كنت نائما وكان النوم عميقا جدا، وحلمت وأنا نائم بأن بلادي الجميلة كانت تحت وفرة من الامطار الغزيرة، وأتى هذا المطر بعد جفاف طويل امتد الى ثلاثين عاما، وقفت غير مصدق نفسي وأنا أرى هذه الامطار الجميلة تروي هذه الأرض العطشانة فابتهلت الى الله شاكرا، إذ سعد الناس جميعا بهذا الخير الوفير.
ومن بين هذه الامطار وتلك الأرض المتشققة من شدة الجفاف والعطش خرج رجل وسيم الطلعة فوق حصان أبيض حاملا راية كتب عليها «وداعا للجفاف وأهلا بالخير الوفير» ففرح الناس جميعا وهللوا واستبشروا خيرا بذلك الرجل. وبعد ذلك اليوم بدأ الخير يعم الجميع وارتفع مستوى الحياة المعيشية بارتفاع الرواتب وخفض أسعار كل المنتجات وأصبح كل شيء متوافرا بسعر معقول وقرار مدروس، وقضي على البطالة بعد ان عين جميع العاطلين في وظائف تليق بهم كمواطنين، ووضع دستور اتفق عليه الجميع وكانت هناك رقابة برلمانية حقيقية وكان الاعضاء ممن ضحوا وبذلوا الغالي والنفيس، وتم انتخابهم من قلب الشعب، وأصبح كل شيء يراقب ويحاسب عن طريق ذلك البرلمان الحقيقي الذي أتى بعد ولادة عسيرة وكان أول قراراته ان جميع منتسبي الوزارات والشركات يجب ان يكونوا من صلب الشعب وليس من أي مكان آخر. ومن شروط التوظيف اجادة اللغة العربية لإثبات الأصالة والاستحقاق.
وكان القرار الثاني للبرلمان هو اعطاء الحرية القانونية الكاملة للصحافة لتكون سلطة رابعة تساعد ذلك البرلمان على وضع الحلول وتصحيح اماكن الخطأ، وكان الشعب في ذلك الحلم يعمل بكل جدية وتفانٍ كالشعب الياباني وكان الطلاب يدرسون ويحصلون على درجات عالية، فأرسل من أرسل الى الخارج والداخل كل بحسب درجاته ومعدله وليس لأنه ابن فلان أو علان، وأصبح الجميع يعمل من أجل هذا البلد الجميل. وأصبحت هذه البلدة قدوة لكل الدول وكان لذلك القائد الأثر الكبير حينما قال كلمته المشهورة «الوطن للجميع والخير للجميع وان شاء الله سأعمل ليل نهار ليكون كل مواطن في هذا الوطن سعيد». واستيقظت عند أذان الفجر فعلمت بأني كنت أحلم ولكن «ان غدا لناظره لقريب».
فيصل السيد
العدد 679 - الخميس 15 يوليو 2004م الموافق 27 جمادى الأولى 1425هـ