تونتيث سنتشري فوكس تقدم فيلم بعد غد، بطولة دينيس كويد، جيك غيلينهال، ايمي روسوم، سيلا وارد، جو كوبدن. الفيلم من اخراج رونالد ايميريك، وانتاج رونالد ايميريك ومارك جوردن.
أين ستكون؟
هذا هو السؤال الذي يلاحق عالم المناخ جاك هول (دينس كويد). وتشير البحوث التي اجراها هول الى أن ارتفاع درجة حرارة الكرة الارضية يمكن ان يحدث تغييرا كارثيا ومفاجئا في مناخ كوكبنا. وتظهر عمليات الحفر التي اجراها في لب الطبقات الجليدية في القطب المتجمد الشمالي ان ذلك الأمر قد حدث قبل عشرة آلاف سنة مضت، وها هو يحذر المسئولين من مغبة حدوثها مرة أخرى اذا لم يتصرفوا بسرعة. لكن تحذيره يأتي متأخرا جدا.
في فيلمه «يوم الاستقلال»، يجعلك رونالد ايميريك قرب النهاية لكوكب الأرض بتدميره على أيدي مخلوقات فضائية. واليوم، وفي فيلم «بعد غد»، فان العدو يشكل قوة تدميرية اكبر بكثير، ويتمثل في الطبيعة. فالاعاصير تدمر لوس انجليس، فيما تسحق عاصفة ثلجية كاسحة مدينة نيودلهي، ويدك وابل من البرد بحجم حبة الغريب فروت طوكيو، وفي مدينة نيويورك تتقلب درجات الحرارة ما بين الحر الشديد والتجمد في يوم واحد. وفي هذا الفيلم المشحون بالمؤثرات الخاصة، والاحداث المثيرة، يتسبب تغير مفاجئ في المناخ في حدوث آثار مدمرة على الكوكب برمته.
ويؤدي كويد دور عالم مناخ يحاول العثور على طريقة لانقاذ العالم من تغير حراري مفاجئ قد يحدث في الكرة الأرضية. ولا بد له من أن يصل الى ولده الشاب (غيلينهال) في نيويورك التي يجتاحها عصر جليدي جديد في تلك اللحظة، اما روسوم فستؤدي دور المرأة التي تشكل محط اهتمام جيك غيلينهال، وهو عضو في فريق اكاديمي للألعاب العشارية.
وتؤكد مكالمة هاتفية من زميل له في اسكتلندا، هو البروفيسور رابسون (ايان هولم)، أسوأ مخاوف جاك، ذلك ان هذه التغيرات المناخية الخطيرة تدل على حدوث تغيير مناخي جارف في الكرة الارضية. فقد سالت كميات كبيرة من المياه العذبة من قمم الجليد القطبية الى المحيطات وتسببت في اضطراب التيارات التي تسهم في استقرار النظام المناخي لكوكبنا، وأدت ظاهرة التسخين الحراري للأرض الى دفع الكوكب نحو حافة عصر جليدي جديد. وسيحصل كل ذلك اثناء عاصفة كونية واحدة كبرى.
يقول منتج الفيلم، مارك جوردن «انها قصة ملحمية عن البقاء والبطولة مصحوبة بحركة (action) لا تتوقف ومؤثرات بصرية رائعة». ويضيف جوردن قائلا «يوفر هذا الفيلم بالتأكيد ذلك النوع من الابهار البصري الذي يتوقعه الجمهور من رولاند ايميريك».
وعلى رغم ان لمسة ايميريك في الابهار تشكل جزءا لا يتجزأ من القصة، فإنه يقول إن الفيلم لا يخلو من العنصر الانساني. ويقول ايميريك «مهما تكن المؤثرات قوية، فان جوهر الفيلم يبقى الدراما الانسانية، فشخصيتا الاب والابن اللتين قاما بادائهما دينيس كويد وجيك غيلينهال هما لشخصين ضعيفين، متصارعين ومليئين بالمحبة. وهذا ما يجعل صراعهما ضد هذه القوة الطبيعية الجارفة امرا مثيرا جدا. انه صراع الانسان في هذا الكون ضد الطبيعة. انه البقاء في مواجهة كل ما هو عرضي. انه انتصار الروح الانسانية».
ويقول كاتب السيناريو المشارك جيفري ناكمانوف «من حيث الجوهر، فان هذا الفيلم قصة درامية عن اناس عاديين يجدون انفسهم في صراع تحت ظروف استثنائية». ويضيف «يحكي الفيلم قصة عائلة تحاول النجاة من هذه الكارثة البيئية، إذ لابد أن يرتقي كل عضو في العائلة الى مستوى التحدي. ويصبح الشاب الصغير قائدا ويبذل الاب المدمن للعمل كل ما في وسعه لانقاذ ولده، وتختار الام ان تجازف بحياتها لانقاذ حياة صبي صغير، انها قصة عن الحب والمعاناة وصراع البشرية الأزلي للبقاء». ويضيف ناكمانوف «انها قصة تحذرنا من مغبة ما يمكن ان يحدث اذا ما واصلنا استفزاز أمن الطبيعة».
لقد كان فيلم «يوم الاستقلال» الذي قدمته تونتيث سنتشري فوكس العام 1996 قصة من قصص الخيال العلمي المحض ولم يكن قائما على اساس معتقد شائع لدى الناس عن وجود غزو وشيك تقوم به مخلوقات غريبة الا أن فيلم «بعد غد» يقدم حكاية متجذرة في اهتمامات حقيقية بشأن حال كوكبنا. يقول مارك جوردون «لقد قدمنا الفترة الزمنية التي يمكن ان يحدث فيها عصر جليدي جديد لاغراض درامية، ولكن القول إن ظاهرة الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية يمكن ان تتسبب في حدوث نقلة مناخية مفاجأة، هو قول يحظى باهتمام واسع. وفي الوقت الذي لا يعرف احد ما هي بالضبط النتيجة التي ستنجم عن قيام البشرية باطلاق المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، أشار بعض الخبراء الى تلك الظاهرة على أنها «أكبر تجربة علمية منفلتة في التاريخ».
لمحة عن امباير
امباير انترناشيونال هي الموزع الوحيد لأفلام تونتيث سنتشري فوكس وكولومبيا ترايستار في الامارات العربية المتحدة والبحرين وعمان
العدد 632 - السبت 29 مايو 2004م الموافق 09 ربيع الثاني 1425هـ