بمجرد اختيار مانموهان سينغ رئيسا لوزراء الهند انفتح أول ملف في وجهه، لقد اخذ البعض يقول إنه ليس سوى دمية وان السلطة الحقيقية في يدي زعيمة حزب المؤتمر سونيا غاندي وإنها ستكون صاحبة الكلمة العليا دوما.
أصبح سينغ صاحب برنامج الإصلاحات الاقتصادية الهندية وخريج جامعة اوكسفورد ورئيس البنك المركزي السابق رئيس الوزراء الثالث عشر للهند منذ الاستقلال بعدما قررت سونيا غاندي عدم تولي المنصب ورشحته بدلا منها.
وقال كاتب العمود والدبلوماسي السابق كولديب نايار «سونيا ستكون السلطة المطلقة وراء العرش، لقد وضعت أنصارها في المناصب الوزارية الكبرى، مانموهان سينغ سيكون رئيس وزراء الظل». وقالت غاندي الإيطالية المولد إنها استمعت إلى صوتها الداخلي عندما قررت عدم تولي رئاسة الوزراء إلا أن كثيرين يرون أن هذا القرار بمثابة اعتراف بان أصولها الأجنبية ستكون ورقة يستخدمها القوميون الهندوس الذين أطاحت بهم في انتخابات هذا الشهر.
والواقع ان غاندي وجدت ضالتها في سينغ فهو موضع ثقتها وصاحب قدرات إدارية ممتازة إضافة إلى تحليه بالاستقامة، وكتب م. ج. اكبر رئيس تحرير صحيفة «اشيان ايدج» والنائب السابق «مانموهان سينغ في المنصب إلا أن سونيا غاندي في السلطة». هذه الأجواء بدت أكثر وضوحا عندما أدت الحكومة اليمين الدستورية مع سينغ فقد كان غالبية الوزراء من المقربين من رئيسة حزب المؤتمر وزعيمة كتلته البرلمانية سونيا غاندي. وللحزب 42 وزيرا في الائتلاف الوزاري المؤلف من 67 وزيرا.
وسئل المعلق السياسي بريم شانكار عما إذا كانت السلطة الحقيقية في أيدي سونيا فأجاب «هذا هراء... أن أقصى ما تستطيعه غاندي في هذا الوضع هو تحديد السياسات العامة». و«يستطيع رئيس الحزب ان يطرح عددا من القضايا على رئيس الوزراء وهذا هو ما يمكن لرئيس أي حزب عمله واعتقد انه يتعين عليه القيام بذلك». و«إلا فإن القرارات تتخذ في مجلس الوزراء. غاندي لا يمكنها أن تجعل الحكومة تصدر قرارا لا يريده سينغ». والمشكلة في هذه الحال تكمن في تراث سونيا غاندي فهي حامل لواء سلالة نهرو غاندي السياسية التي رأس ثلاثة من إفرادها حكومات هندية.
وينظر كثير من الهنود إلى العائلة بكل تبجيل واحترام فضلا عن أنها تتمتع بشعبية كبيرة، إلا ان معارضين يقولون ان المؤسس الأول جواهر لال نهرو وابنته انديرا غاندي وابنها راجيف غاندي كلهم كانوا يكرهون بدرجة او بأخرى ان يشاركهم احد الأضواء، إلا ان سونيا أرملة راجيف غاندي ربما كانت مختلفة، ويقول محللون غاندي مررت الكرة لسينغ لان بينهما علاقات طيبة، فقد جعلته قدراته الإدارية وسمعته البراقة موضع إعزاز الطبقة الوسطى المتنامية ذات الوعي السياسي
العدد 626 - الأحد 23 مايو 2004م الموافق 03 ربيع الثاني 1425هـ