من المشكلات المستعصية التي تواجه الإنسان منذ وجوده على سطح هذه الأرض... وتتلاشى معها جميع الحلول التي يقترحها المفكرون هي «الفقر» فمن الفقر تنمو في المجتمع الإنساني الأمراض الاجتماعية والانحرافات ومن بيئة الفقر بالذات ينطلق ضعف قوى الإنسان الفكرية والأخلاقية التي لا يمكن مواجهتها مهما افترضنا شكل العلاج والحلول. والدين الإسلامي شنّ حربا شعواء على الفقر وأعطى حلولا رئيسية وقوانين دستورية للحد والقضاء على هذا المرض الاجتماعي الخبيث والذي قال عنه الرسول (ص): «كاد الفقر أن يكون كفرا». وقال الإمام علي (ع): «إذا دخل الفقر مدينة قال له الكفر خذني معك». وقال الإمام الحسين (ع): «الفقر سواد الدارين». وقال الإمام السجاد (ع): «من لا معاش له لا معاد له». أما الإمام الصادق (ع) فيقول: «ما ضرب الله عباده بسوطٍ أوجع من الفقر». وليس باستطاعة أي كان، مطالبة أي إنسان بالتديّن وهو محاصر بالفقر... فلا يمكننا مطالبة المعدة الجائعة بالفضيلة والتقوى... ولكن الدين الإسلامي وضع لنا حلولا لتلك الآفة... آفة الفقر منها: جعل العمل أفضل عبادة مقدسة... كما قال (ص): «الكادّ على عياله، كالمجاهد في سبيل الله».
الضمان الاجتماعي في الاقتصاد الإسلامي... كما إنه هناك معالجات وحلول إضافية: كالحد من الترف الذي يعيش فيه الأغنياء ووضع نظام معين للحد من الانفاق... والتزام كل مكلف بأداء ما يجب عليه من الزكاة والخمس وغيرها من الواجبات المالية... وإخراجها من أموالهم بكل دقة وتوزيعها بكل دقة... القضاء على البطالة قضاء مبرما بإيجاد مؤسسات صناعية لتشغيل العاطلين عن العمل.
- منع القمار بكل أصنافه...
- طريقة توزيع الأراضي الخراجية بمقدار معين لكل عائلة...
- توجيه كل فرد لما هو مختص به وإيجاد إدارة خاصة للإشراف على تنظيم أعمال العمال وتوجيه من يشتغل مثلا في الزراعة أو الصناعة وغيره إلى أن يعمل في مجاله فقط... وبهذا يكون الانتاج أكثر إتقانا وتتوزع الأعمال على أربابها وتتوافر فرص العمل للجميع.
- تحريم ومنع بيوت الفسق والفجور والخمر... وسواها... التي تشيع البطالة والفقر في أوساط الفقراء الذين تستهويهم الشهوات ويتحكم بهم العوز والفاقة من جرّاء ذلك... كذلك إيجاد وزارة تسمى بوزارة الأخلاق والتأديب تتولى تلك الشئون وتلاحق كل من يرتكبها بأنواع العقاب الرادعة.
هدى آل رحمة
العدد 679 - الخميس 15 يوليو 2004م الموافق 27 جمادى الأولى 1425هـ