العدد 670 - الثلثاء 06 يوليو 2004م الموافق 18 جمادى الأولى 1425هـ

سليم رسول*

محامون... ولكن!

يذكر الكاتب المصري رفعت السيدأحمد في حلقات يكتبها عن الصراع بين الطاغية والسيد الشهيد محمدباقر الصدر "قدس سره" أنه سمع المحامي والسفير السابق بالخارجية المصرية عبدالله الأشعل يقول إنهم عرضوا عليه 2 مليون دولار كمقدمة فقط لمهمة الدفاع عن صدام، غير انه رفض معللا رفضه بأن الدفاع عن طاغية كصدام لا يرضاه ضميره الديني والمهني والسياسي. هكذا يتصرف المحامي النزيه الذي يراعي ضميره ودينه وشرف مهنته التي أدى قسما عظيما قبل ان يمارسها، فهذا الرجل لا يمكنه بحال أن يدافع عن صدام وأمامه أنهار من الدماء التي اريقت من غير حق ولا حتى حظيت بمحاكمة عادلة أو محامين نزيهين ليدافعوا عنهم كما يطالب الآن المحامون الأردنيون. ترى لماذا لم يرفض الخصاونة ومن معه من المحامين كما فعل الأشعل؟ أليس لهم شرف مهنة أو دين أو بعد سياسي؟ أم تراهم لا يعرفون صدام ولا يعرفون رأي الشارع العراقي فيه؟ أم لم تصل لهم بعد أخبار المجازر التي ارتكبها بحق الشعب؟ هل حقيقة انهم يعتبرون صدام رئيسا شرعيا للعراق؟ وهم يعلمون أنه أتى على ظهر دبابة الى القصر الجمهوري وعمل بدستور مؤقت لحين اسقاطه ولم يجر أي انتخابات شرعية لرئاسة البلد في يوم من الأيام وظل كل تلك الفترة هو القائد "الاوحد والضرورة"وغير ذلك؟ هل هذه تكسب الرئيس شرعية في عرف المحاماة العربية حتى يعتقد بها الخصاونة وغيره؟ وإذا كان سمع بتلك المجازر، فلماذا لم يتحرك كما تحرك الآن هو ومن معه من أجل العدالة والحق ونصرة الشرعية كما يدعي؟ كيف يرضى الخصاونة ومن معه أن يدافع عن حاكم كان أول ضحاياه القانون والشرعية؟ ألم يسمع بكلمة صدام الشهيرة التي بثها تلفاز صدام لأكثر من مرة خلال زيارة له لإحدى المحافظات إذ طالبوه بقانون لقضية ما فرد عليهم مخاطبا حمايته رئيس العرفاء "صباح مرزة" بقوله: "صباح... سويلهم قانون" "اعمل لهم قانون!". ألم يسمع أن القانون في العراق إنما يكتبه صباح مرزة كما ورد على لسان موكل الخصاونة؟! ترى كم قبض الخصاونة وأتباعه من الأموال حتى يبيعوا دينهم ومهنتهم ويعادوا شعبا كاملا؟ لابد أنه مبلغ من الضخامة بمكان، ولكن حتى هذا المبلغ الذي أخذوه وباعوا دينهم وشرفهم من أجله لم يأت الى دافعيه بصورة شرعية. أليس من الحق أن يسأل الخصاونة الذين دفعوا له المبلغ من أين جاءوا بكل هذه الأموال؟ أم أنه لا يهمه أن يأخذ الأموال حتى لو كانت من السراق واللصوص؟ ألا يعلم ان رغد ومن معها سرقوا أموال الشعب وهربوا بها الى عمان؟ فكيف يستحل لنفسه أن يأكل من مال مسروق أصلا؟ أي محامين هؤلاء وأي شرف لهم؟ وهم يدافعون عن جزار ويعادون شعبا ودولة وتاريخا ودينا وحضارة؟ ولكن إذا لم تستح فاصنع ما شئت وهنيئا للدكتاتوريات العربية بهكذا محامين!

* كاتب عراقي

العدد 670 - الثلثاء 06 يوليو 2004م الموافق 18 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً