إن اهتمام المسرح بقضايا الانسان ومعالجة الواقع والقضايا سواء مباشرة أو باللجوء الى الموقف والقضايا التاريخية امر طبيعي، فلقد انشئ المسرح وتطور من قبل الناس ليعبر عن قضاياهم ولا تتوافر تلك النشأة وتلك الولادة لفنون أخرى.
أما هذا الفن الشامل أي فن المسرح فقد شب وترعرع في كنف الناس وعلى ايديهم من البدايات الأولى وحتى ظهرت المسرحية على خشبة المسرح بكل الصلات التي اصبحت تميز هذا الفن عن غيره من الفنون، ان المسرح بقى صامدا ومحافظا على أهميته على رغم وجود المنافسة من التلفزيون والسينما والفيديو، ولمواجهة منافسة هذه الوسائل يتطلب الأمر من المسرح إتقانا أكثر واتجاها أوسع نحو الكمال فإنه لا شك في ان النقد غير الهادف يؤثر بشكل سلبي على صورة العرض المسرحي.
منذ زمن بعيد حتى يومنا هذا وعندما تعرف العالم على المسرح أربعة قرون من الزمن وأكثر حفل بكتاب كثيرين وليس فقط ويليام شكسبير من كتب لمسرح وصوّر لنا عدة شخصيات في مسرحيته كاعطيل - وتاجر البندقية - مكبث - هملت - وغيرها - فهناك الكثير من الفنانين المخضرمين الذين قاموا بأداء هذه الشخصيات في العالم والوطن العربي والمسرح بالنسبة الى الانسان ليس فقط خشبة يقف عليها الممثلون انما هو جزء من الانسان الذي يعيش على الكرة الارضية. بالامس كانت المسرحيات تقدم من خلال النوادي أو أماكن بسيطة، واليوم أصبح المسرح يتطور ويتقدم اكثر بوجود المسارح وبناء مسرح أكبر لتطوير الحركة المسرحية في مملكة البحرين نجد اليوم الكثير من المهتمين بهذا المسرح وعلينا اختيار النصوص الجيدة وهذا يعتمد كله على الكاتب المسرحي والمخرج والممثل، فالمشاهد المطلع يستطيع ان يميز اداء الممثل على خشبة المسرح وعليه ان يتابع اداء الممثل حتى نهاية المسرحية، فاذا كانت هناك اخطاء بسيطة يجب تصحيحها من قبل المخرج الذي يعتبر الخط المحرك للفنان وهذا ما نجده اليوم لدى الفنان البحريني الذي خاض تجارب كثيرة في مجال المسرح، فكثير من الممثلين برزوا من خلال المسرح ومنهم الفنان القدير حسن الواوي، وسعد البوعينين، ومحمد عواد، والراحل جاسم شريدة، وابراهيم البنكي، وغيرهم من الذين شقوا طريق المسرح، اما الفنان والمخرج المسرحي عبدالله السعدواي فقد اضاف الكثير الى المسرح واعطى الكثير الى المسرح التجريبي، فالمسرح بالنسبة إليه الصديق الذي لن يتسطيع الابتعاد عنه وهو جزء من حياته وبحر الغموض لدى السعداوي وهو الهدف الذي سعى من أجله وباستطاعة الشباب في المستقبل متابعة هذه المسيرة الفنية.
حميد أحمد الدرازي
العدد 671 - الأربعاء 07 يوليو 2004م الموافق 19 جمادى الأولى 1425هـ