العدد 2779 - الجمعة 16 أبريل 2010م الموافق 01 جمادى الأولى 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

لسن بويات... إنهن هاربات

أخيرا استسلم الجميع لمصطلح لا يشبه الواقع بشيء وهو (البويات) وهذا ليس إنكارا لوجودهن، فهن موجودات ولكن ما هي حقيقة وجود البويات المسترجلات ... عفوا ! لسن بويات .. إنهن هاربات ...

نعم هاربات من واقعهن الأنثوي الصعب، هاربات من قسوة المجتمع الشرقي في التعامل مع الأنثى كأنثى، هاربات من التفرقة الواضحة بين البنت والولد على كافة المستويات وتفضيل الولد وإعطائه كل الحقوق والحريات والصلاحيات،إنني هنا لا أدعو إلى ترك الحبل على الغارب للفتاة، ولكن أدعو لفسح المجال بشيء من الحذر وبما يتناسب وعقيدتنا الإسلامية وعاداتنا وبما يتناسب مع تحول العالم وتغير الحياة والمفاهيم والتوجهات في ظل العولمة.

تقول إحدى البويات معترفة بالأسباب التي أدت بها إلى الوقوع في (وهم البويات )إنها البنت الوحيدة لعائلة تضم ثلاثة أولاد ...تقول آسفة على حالها: «بأنها كانت تشعر بالفرق الكبير في تعامل والدها معها ومع أخوتها الصبية فلهم حرية التعبير وصلاحية الطلب وإمكان الخروج وقتما يشاؤون» ...تقول: «لم يكن ينصت لما أقول كما ينصت لهم ويشجعهم ويثني على جهودهم ولم يكن يسمح لي بالخروج مع صديقاتي حتى في الأوقات العادية أو في المناسبات كما يسمح لهم ...ولم يكن يتقبل اعتراضي على أمر لا يعجبني كما كان يتقبل منهم ...كانت جميع طلباتهم مجابة أما طلباتي فتكون قيد الدراسة لأيام وأيام ...شعرت حينها بأنني أنتمي لعالم قذر ومنحط وهم ينتمون إلى عالم له سحره وجاذبيته فكرهت عالمي الأنثوي البغيض الذي لا يحترمه أحد وتعلقت بالعالم الذكوري الذي يفرض احترامه وخصوصا في المجتمعات الشرقية ...وبدأت أهتم بكل تفاصيل عالمهم بدءا من حلق الشارب ولبس الجينز والملابس الصبيانية وتناولت جرعات زائدة من هرمونات الذكورة لعلها تساعدني في التخلص من المظهر الأنثوي والحصول على المظهر الذكوري ...

تلك القصة واقعية من مجموعة قصص البويات وما خفي أعظم ولكنها كلها تصب في قالب واحد ألا وهو (الوهم ) لأنها ظاهرة وليدة الكبت، القهر، سوء المعاملة، التمييز الجنسي، الانتقام ...نعم الانتقام ...فالبعض منهن يفعلن ذلك ليس لأنهن يشعرن بالرجولة في أنفسهن وإنما يفعلن ذلك انتقاما من المجتمع الذي قسى عليهن وفرض عليهن عقوبات ومحظورات بشكل مبالغ فيه ... وتلك ردة فعل عكسية ونتيجة متوقعة لحالة الكبت والحرمان التي عايشوها منذ الطفولة ومن ثم تتحول الفتاة في مظهرها إلى «بوية» ثم تترجم ذلك في الممارسات اللاأخلاقية وهي اذ تفعل ذلك فلأنها حرمت عاطفيا وتشعر بالنقص لأن مجتمعنا وللأسف الشديد ما زال يستنقص المرأة سواء من الأب والأم للأبناء ومن الزوج لزوجته وأمام أبنائه ومن وسائل الأعلام المختلفة على رغم نضجها ... وهذا وأد من نوع آخر ... فلسنا بحاجة لدفن الفتاة حية لتكون موؤدة ...

