زار وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أمس قطر للطلب من أميرها التوسط لدى الإدارة الأميركية لتخفيف ضغطها على الحكومة السودانية بشأن معالجة الوضع في دارفور، مع تزايد نذر تدخل عسكري دولي في غرب السودان للسيطرة على الأوضاع الأمنية والإنسانية المتدهورة هناك.
وقالت مصادر مطلعة رفضت الكشف عن هويتها، إن الطلب السوداني للوساطة القطرية لدى واشنطن يأتي بعد يوم واحد من إصدار الرئيس البشير أوامر لقواته بنزع أسلحة المليشيات المتهمة بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في دارفور ومحاكمة مسئوليها، في إشارة إلى استعداد الخرطوم للتعامل بجدية مع المطالب الأميركية والدولية لمعالجة الوضع المتدهور. وبدأ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ألفا عمر كوناري زيارة لدارفور أمس - بعد اجتماعه بالرئيس السوداني عمر البشير وبحث جهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في الإقليم - لتفقد استعدادات بعثة مراقبي وقف إطلاق النار التابعة الى الاتحاد، بينما يصل إلى الخرطوم في اليومين المقبلين عدد من المسئولين الدوليين للوقوف على تطورات الأوضاع في غرب السودان.
من جهة أخرى تشهد العاصمة الكينية (نيروبي) اليوم مفاوضات عسكرية بين الحكومة السودانية ووفد من الحركة الشعبية لتحرير السودان للإعداد لملفي الوقف الشامل والدائم لاطلاق النار بين الجانبين والإجراءات الانتقالية مع الحركة الشعبية تمهيدا لتوقيع اتفاق سلام نهائي. ووصل نيروبي مساء أمس وفد عسكري سوداني حكومي يضم 22 عضوا لإجراء هذه المفاوضات، كما سيشارك الوفد في ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام تعقد في ضاحية كارين مع أعضاء من الحركة وخبراء عسكريين دوليين وأعضاء من سكرتارية الايغاد يبحث خصوصا الوقف الشامل لإطلاق النار
العدد 654 - الأحد 20 يونيو 2004م الموافق 02 جمادى الأولى 1425هـ