بدأ تصوير مسلسل (شخصيات على الورق) تأليف الأديب الساخر خطيب بدلة، إخراج رياض ديار بكرلي، ومهندس الديكور توفيق طيان، وإدارة الإنتاج لإحسان معراوي. وبطولة عدد كبير من الفنانين والفنانات منهم رضوان عقيلي، روعة ياسين، عمر حجـو، وضاح حلوم، فراس نعناع، رندة، علي كريِّم، ماهر صليبي، عهد فنري، محمد خير الجراح، جينا إسبر، فايز أبو دان... وآخرون.

تجري حوادث المسلسل في مدينة ريفية صغيرة افتراضية اسمها بلد الزيتون قريبة من حلب عاصمة الشمال السوري خلال العام 1957 الذي سبق الوحدة بين مصر وسورية في محاولة لرسم بانوراما سياسية اجتماعية اقتصادية إنسانية لأهالي بلد الزيتون وحلب من خلال متابعة المشكلات التي يتعرض لها ابطال المسلسل في قصصهم الحياتية، ويرصد العمل المكتوب بأسلوب الساخر، يعتمد كوميديا الموقف التي تقدم على خلفية من الأسى الإنساني الشفيف، ويقدم ضمن أحد محاوره الرئيسية الأحزاب والتيارات القومية والوحدوية والتيارات المعارضة لها، ودخولها بين الجماهير، ودخول عناصر جهاز المخابرات المعروف آنذاك بـ «المكتب الثاني» إلى بلد الزيتون لأول مرة وكيفية تعامل الناس مع هذه الظاهرة الجديدة.

المخرج السوري رياض ديار بكرلي، تحدث عن طبيعة هذا العمل واشكالاته الفنية والاخراجية بالقول: يعجبني الأسلوب الساخر الذي يصوغ به خطيب بدلة الحوادث والمواقف الدرامية، والكوميديا التي تنتج عن هذه السخرية برأيي هي كوميديا راقية لا تفتعل الضحك بل تؤدي إليه بطبيعتها وعفويتها. وأضاف ديار بكرلي: نص شخصيات على الورق هو من النوع السهل الممتنع، ولذلك فإن إخراجه ينبغي أن يكون من السهل الممتنع أيضا... ولعل أصعب ما فيه ذلك الزخم من الشخصيات وأماكن التصوير. أضف إلى ذلك أن الحوادث تجري في سنة 1957، ما يعني أن إيجاد أماكن حقيقية للتصوير شبه مستحيل. وقد ذللنا هذه المشكلة ببناء ديكورات في الهواء الطلق في المدينة الرياضية واستوديوهات الهيئة العامة باللاذقية، إضافة إلى قسم انتهينا من تصويره في أماكن حقيقية بحلب.

تقوم اللعبة الفنية للعمل على أن الأديب منيب الكركاطي يكتب، تحت هذا العنوان، رواية يرصد فيها حياة أسرته، ومدينته الصغيرة، وحلب، والحوادث السياسية التي تعرضت لها المنطقة العربية في تلك الحقبة.

ومع أن الشخصيات التي يكتب عنها منيب ذات أساس واقعي، إلا أنه يعدُّها شخصيات على الورق، أي من بنات الأفكار. ولذلك فإن الشخصيات الواقعية تعترض على الحوادث وتعدُّها مزورة، وتهبُّ جميعها للاعتراض على المؤلف الذي يصر في النهاية على أن الحياة، من وجهة نظره، ينبغي أن تسير على هذا النحو.

بانوراما سياسية اجتماعية اقتصادية إنسانية... لأهالي بلد الزيتون وحلب من خلال متابعة المشكلات التي يتعرض لها أربعة طلاب من أسرة الكركاطي أرسلهم آباؤهم لتحصيل التعليم الثانوي والجامعي في حلب، ومن خلال قصص أخرى تسير بالتوازي، منها العاطفية كقصة قدري آغا مع الأرملة صفاء، وحب كمال لعفراء ابنة القائم قام، وبهاء للبنت القروية زينـب التي يهددها ذووها بالقتل، وحب الكاتب نفسه لابنة مدير البريد بحلب التي تعرفه من خلال الأدب، والحب الطريف الذي نشأ ما بين فؤاد وخديجة طقطيقة وأدى بالطلبة إلى المخفر.

ومن القصص المهمة التي يرصدها العمل مأساة تتعرض لها حارة الكسيح التي يكتشف الأهالي فجأة أن تحتها مغارة تؤدي إلى تصدع المنازل ونزوح أهلها منها.

ويرصد العمل، ضمن أحد محاوره الرئيسية ظهور الأحزاب والتيارات القومية والوحدوية والتيارات المعارضة لها، ودخولها بين الجماهير، ودخول عناصر المكتب الثاني إلى بلد الزيتون لأول مرة وكيفية تعامل الناس مع هذه الظاهرة الجديدة.

النص مكتوب بالأسلوب الساخر، يعتمد كوميديا الموقف التي تقدم على خلفية من الأسى الإنساني الشفيف.

ولدى سؤال المخرج رياض ديار بكرلي عن طبيعة هذا العمل قال: يعجبني الأسلوب الساخر الذي يصوغ به خطيب بدلة الحوادث والمواقف الدرامية مهما تكن هذه الحوادث والمواقف مهمة وكبيرة وخطيرة. والكوميديا التي تنتج عن هذه السخرية برأيي هي كوميديا راقية لا تفتعل الضحك بل تؤدي إليه بطبيعتها وعفويتها.

الكاتب خطيب بدلة أحب أن يختصر الحديث عن المسلسل فقال : أنا دائما منحاز إلى الإنسان (اللي ما إله حدا). و(شخصيات على الورق) مسلسل يتملكه هاجس الحب والضحك والبحث عن الحرية، والنضال في سبيلها