إننا باستنقاصها والتقليل من احترامها وتقديرها والتمييز بينها وبين الولد حتى في أتفه الأسباب إنما بذلك نئدها مرة أخرى وبطريقة أكثر قساوة مما كانت عليه.

ترى اختصاصية علم النفس بإدارة التربية في مكة المكرمة فاطمة الهاجري «أن الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة داخل المدارس وأخذت صورة المشاجرات وأظهرت التحقيقات أن الفتاة التي تمارس سلوك الاسترجال تتمتع بشخصيتين متناقضتين واحده تظهر بها أمام العلن وأخرى خفية تظهر فقط بين أوساط ( عالم البويات )ومن المعروف أن هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في دول الخليج ... ففي الإمارات رفع شعار (عفوا إني فتاة) ودشنت وزارة الشئون الاجتماعية الإماراتية حملة امتدت طوال العام 2009 للتصدي لظاهرة (البويات )أو (الجنس الرابع ) وتأتي الحملة ضمن مبادرة (معا لمجتمع خال من الانحرافات ) والتي ترعاها وزارة التربية والتعليم والتي حاولت من خلالها توعية الفتيات بمخاطر سلوكياتهن .

وفي البحرين تنتشر البويات بكثرة في المدارس الإعدادية والثانوية حتى أصبح لا يخلو فصل دراسي من (بوية ) واحدة على الأقل ...إذا كيف تحول مجتمعنا الآمن النقي بنقاء الإسلام إلى أرض تضج بالجنس الرابع ؟

وهل هن فتيات بالفعل ؟

نعم ... هن كذلك ... ففي داخل كل (بوية) تعيش فتاه رقيقة ناعمة تعبق أنوثة واستحياء، وتحتويها غريزة الأمومة وتسكرها حتى الثمالة فكيف تكون صبيا؟

لكنها تتجاهل كل ذلك لتنتقم من المجتمع الذي احتقر أنوثتها وهي تجد في ذلك متعة كبيرة ومغامرة مسلية وهي تتصرف على هذا النحو بثقة مصطنعة ...ولكن ... من المسئول عن ذلك ؟

في أول القائمة يكون الأهل مسئولين عن تفشي تلك الظاهرة المرعبة وقد ذكرتها مرارا ولابد من تكرارها ... هي أن الرقابة الأسرية والمدرسية تلعبان دورا بارزا في توجيه سلوك الأبناء وخصوصا المراهقين .

فعندما تتحول الفتاة فجأة في تصرفاتها ولباسها وسلوكها وصوتها وكلامها دون أن نحرك ساكنا فذلك من شأنه أن يعمل على انتشار تلك الظاهرة أسرع ما نتوقع ذلك أن الفتيات بشكل عام يتأثرن بسرعة بزميلاتهن حتى لو بنسبة 1 في المئة .

ولكن ماذا يمكننا أن نقول غير ان (إذا كان رب البيت بالدف ضاربا ..فشيمة أهل البيت كلهم الرقص) ومن هنا أوجه النداء الذي لطالما تردد صداه على هذه الصفحة ...

ندائي إلى وزارة التربية والتعليم بتشديد الرقابة المدرسية وزيادة أعداد المشرفين الاجتماعيين فاليوم تظهر الحاجة الملحة لخريجي العلوم الاجتماعية والإنسانية ...اليوم تعتدي مجموعة من البويات على زميلة لهن وغدا ستصبح المدارس بحر من الدماء ... ترى ماذا ننتظر ؟

لنوحد الجهود آباء وأمهات وتربويين ومسئولين وبرلمانيين للتصدي لمثل هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا ولننتشل فتياتنا من مستنقع وهم البويات الذي يدفعهم بقوة إلى الضياع .

نوال الحوطة


لو تعلمون

 

أي زمن هذا الذي يحتال على أدمغتنا؟ يسلبها إبداعها، تجددها، ابتكاراتها، يرجع بنا إلى الجاهلية الأولى، حيث داحس والغبراء، بالله عليكم أفيدوني، ماذا سينجب هذا الإرهاب غير ابن لقيط، يحمل عار الهزيمة، والذل والخسران، ماذا سيثمر غير عشب سام تغذيه الأفاعي والعقارب بسمومها. ماذا سينجب غير مخالب سوداء تنفذ في القلوب.

باسم من تحارب الأمم، وتزهق الأرواح؟

بأمر من تتكون الجماعات، وتعلن اسمها؟ بأمر من تقتل البراءة، وتهرق الدماء، على طرقات المدن والقرى.

بأي ذنب يقتل الأطفال وتبتر ابتساماتهم؟ ويطمع فيهم الطامعون يتوسلون العطف، يترنحون على شظايا الجوع، يقتسمون خبز الموت، ثم يودعون. إلى متى يحكمنا الجنون؟ إلى متى تهان أقدار الشعوب؟

توالت الأيام في تاريخنا الطويل تحكي حكايا أبطال الفكر والثقافة والإبداع، هلا، عرفتم كيف جاءوا؟ كيف ماتوا من أجل أن ينيروا دروبكم؟ لماذا تصرّون على إرث أفكار هلاكو وهتلر. وتتركون ميراث العلم والثقافة والإبداع؟ متى يستيقظ الضمير؟ أبعد أن تموت الفضيلة، أبعد أن تقسى القلوب وتحتضر، متى تستيقظ الضمائر من سباتها؟

ألن يفيقها أنين الأطفال وعويل الأرامل والثكالى، واستغاثة الشيوخ؟

يا من تقتلون الكرامة في كل زمان؟ تتساوون جميعكم في فعل القتل فليس هناك فرق بينكم وبين من باع الضمائر من زمن؟

متى تورق الزهرة البيضاء؟ ونرى الشمس بألوان الطيف؟ نجنّح بسرب أحلامنا في الأفق البعيد. متى يطول العناق بيننا؟ وننبذ الخلاف، لنعلن ابتسامة النصر على الطائفية، والنعرة العصبية.

أنا مسلم، مسلم، مسلم... وبيني وبينك الله ورسوله والقرآن، فلا تنظر إلى مذهبي، ولا نسبي، ولا عرقي...

وتعال معي نعيش، جنون السلام، جنون العلم والثقافة، جنون الحب في الله.

ليلى محمد علي


وظيفة زوجة بمرتبة سائق

 

بدأت القصة حين التقت تلك الفتاة الشابة بشاب يكبرها بسنتين وبعدها اكتشف الاثنان تبادل الإعجاب بينهما بمحض الصدفة... بعد فترة علمت المسكينة بأن هذا الشخص كان يعاني من الوحدة والاضطهاد من قبل أهله وتسلطهم الذي جعله أقل حرية من أقرانه ممن هم بمثل سنه، حيث اقتصرت حياته وبسبب أهله على الدراسة فقط ورغم حاجته وتخطي سنه سن الرشد فلم يتركوا له الفرصة للحصول على أدنى حق وهو رخصة السياقة والتي حصل عليها كل من يصغرونه سنا بل حتى إخوانه الثمانية بلا استثناء.

وبعد معرفتها بذلك قررت أن تكرس حياتها لتعويضه والتخفيف عنه وما بيدها حيلة غير ذلك فقد أحبته.

بعد مضي أشهر حصلت الفتاة على سيارتها الخاصة وبعد أسبوعين بالضبط قام الشاب بإخبار الفتاة عن نيته بالزواج بها.

خطت رجلاها الصغيرتين على رحلة عذاب أعماها الحب عن كينونتها، حيث هي من قامت بكل الترتيبات من ذهاب وإياب وحجز، إضافة إلى تسهيلها الزواج برفض استلام المهر من هذا الشاب، والذي هو في بداية الطريق وحيث إنه لم يكن يمتلك سيارة تسمح له بالقيام بالترتيبات ومما يعرفه الجميع من الالتزامات التي يجب القيام للإعداد للزواج ولكنها وبعد كل شيء فقد لقت مضايقات من قبل أهله... وإنهم غضبوا لأنها أكملت الإجراءات بنفسها!

