لا أفهم المغزى حينما انهى المخرج المميز المقلة مسلسله البحريني الناجح «نيران» بأن تقوم إحدى بطلات المسلسل «مريم» بخلع الحجاب وخروجها بين الناس في الديرة وقيادتهم من دون الحجاب الذي كانت تضعه «مريم» طوال حلقات المسلسل الشيقة!
إن هذا المشهد وفي الحلقة الأخيرة بالذات يعطي صورة سلبية غير واقعية عن الحجاب. فمن قال إن «مريم» أو غيرها من النساء لا تستطيع أن تقود المجتمع وتخدمه في بعض المواقع من دون أن تغطي شعرها عن الرجل.
وللمخرج العزيز أن يعمل استطلاعا عن شخصية «مريم» أو أن يسأل المشاهد هل يفضل «مريم» قبل خلع الحجاب أو بعده ويعرف النتيجة.
كان الاجدر بالمخرج أن يؤكد أن الحجاب لا يتعارض مع العمل والمطالبة بالحقوق وقيادة الناس الى الخير، لا أن يخلق تعارضا مفتعلا في المسلسل عن الحجاب.
وهذا خطأ فادح في المسلسل لا يمكن تبريره لأنه خالف أبسط قواعد المجتمع الأصيلة آنذاك، وهي أنه لا يمكن ولم يحدث أن خرجت امرأة من دون حجاب وسط الناس في المجتمع وهي تتقدمهم من دون أن يسألها أحد عن عفتها وسترها ووقارها.
وهو خطأ فادح أيضا لأنه أساء الى فريضة إسلامية حكم بها القرآن والسنة وأجمع عليها المسلمون.
كان من المنتظر أن ينتصر المسلسل للعادات الأصيلة، لا ان يصدمها مع نجاح المرأة وانفتاحها على المجتمع.
لقد شاهدنا على شاشات التلفزيونات العربية المذيعات المحجبات وكان اداؤهن فوق التميز ولم ينقص الحجاب من تميزهن شيئا كما في قناة «الجزيرة» وقناة «اقرأ» وقناة «المنار» وقناة «سحر» وقناة «ح» في برنامجها «يللا يا شباب».
وليس أدل على أنه لا مجال للحديث عن تقييد الحجاب للتميز والابداع والتفوق حين تقدمت قائمة المتفوقين في مدارس البحرين فتاة محجبة بأعلى الدرجات.
وهذه هي المرأة المحجبة التي تحقق النجاحات تلو النجاحات في صحافتنا المحلية.
وهي المرأة التي لا تترك فرصة لمناصرة اخوانها واخواتها في فلسطين والعراق إلا واغتنمتها فتخرج الى شوارع المملكة لتتظاهر ضد العدوان.
ثم ان المرأة التي تحتفظ بشعرها وجمالها وقوامها لزوجها ولا تبذله للاجنبي عليها لا يمكن لأحد أن يلومها أو ان يضغط عليها ليصادر ارادتها أو قناعتها في ذلك.
فإلى متى هذه المحاولات الظالمة، وهل حان لمسلسلاتنا ولمخرجينا أن يتوقفوا عن محاربة الحجاب والمحجبات؟!
حسين محمد حبيب
العدد 657 - الأربعاء 23 يونيو 2004م الموافق 05 جمادى الأولى 1425هـ