سياسة كلمة لا يستسيغها الكثير من الناس، فمجرد ذكر السياسة تنفض كثير من المجالس وتسكت كثير من الأفواه. فالمعنى العام للسياسة لدى كثير من الناس يرتبط إما بالدولة أو بالغرب. فلا عجب أن تسمع عبارة (أنا لا أتكلم بالسياسة)، ليس خوفا بل جهلا وقصرا في العلم والدراية.
بالنسبة إلى الشباب هناك تقصير كبير سواء من الشباب أنفسهم أو من قبل مصادر التعليم، وقد لا تجد اهتماما مبذولا إلا من فئة قليلة للمعرفة ومجاراة الحوادث العالمية ومتابعة الأمور السياسية، فهناك عدد كبير من الشباب يجهل تماما أي معنى سياسي، فحين سألت بعض الشباب في مرحلة الجامعة عن الإمبريالية قال هي إمبراطورية وقال آخر الاشتراكية هي إحدى دول اتحاد السوفياتي سابقا، والعولمة كانت من إحدى أصعب المصطلحات على الكثير منهم.
وعلى رغم وجودنا في قلب الحوادث على فترات متزامنة ومتتالية من الحرب العراقية - الإيرانية ثم احتلال الكويت والآن احتلال العراق وفي ظل وجود أكبر تجمع عسكري في منطقة الخليج، إلا أن فكرة تطوير التعليم السياسي لم تطرح حتى الآن. فعلى المستوى الجامعي لا يوجد تخصص متعلق بالدراسات السياسية، إما لاعتقاد الجامعة بأن هذا التخصص غير مطلوب على المستوى المحلي أو لاقتناع الجامعة بأن الأمر حتى الآن لا يستلزم الدخول في المعترك السياسي لبُعد الحوادث والأمور السياسية عن جغرافية مملكة البحرين.
فإقحام الشباب مطلوب في السياسة، كما أن الشباب لديهم الرغبة في الدخول في المجال السياسي ولكن من أين يحصلون على هذه المعرفة؟ فليس هناك مصدر واضح يرجع إليه يغني الثقافة السياسية، فوسائل الإعلام تعرض السياسة ولا تشرحها، فما يعرض بشكل مفصل يقتصر على المهتمين بالسياسة والمتعمقين فيها. والمطلوب إيجاد مصدر تعليمي متخصص بالسياسة والدراسات الاستراتيجية وخلق برامج إعلامية موجهة للشباب تعرض القاموس السياسي بشكل بسيط ومستساغ
العدد 661 - الأحد 27 يونيو 2004م الموافق 09 جمادى الأولى 1425هـ