العدد 647 - الأحد 13 يونيو 2004م الموافق 24 ربيع الثاني 1425هـ

دار للعمارة أم مختبر للتجارب؟

سؤال يطرحه كل معماري يدرس بجامعة البحرين ويتكرر يوميا وخصوصا بعد كل قرار يتم إصداره من قبل «هيئة إصدار القرارات ولا غير» - قسم الهندسة- الذي اثبت تحول قسم العمارة - ان وجد - إلى مختبر يكون فيه الطالب بمثابة فأر المختبر، الرقيق المستسلم و إن قاوم لا يرى جدوى من ذلك، منتظرا النتيجة والمدرس بمثابة أداة تستخدم لإجراء العملية المثيرة وعند فقد المريض - أي وصوله إلى نهاية مرحلته العمرية - يتم استبداله بآخر وعند فقد احد أدوات الجراحة يتم استخدام أية أداة تتوافر لديهم في المختبر من دون النظر إلى وظيفتها.

أخي القارئ، لا تتعجب و لا تندهش عند قراءة هذا المقال! نعم فهذا هو حالنا، نحن طلاب الهندسة المعمارية بهذه الجامعة، فنحن نعيش مغامرة- مؤامرة- جديدة ليس كل فصل بل كل يوم ونرى، نهايتها تبوء بالفشل... لكن أين هم المنصتين لنا، نحن آمال المستقبل، مشيدو هذا الوطن والناهضون به إلى الأعالي... أين؟

فمنذ دخولنا إلى دوامة الجامعة اندهشنا بعدم وجود قسم للهندسة المعمارية! هذا الفن الراقي والعلم المتطور. ومن ثم بدأت مأساتنا إذ تم تغيير خطتنا الدراسية ثلاث مرات في عامين فقط مع العلم بعدم تطبيقهم لأي من هذه الخطط بالكامل وانتظارهم للحصول على النتائج. وبعد ذلك الأمر الغريب الذي واجهناه وهو النقص الكبير في عدد المدرسين، فبالكاد استطعنا التمييز بين المرحلة المدرسية وهذه المرحلة الانتقالية المهمة - الجامعة - و كان هذا التمييز من خلال تخلف هذه المرحلة عن سابقتها فالمدرس الواحد يقوم بتدريس عدة مواد في حقول مختلفة وذلك لتغطية النقص الموجود، في حين كنا نعتقد بان الجامعة هي مرحلة التخصص وإعطاء كل متخصص نصيبه.

أما الصدمة التالية فكانت عند رؤيتنا للمراسم والصفوف المزرية غير المهيأة للدراسة وهنا اخذ يسأل البعض: «ألسنا في جامعة؟ أين تنفق المخصصات المفروض إنفاقها على هذه الأمور؟» ويقول الآخر: «كنا في حال أشرف في الثانوي! المدرسة كانت أكشخ!» و... الخ من هذه المقولات التي لا نهاية لها.

وأخذت المصائب تنهل علينا يوما بعد يوم ولا يسعني طرحها جميعا، ولكن الأمر العجيب الذي حدث لنا... انه منذ أيام صعقنا بإنهاء عقود بعض المدرسين الأكفاء حقا وتوقيع عقود مع مدرسين جدد كبدلاء لهم للقيام بتجربة جديدة معنا في حين يتم تثبيت و ترسيخ الآخرين - غير الكفوئين حقا - والذين لا يمتلكون ملكة التدريس. وواجه هذا التصرف معارضة شديدة من قبل الطلاب وعند المراجعة لمعرفة السبب طلب منا عدم التدخل في هذه الشئون!

فإن لم يكن هذا من شئوننا فهو من شئون من؟ أولا نؤمن بالديمقراطية؟ فالديمقراطية تبدأ بالخلايا الصغيرة حتى تنتهي بالكبيرة! فكيف يكون لنا وطن ديمقراطي إن لم نحصل على الديمقراطية في أبسط الأمور؟

ولا يسعني هنا إلا أن أناشد المسئولين الذين يهتمون بمصلحة هذا الوطن وشبابه، أن ينظروا في مسألتنا - وخصوصا الأخيرة - فنحن بحاجة ماسة إلى هؤلاء المخلصين لنضع أيدينا بأيديهم ونمضي نحو مستقبل زاهر لأجل مملكتنا الحبيبة.

(الاسم لدى المحرر

العدد 647 - الأحد 13 يونيو 2004م الموافق 24 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً