كثفت أجهزة الأمن السعودية وعناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي عمليات البحث عن جثة الرهينة الأميركي بول جونسون الذي أعدم الجمعة الماضي. ومن جانبه قال العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز «لن نسمح لفئة مفسدة يقودها فكر منحرف أن تمس أمن المملكة أو تزعزع استقراره»، مشيرا إلى أن المملكة لن تألو جهدا في التصدي للإرهاب.
على صعيد متصل، أفادت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية بأن تنظيم «القاعدة» في السعودية، الذي أقر رسميا في بيان نشر على الانترنت أمس بمقتل قائده عبدالعزيز المقرن، أعلن أن محمد صالح العوفي سيحل محل الزعيم السابق لخلية ما يسمى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وقالت مصادر أمنية لـ «سي.إن.إن» إن العوفي وهو حارس سجن سابق يحتل المرتبة الخامسة في قائمة الـ26 المطلوبين أمنيا. من جهة أخرى، قال شهود عيان إن إطلاق نار وقع مساء أمس بين قوات الأمن وبين مجموعة من الإرهابيين في حي الملز وسط الرياض.
الرياض، دبي - وكالات
قال العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز في كلمة أمس في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الثالثة لمجلس الشورى «لن نسمح لفئة مفسدة يقودها فكر منحرف أن تمس أمن المملكة أو تزعزع استقرارها». وأكد أن «المملكة لم تأل جهدا ولن تألو في التصدي للإرهاب بجميع صوره وأشكاله فهي تحاربه محليا وتدينه عالميا»، مشيرا إلى أن «المملكة كانت سباقة إلى حث المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته».
وفي السياق ذاته، توعدت الحكومة أعضاء تنظيم «القاعدة» في السعودية بملاقاة مصير قائدهم الذي قتلته أجهزة الأمن أو أسوأ منه ما لم يعلنوا توبتهم، في وقت أعلن فيه التنظيم عزمه مواصلة ما أسماه الجهاد. وقال ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خلال استقبال وفود شعبية «بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين والله يمهل ولا يهمل، ولكن نقول لهم ولغيرهم أن يعودوا إلى رشدهم وإلا فإنهم لن يجدوا إلا ما جرى وأسوأ». أما وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز فأكد أن المملكة «قوية في دحر العدو وتطهير البلد من كل عابث».
ومن جهة أخرى نقلت وكالات الأنباء عن موقع إلكتروني بيانا منسوبا لـ «القاعدة» يؤكد مقتل زعيم التنظيم في السعودية عبدالعزيز المقرن مع ثلاثة آخرين في عملية للأمن السعودي. وقال البيان الذي نسب إلى التنظيم ونشر على موقع عنوانه «القلعة» إن المقرن قتل مع فيصل عبدالرحمن الدخيل وإبراهيم عبدالله الدريهم وتركي فهد المطيري في كمين بحي الملز في الرياض. ووفق المصدر نفسه فإن البيان المنسوب لـ «القاعدة» توعد بالانتقام لمقتل المقرن والثلاثة الآخرين وأكد أن مقتلهم لن يضعف عزيمتهم.
إلى ذلك كثفت أجهزة الأمن السعودية وعناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «إف بي آي» عمليات البحث عن جثة الأميركي بول جونسون. وذكرت تقارير إعلامية أن عمليات البحث تشمل آلاف المنازل في العاصمة الرياض والصحراء المحيطة بها. ومن جهة أخرى ألقت الأجهزة الأمنية في المنطقة الشرقية أمس الأول القبض على شخصين مطلوبين ويجري التحقيق معهما حاليا لكشف الملابسات ومدى تورطهما في العمليات الإرهابية. وذكرت صحيفة «عكاظ» السعودية أمس أن أحد الشخصين ثبت تورطه في مساعدة زعيم «القاعدة» في شبه الجزيرة عبدالعزيز المقرن
العدد 654 - الأحد 20 يونيو 2004م الموافق 02 جمادى الأولى 1425هـ