يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاثنين زيارة رسمية للصين هي الأولى لرئيس سوري منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وبكين العام 1956 والتي ينوي خلالها الإطلاع على «التجربة الاقتصادية الصينية».
وكتبت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية أن دمشق الساعية إلى تحديث اقتصادها والراغبة في تطبيق سياسة «تطوير تحديث» تقول «إن الصين وعلى المستوى الاقتصادي تمتلك تجربة بالغة الخصوصية على مستوى العالم بأسره جديرة بالاستئناس إذ أصبح اقتصادها عملاقا ينافس نظيره الأميركي بل ومن المتوقع أن يتجاوزه بحلول العام 2020».
ومن جهتها أشارت صحيفة «الثورة» إلى «تساوق الأبعاد الاقتصادية مع الأبعاد السياسية للزيارة نظرا لان للصين باعا طويلا في الشأنين وتلتقي في كثير من نقاط الالتقاء والتقاطع مع مواقف سورية السياسية والاقتصادية» مؤكدة أن الزيارة «ستضيف لبنات جديدة إلى بناء العلاقات الثنائية القائم والمستمر منذ ثمانية وأربعين عاما عندما بدأت مسيرة علاقات البلدين»، مشددة على أن «الرؤية الصينية للاقتصاد المعاصر والقائمة على التخطيط المسبق والخطوات المدروسة والتي دخل في إطارها الصينيون عوالم الاقتصاد المرن بمعدلات تنمية عالية محافظين على ارثهم وتراثهم تتوافق مع الرؤية السورية للانفتاح المدروس الذي يحمي السواد الأعظم من المواطنين ويحملهم لولوج المستقبل الاقتصادي المدروس».
وتوقعت الصحيفة أن تشهد المحادثات السورية الصينية المنتظرة «توافقا أن لم يكن تطابقا في المواقف حيال الكثير من قضايا ومشكلات المنطقة والعالم وحوارا مفيدا وناجعا وناجحا يؤسس لشراكة من نوع ما في المستقبل». وتأتي زيارة الأسد التي ستستغرق خمسة أيام بناء على دعوة من الرئيس والأمين العام للحزب الشيوعي الصيني هو جينتاو.
ووصل إلى الصين وزير الاقتصاد والتجارة السوري غسان الرفاعي للمشاركة في أعمال الدورة الثانية للجنة السورية - الصينية المشتركة، كما وصل إلى الصين وفد كبير من رجال الأعمال السوريين للمشاركة في أعمال الندوة الاقتصادية الاستثمارية التي ستقام في 23 يونيو/ حزيران الجاري.
وكانت وزارة الخارجية الصينية أعلنت أن الرئيس السوري بشار الأسد سيزور الصين في الفترة من 21 إلى 25 يونيو/ حزيران الجاري بناء على دعوة وجهها له الرئيس الصيني هو جينتاو. وترتبط دمشق وبكين بعلاقات متينة إذ إنها تتبنى السياسات نفسها تجاه الشرق الأوسط والعراق، كما تعارض الصين العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على سورية.
وتكرر وسائل الإعلام السورية القول إن بكين تؤيد إقامة سلام في الشرق الأوسط وفق قرارات مجلس الأمن التي تدعو «إسرائيل» إلى الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة العام 1967 ولا سيما مرتفعات الجولان السورية ومبدأ الأرض مقابل السلام
العدد 654 - الأحد 20 يونيو 2004م الموافق 02 جمادى الأولى 1425هـ