في جمعيتنا المسماة جمعية الشعر الشعبي هناك أمر غير طبيعي، أمر غريب وعجيب... ومريب... يتمثل ذلك في أن الجمعية تحاول احتضان الجميع ومن دون تمييز. وفي تلك المعمعة تضيع الصحبة، ويختلط الحابل بالنابل ويترك الحبل على الغارب... لكل من هب ودب.
وفي نهاية المطاف. يصبح الجميع شعراء ونقادا يفقهون كل شيء وينظَّرون لكل شيء. مع انهم وللاسف الشديد لا يفقهون شيئا وكلما يعونه تماما هو أنهم كاملون وحسب وأنهم قد امتطوا صهوة الابداع والتميّز وانهم والعياذ بالله قد صاروا بلمحة عين في مصاف الشعراء الذين يحبذون قصائدهم، كفهد عافت وغيره ومازال الأمر كذلك فلابد من القول هنا إن الجميع وربما الغالبية على وجه التحديد... لا يعون ما يريدون أو قل لا يعون بالأمر شيئا حتى لو تظاهر لك بعكس ذلك.
على أن هناك حقيقة دامغة باتت تؤرق الجميع تلك الحقيقة هي أن عليك ان تصفق لكل نص مهما كان ذلك النص هزيلا، أو فلتخرس والسؤال هو حتى يستطيع المرء تجاوز كلمة «صح لسانك»؟!
متى لا يصفق المرء إلا للجيد من الشعر؟!
متى نستطع قول ولو جزء من الحقيقة الموجعة من دون خوف؟! ثم لماذا صناع القرار في جمعيتنا التي احببناها وسنحبها حتى آخر رمق لا ينتصرون للجودة وكل جميل؟! لماذا يراهن صناع القرار على الاحصنة الخاسرة؟!
والاجدر بهم ان يراهنوا على الاحصنة التي ستكسب الرهان. أخيرا من سيعمل على تجميع حبات العقد المنفرطة ويخلص إلى صواب المقولة الشهيرة «اليد الواحدة لا تصفق» وإلى أن يتأتا ذلك فإننا على اتم الاستعداد للانتظار مهما طال ويكفي أن من يضحك أخيرا يضحك كثيرا
العدد 631 - الجمعة 28 مايو 2004م الموافق 08 ربيع الثاني 1425هـ