وبعد الصعوبات التي تم خلقها من قبلهم وحالة الضغط النفسي التي حاولت هي إخراجه منها لكن لم تهنأ لهم حياة برؤية هذين الاثنين متحابين، فقد كان كلما زاد حبهما وسعادتهما كلما زاد غيظ البعض، وكان الخافي أعظم، كما يقول المثل الشعبي «لين طاح الجمل كثرت سجاجينه»

فقد تم استغلال غياب الزوج لغيبوبته المفاجئة بسبب مرض له، قاموا بإهانة الزوجة والقيام بكل المحاولات لمضايقتها وإبعادها خوفا من استمرار هذه الزيجة الناجحة، وبعد شهرين نجحت هذه المحاولات حيث سدت كل الأبواب لإكمال طريقها معه والأهم أنه أطفئت شمعة الحب التي طالما اشتعلت في قلبها، بعد أن تحولت حياة الحب التي كانت في مخيلتها إلى رماد بسبب فعل الحاسدين، وبعد أن كانت زوجة بمرتبة سائق، لكن، السؤال هنا من المذنب؟ هل هو المجتمع أم حقا هم الأهل الذين ليس من الغريب أن يقوموا بأفعال كان مصدرها أحقاد لا يعلم سببها إلا الله؟

وقد تعرض ابنهم نفسه لمثل هذه المضايقات من قبل! فكيف لا تتعرض لها من يعتبرونها غريبة دخلت منزلهم حتى لو كان ذلك لإسعاد ابنهم؟ ألم يكونوا قد تقبلوها كزوجة بمرتبة سائق؟

ومثل ذلك الكثيرة... رسالة إلى كل أهل... لا تجعلوا التدخل والأنانية تحطم سقف أبنائكم على زوجاتهم أو أزواجهم مهما كان الزواج في بدايته فإنه قد يكون أو لا يكون، لأن هذا سيحطم السقف على رؤوس أبنائكم أيضا وقد تخرجون بخسارة كبيرة.

دعوهم يتفاهموا ويتعلموا الحياة ويستقِّلوا بطريقتهم الخاصة وبقوانينهم الخاصة فقد كنتم كذلك قبل زمن ليس ببعيد.

أنحن في زمن حرمت فيه علاقة الزواج؟ أو نبذت؟ أم أصبحت خيارا بيد غيرنا.

(يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك)

غفران محسن محمد


العراق وفرضيات الرئاسة المحتملة

 

هل سنشهد تكليف رئيس القائمة الفائزة في الانتخابات العراقية بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة والعودة إلى كرسي رئاسة مجلس الوزراء الذي جلس عليه قليلا قبل أن يسلمه إلى خلفه الجعفري والمالكي الذي تربع عليه أطول مدة بلغت ما يقارب الأربع سنوات ويطمح بل يبدو أنه تعود على الجلوس ويواجه صعوبة في شبح الابتعاد عنه وعن السلطة التي يجلبها ذلك الكرسي الذي يقود بلدا من أغنى البلدان الغنية بالنفط.

لا يبدو أن الفوز الذي نالته قائمة علاوي سيعبد الطريق إلى منصب رئيس الوزراء بقدر ما سيضع الكثير من العراقيل في طريقه. ذلك أن الفوز الذي حققه لا يؤهله لتشكيل حكومة من دون أن يتحالف على الأقل مع كتلتين من الكتل الكبيرة الفائزة وأقصد كتلة التحالف الكردستاني والائتلاف الوطني العراقي الحليف السابق للمالكي الذي يسعى الكثير من أطرافه لاسترجاع المنصب لحضن الائتلاف. في الأفق السياسي يبدو أننا أمام خيارين أو بالكثير 3 خيارات وعلى ضوئها سيتم توزيع المناصب الرئاسية للمرحلة المقبلة!

