حق مقاضاتها.

وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة «إندبندنت أون صنداي» أن سياسة بريطانيا المؤيدة لواشنطن بشكل شبه كامل باتت على وشك التأثر حاليا إذا كان من المتعين أن يواجه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وأعضاء آخرون بارزون في حزب البعث حكما بالإعدام.

وكشفت صحيفة «صنداي تايمز» النقاب عن وجود خلافات بين بريطانيا والولايات المتحدة بشأن الاستخدام المفرط للقوة من جانب القوات الأميركية في بعض المدن العراقية وفضيحة تعذيب السجناء العراقيين. وقالت الصحيفة إن مذكرة سرية صادرة عن الخارجية البريطانية تحمل عنوان «مشكلات» توجه انتقادات لاذعة للتصرفات الاميركية.

إلى ذلك، منع الجنود الأميركيون في العراق من استخدام هواتف خلوية مزودة بكاميرات بأمر من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وقال مصدر في البنتاغون إن الوزارة تعتقد بان بعض الصور التي أظهرت جنودا أميركيين يقومون بتعذيب معتقلين في أبوغريب التقطت بواسطة هذا النوع من الهواتف.

سياسيا، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن بوش سيلقي اليوم خطابا من الكلية الحربية للجيش الأميركي يطرح فيه ما وصف باستراتيجية واضحة لمستقبل العراق تتناول الأمن في العراق وعملية نقل السلطة وجهود تحسين الأوضاع الإنسانية والبنية التحتية المدنية ومساعي حشد دعم دولي أوسع نطاقا لإشاعة الاستقرار في العراق وإرساء الديمقراطية فيه، بينما أعلنت الحكومة البريطانية أنها قطعت شوطا كبيرا في صوغ مشروع قرار يطرح على مجلس الأمن لعودة السيادة إلى العراقيين.

وقالت شبكة «بي بي سي» إن تفاصيل كيفية نقل السلطة للعراقيين لم تعلن بعد، وأكد عضو مجلس الحكم الانتقالي يونادم كنا من جانبه أن مجلس الحكم لم يتفق بعد على هيكلية وتشكيل الحكومة العراقية المقبلة. في غضون ذلك، أعربت المسئولة عن فريق المتخصصين في الشئون الانتخابية في الأمم المتحدة في العراق كارينا بيريلي أمس عن تفاؤلها بشأن إمكان التوصل إلى اتفاق بشأن اختيار اللجنة الانتخابية العراقية المقبلة.


انعقاد مؤتمر الدول المانحة للعراق في الدوحة غدا

الدوحة - ا ف ب

يشارك نحو 200 مندوب عن 40 دولة ومنظمة دولية في مؤتمر للدول المانحة للعراق الذي سيُعقد غدا ويستمر يومين في الدوحة. وقال الناطق الرسمي باسم بعثة الأمم المتحدة إلى المؤتمر عدنان جرار «إن هذا المؤتمر يأتي في إطار متابعة مؤتمري مدريد وابوظبي» للدول المانحة للعراق وانه سيتمحور بالخصوص على أربع نقاط هي «البنية التحتية والتعليم والصحة والشئون الإنسانية والخدمات الأساسية».

وأشار إلى أن «المشاركين سيناقشون المشروعات المبرمجة بشان إعادة أعمار العراق كما سيتم فتح الباب أمام إعلان مساهمات الدول التي لم تتبرع في المؤتمرين السابقين». وشكل المشاركون في المؤتمرين السابقين لجنة مانحين برئاسة اليابان وتم تعهد فعلي بتخصيص نحو مليار دولار لمشروعات إعادة إعمار العراق سنة 2004.


تجدد التظاهرات أمام السفارة البريطانية في إيران

طهران - وكالات

تجددت أمس التظاهرات أمام السفارة البريطانية في إيران للمرة الرابعة خلال أسبوع على رغم دعوة الحكومة للطلاب والمحافظين إلى التهدئة. وطالبت التظاهرة بإغلاق السفارة التي وصفت بأنها «وكر للرذيلة»، في حين عثرت الشرطة على قنبلة في صندوق للمأكولات وتم إبطال مفعولها.

ومن ناحية أخرى قالت الخارجية الإيرانية إنها تأمل أن تنهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملفها النووي بعيدا عن التسييس خلال يونيو/ حزيران المقبل. (التفاصيل ص 11

العدد 626 - الأحد 23 مايو 2004م الموافق 03 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً