دعا الباحث التاريخي عبدالله السعيد سلطات الدولة إلى استرجاع عدد كبير من قطع الآثار البحرينية التي نُقلت إلى الخارج في فترات زمنية سابقة. وألمح السعيد في محاضرته التي نظمت ضمن الموسم الثقافي للحسينية المهدية في منطقة البلاد القديم مساء الخميس قبل الماضي إلى الدور التاريخي والروحي الذي لعبته منطقة البلاد القديم في أحقاب تاريخية سابقة، وأعرب عن استهجانه الشديد للتقسيم الإداري الذي لم يراع الانسجام التاريخي لهذه المنطقة، الأمر الذي أدى إلى تجزئة وتفتيت الوحدة التاريخية التي تميزت بها منطقة البلاد القديم منذ أمد سحيق، بينما يطال التوسع والتمدد مناطق أخرى في المملكة، وتتحول قرى صغيرة إلى مدن بفعل التوسع السكاني والعمراني.

وكشف الباحث في محاضرة له بعنوان «معالم من تاريخ البلاد القديم»، النقاب عن وجود فجوة زمنية واسعة تتخلل أغلب الدراسات التاريخية المختصة بتاريخ البحرين، وتمتد هذه الفجوة على مساحة واسعة من العصر الوسيط إذ تقفز المؤلفات التاريخية المحدثة فوقها من دون تفسير علمي واضح، والمعلوم أن هذه المرحلة شهدت الكثير من النشاط العلمي والحراك السياسي. و دارت المحاضرة حول محورين أساسيين؛ الأول رصد عشرات المساجد التي تزخر بها منطقة البلاد القديم، وكانت تضم مدارس علمية دينية (حوزات)، وترتبط بشبكة من مجاري الينابيع والعيون الطبيعية المنتشرة في المنطقة قديما بغرض الوضوء للصلاة، وهو ما قاد إلى المحور الثاني الذي تتبع أهم عيون المياه الطبيعية المتدفقة قديما في أراضي المنطقة، من حيث مواقعها وأصل تسميتها واشتقاقها اللغوي، ومنها: عين قصاري، الدوبية، أبوزيدان، جراي حببالش، الدحقانية، عذاري، المعروسة، الماسجة، القفاص... وغيرها.

وتخلل المحاضرة عرض لوثائق تاريخية وصور فوتوغرافية توثيقية لهذه المساجد والعيون.

ومن الحقائق التي كشف عنها السعيد أصل تسمية (المنامة) إذ يشير عدد من المصادر التاريخية إلى قرية (المنعمة) بالعين المهملة، والواضح أن التحوير اللفظي للاسم قلب (العين) إلى (الألف) فتحورت (المنعمة) إلى (المنامة).

يُذكر أن الموسم الثقافي الحالي للحسينية المهدية يتضمن عددا من الدورات والأنشطة والفعاليات الثقافية إذ سيحتضن قريبا مسابقة الحوراء الثقافية السابعة التي يخوض غمارها سنويا (12) فريقا يمثلون مختلف مناطق وقرى البحرين