أول السيناريوهات هو تحالف تكتل علاوي مع الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني وبالتالي تربع علاوي على كرسي الوزارة وبقاء الرئيس الحالي جلال الطالباني فى منصبه بما يعتبر فوزا كبيرا للأكراد وخسارة للتيار المنادي بتعريب رئاسة الدولة ولكن لا يعرف ما الثمن الذي سيكون من نصيب تحالف السيد الحكيم الذي يمتلك قائمة أكبر من الأكراد وبالتالي لن يقبل بمنصب أقل من رئاسة الدولة كأن يكون رئيس البرلمان الذي إن حدث سيكون مصدرا كبيرا للشرر وتجديد دورة العنف على اعتبار أن هذا التوزيع سيحرم العرب السنة من أي منصب سيادي كبير في الدولة وهم من أوصل علاوي العلماني الشيعي إلى رئاسة الوزراء؟!

وبالتالي يتطلب هذا السيناريو الكثير من التنازلات من جميع الكتل المتحالفة للوصول لصيغة مرضية قد يصعب التوصل إليها في وقت قريب؟ أما السيناريو الثاني وهو المرجح هو تحالف ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي مع الائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني، وبالتالي بقاء التوزيع مشابها لما هو موجود حاليا مع احتمال تبديل المالكي أو الوصول لصيغة بحيث يتم تداول المنصب بين كتلة المالكي وكتلة السيد الحكيم بحيث يتناوب شخصان على المنصب خلال الفترة المقبلة.

وبالطبع يتطلب هذا الاحتمال الكثير من الوقت والتعاون والتنازل من الجميع غير أنه سيكون أقل تعقيدا من الخيار السابق!

أما الخيار الثالث فهو تحالف المتضادين المالكي وعلاوي وتشكيل كتلة لا تحتاج لكتلة ثالثة وهذا التحالف إن تم سيكون التحالف المعجزة الذي لا يمكن لنا التنبؤ بنتائجه والتحكم بمخرجاته!

غير أن ما يجب الالتفات إليه هو التأثير الكبير الذي ستلعبه دول الجوار العراقي في تحديد شخصية رئيس الوزراء العراقي القادم حيث بمتابعة بسيطة يمكن القول إن سورية والسعودية لا ترغبان بالتجديد للمالكي للعلاقات المتوترة معه كما أن لإيران تحفظات على تولي علاوي رئاسة الوزراء وبالتالي سيكون للتحالف الإيراني السوري دور محوري في حسم الأمر، وقد تنجح سورية بإقناع إيران بمساندة علاوي لاستلام الوزراء أو قد تساند إيران سورية في وضع فيتو على وصول المالكي مع عدم استلام علاوي السلطة وبالتالي قد يكون تحالف الثلاثي المالكي والكرد والحكيم هو التكتل المناسب للمرحلة القادمة مع تسليم منصب رئاسة الوزراء إلى شخص بديل عن المالكي.

زكريا العشيري


شكرا مدرسة عالي الإعدادية للبنين

 

