نفى مصدر إماراتي مطلع النبأ الذي نشرته صحيفة «هآرتز» الاسرائيلية امس عن مصادر دبلوماسية في القدس «أن مباحثات بين الحكومة الاسرائيلية ومسئولين إماراتيين وصلت إلى مرحلة متقدمة بشأن الاتفاق على فتح مكتب تمثيلي للمصالح الاسرائيلية في العاصمة الإماراتية ابو ظبي». وقالت ان المكتب «لن يشكل تمثيلا دبلوماسيا كاملا، لكنه سيكون أشبه بمركز لذلك الموجود في قطر حاليا والذي يمثل المصالح الاسرائيلية هناك».
ومن المتوقع ان يزور المبعوثون الاسرائيليون عددا من الدول العربية بدءا بالاردن وموريتانيا، وهما الدولتان العربيتان اللتان تتمتعان بعلاقات دبلوماسية كاملة مع «اسرائيل».
وقالت الصحيفة ان الحكومة الاسرائيلية طلبت زيارة كل من قطر والمغرب والبحرين وتونس وعمان، من دون ان تشير الى تفاصيل.
وتتضمن رسائل الحكومة الاسرائيلية تقريرا الى الحكومات العربية بشأن قرار «اسرائيل» الموافقة على خطة الانسحاب من غزة.
وزعمت الصحيفة ان هناك تقدما «في العلاقات الاسرائيلية - السودانية»، مشيرة الى انه من المتوقع ان يغادر المبعوثون الاسرائيليون إلى الدول العربية في غضون الاسبوعين المقبلين، إلا أن أسماء هذه الدول لاتزال غير معروفة رسميا.
في غضون ذلك، أعلن أن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشئون الشرق الأوسط وليام بيرنز سيصل إلى القاهرة غدا لبحث المبادرة المصرية بشأن تدريب الشرطة الفلسطينية في غزة بعد الانسحاب.
الى ذلك كشف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير عن تفاصيل مبادرة سلام بريطانية جديدة بين الفلسطينيين و«إسرائيل» للبناء على خطة نظيره الإسرائيلي أرييل شارون للانسحاب من غزة إذ ستوضع تلك المبادرة أمام اجتماع اللجنة الرباعية خلال الأسبوع المقبل.
عواصم - محمد أبوفياض، محمد دلبح، حسين دعسة، وكالات
كشف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير عن تفاصيل مبادرة سلام بريطانية جديدة بين الفلسطينيين و«إسرائيل» للبناء على خطة نظيره الإسرائيلي أرييل شارون للانسحاب الأحادي من غزة ولدفع عملية السلام بحيث توضع تلك المبادرة أمام اجتماع اللجنة الرباعية خلال الأسبوع المقبل. في غضون ذلك، قال شارون إن «إسرائيل» لن تبدأ في حفر خندق مائي على حدود القطاع مع مصر قبل التنسيق مع مصر، بينما دعا زعيم المعارضة العمالية شيمون بيريز إلى التنسيق مع الفلسطينيين بشأن الانسحاب.
وقال بلير في تصريحات لصحيفة «جويش كرونيكل» الناطقة باسم الجالية اليهودية في بريطانيا إن تلك المبادرة انبثقت خلال مباحثاته مع الرئيس الأميركي جورج بوش وغيره من قادة دول مجموعة الثماني خلال اجتماعاتهم التي عقدت في منتجع «سي آيلاند» في ولاية جورجيا الأميركية، مؤكدا أن بريطانيا تولت زمام المبادرة خلال تلك الاجتماعات لحث قادة مجموعة الثماني للتعامل مع عملية السلام في الشرق الأوسط. وشدد بلير على انه من الضروري رؤية «فك الارتباط» الإسرائيلي على أنها ليست تسوية نهائية مع الفلسطينيين بحكم الواقع ولكن يتعين رؤيتها كبداية لعملية تنتهي بالتوصل لسلام نهائي بين «إسرائيل» والفلسطينيين. وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن الموضوع الرئيسي في الموقف هو الأمن وان هناك حاجة لإثبات انه باستطاعة الفلسطينيين تحقيق دولة ديمقراطية قابلة للحياة. وأضاف انه من الضروري أيضا أن يكون رجال الأمن الفلسطينيون مدربين جيدا لوقف الإرهاب- حسب تعبيره. وعلقت الصحيفة على تلك المبادرة بالقول إن بلير يعتزم بلورة أفكارها وطرحها على اجتماع المجموعة الرباعية المعنية بالسلام في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن بلير قوله انه في ضوء إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل فان إحداث تقدم في عملية السلام خلال تلك الفترة يبدو أمرا صعبا.
على صعيد آخر، قال شارون إن «إسرائيل» لن تبدأ في حفر الخندق قبل التنسيق مع مصر. وتأتي تصريحات شارون تعقيبا على تقارير بشأن نشر «إسرائيل» مناقصة لحفر خندق مائي على محور فيلادلفي. وذكر راديو «إسرائيل» أن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش موشيه يعالون قال إن المناقصة التي نشرت هدفها فحص الكلف المالية للمشروع وليس بغرض المضي فيه قدما. إلى ذلك، دعا بيريز إلى التنسيق مع الفلسطينيين بشأن الانفصال كشروط لانضمام حزبه إلى الائتلاف الحكومي وأبلغ البيت الأبيض بذلك، ودعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى تسليم المسئوليات الأمنية لرئيس وزرائه.
في غضون ذلك، طلب نائبان معارضان من المحكمة العليا في «إسرائيل» إلغاء قرار بإسقاط قضية رشا ضد شارون. وكشفت مصادر إسرائيلية مسئولة النقاب عن خطة إسرائيلية جديدة لتهويد القدس المحتلة. ووفق تقرير نشرته صحيفة «معاريف» أمس فإن الخطة تتضمن إجبار سكان المدينة على إصدار جوازات سفر إسرائيلية ومن يرفض ذلك يتم إجباره على الرحيل منها. كما أكدت «إسرائيل» استمرار بناء «الجدار الفاصل» حول مستوطنات في الضفة على رغم قرار المحكمة العليا وقف البناء مؤقتا. وفيما يؤشر إلى بداية أزمة في العلاقات البريطانية - الإسرائيلية، أعرب النواب البريطانيون الذين تعرضوا لإطلاق نيران من الجانب الإسرائيلي في رفح عن اعتزامهم تصعيد الموضوع إلى وزير الخارجية جاك سترو.
فلسطينيا، أكدت مصادر أمنية أن قوات الأمن الوطني هي التي ستدخل إلى المستوطنات بعد الانسحاب الإسرائيلي. ونقلت المصادر عن رئيس جهاز الأمن الوطني في قطاع غزة عبد الرازق المجايدة أن قصف ورش الحدادة يأتي ضمن مخطط إسرائيلي يهدف إلى تدمير الاقتصاد الفلسطيني. من جانبه، أكد رئيس الوزراء احمد قريع أن حركة فتح «لن تتخلى عن جناحها العسكري، كتائب «شهداء الأقصى»، بينما استنكرت «حماس» تصريحات عرفات الأخيرة لصحيفة «هآرتس» وقالت إنها تنسف حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم، وتشرع تهجير فلسطينيي الـ 48 مستقبلا.
ميدانيا، اعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين خلال توغلها في مناطق متفرقة من الضفة، فيما سمحت للمرة الأولى منذ اغتيال الشيخ أحمد ياسين بدخول عمال فلسطينيين إلى داخل «إسرائيل». وأصيب عشرات المواطنين بالإغماء جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال على المشاركين بالمسيرة الجماهيرية الحاشدة التي نظمها أهالي بلدة الزاوية وقرى غرب محافظة سلفيت ضد بناء «جدار الفصل».
غزة - الوسط
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تهريب الاسمنت للعدو الإسرائيلي هو بمثابة وصمة عار لن تمحى إلا بمحاكمة المسئولين. ودعت الحركة في بيان لها أمس وتلقت «الوسط» نسخة منه إلى الوقوف بحزم ضد هذه الممارسات المحرمة والعمل على كشفها وتقديم المسئولين عنها للقضاء وأن تتحمل النيابة العامة التي أحيل لها هذا الملف المسئولية القانونية والأخلاقية في ملاحقة المتسببين في هذه الفضيحة التاريخية التي ساهمت في بناء الجدار القاتل. وإلى عدم التهاون في معالجتها أو التستر على من يقف خلفها لأن الشعب الفلسطيني لن يغفر لكل من يتلاعب بمقدراته وحقوقه
العدد 654 - الأحد 20 يونيو 2004م الموافق 02 جمادى الأولى 1425هـ