من يقدّر له التعرف على مدرسة عالي الإعدادية للبنين عن قرب يجد نفسه في وسط هيئة إدارية وتعليمية متجانستين ومتحابتين ومتآلفتين وتعملان بجد ومثابرة في رفع مستوى الطلبة لأبعد الحدود، ويجد مدير المدرسة سمير حمزة العلوي يبذل جهودا جبارة طوال اليوم الدراسي، وسيجده دائم التواصل مع معلميه في كل صغيرة وكبيرة، ويتعامل مع معلميه بإنسانية عالية وبمهنية إدارية راقية قل نظيرها، سلسا في تعامله مع الطلبة وأولياء أمورهم، إداريا واعيا ومدركا لمفهوم العمل الإداري بكل أبعاده التربوية والتعليمية والإنسانية، سيجده يستمع باهتمام شديد إلى اقتراحات وآراء المعلمين والطلبة وأولياء الأمور، متواضعا لبقا في كلامه ولا يتعالى على أحد، صغيرا كان أم كبيرا، فطنا عارفا بالأساليب التربوية والإدارية الحديثة، متجددا في أداء عمله، حريصا على تطبيق المعايير التربوية بكل تفاصيلها وحيثياتها، يحمل خبرة واسعة في المجالين التربوي والتعليمي، محبوبا ومقدرا لدى كل الأطراف المعنية بالعملية التربوية والتعليمية بالمدرسة، استطاع أن يكوّن فريق عمل متجانس مع المدير المساعد علي المسجن الذي يتمتع بنفسية عالية ومعنويات كبيرة وبخبرة طويلة وسجايا تربوية وتعليمية واسعة وبأخلاق راقية وبمعرفة واعية بالعمل الإداري الحقيقي، واستطاع مع سكرتيره علي خلفان أن يكون أنموذجا رائعا للمعنى الواقعي لمنصب السكرتير، وسيجد أن أقسام المدرسة، قسم اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم والاجتماعيات والمعادن والنجارة والزراعة والرياضة والتربية الفنية والخزف وقسم الحاسوب والإرشاد الاجتماعي والإشراف الإداري، سيجدهم جميعا يعملون بمهنية راقية رغم كل الصعوبات والنواقص التي تعاني منها المدرسة في مختلف المرافق الأساسية، وتعمل بكل طاقاتها وإمكاناتها المتاحة لتطوير الطالب وتنمية قدراته العلمية ومهاراته المعرفية، وعلى رغم أن غالبيتهم وضعوا في غرف خشبية (صنادق خشبية) أكل عليها الدهر وشرب كما يقولون، وسيجد فيها طلبة يمتازون بالأخلاق الرفيعة وبالجد والاجتهاد في التحصيل العلمي، وأولياء أمور وأسر الطلبة متعاونين ويقدرون الجهود الكبيرة التي تبذلها المدرسة، ونتاجا علميا وثقافيا وتربويا وأخلاقيا وسلوكيا واضحا كوضوح الشمس، وسيجد أن طلبتها قد حققوا نتائج متقدمة على مستوى مدارس البنين الإعدادية، وسيجد رسائل عديدة ترد إلى مدير المدرسة من أولياء أمور يطلبون ويتمنون إلحاق أولادهم ليكونوا ضمن طلبتها لما للمدرسة من سمعة تربوية وتعليمية طيبة، وسيجد المئات من شهادات الشكر والتقدير من جهات مختلفة، والعشرات من الجوائز والهدايا التي حصلت عليها في فعاليات فنية وثقافية ورياضية، ولهذا من حقنا أخلاقيا وأدبيا وتربويا أن نتقدم إليها بالشكر والتقدير والثناء للجهود الكبيرة التي تبذلها، ومن حقنا أن ندعمهم معنويا ونفسيا، ليواصلوا مسيرتهم التعليمية والتربوية بثبات، ومن حقنا أن نشكر المرشد الاجتماعي بالمدرسة رضا يوسف على تميزه في عمله، ومن حقنا أن نشكر ونقدر الإشراف الإداري المكون من يوسف الشاخوري وعلي ثامر وعباس دسمال على عملهم المتقن والمتميز وعلى متابعتهم أحوال الطلبة في جميع الأوقات، ومن حقنا أن نشكر كل المعلمين الأوائل في المدرسة لإخلاصهم وتفانيهم في العمل، ومن حقنا أن نشكر اختصاصي مركز مصادر التعلم لسعيه الحثيث لتوفير ما يحتاجه الطلبة من الكتب والمصادر العلمية والثقافية، وأن نشكر الكاتب محمد المدحوب الذي يبذل جهودا كبيرة لتلبية جميع احتياجات المدرسة الإدارية وغير الإدارية، ومن حقنا ومن حقنا أن نرسم بطاقة تهنئة لكل إداري ومعلم في المدرسة على الإنجازات الكثيرة التي حققوها في مختلف المجالات، ومن حقنا أن نقول لهم جميعا بارك الله فيكم وفي جهودكم وفي أعماركم وفي أرزاقكم وفي نفوسكم الطيبة وفي معنوياتكم العالية وفي إرادتكم القوية وفي قدراتكم العلمية والتربوية.

سلمان سالم


انكسار الزجاج

 

بين الواقع والخيال، بين الهدوء والانفعال، بين الحلم والحقيقة، الدنيا تدور في دقيقة، استغنيت عن الحرية التي سأملكها واخترت مشنقة الصمت التي ربما سأتمسك بها ولن أتركها، لطالما كانت معلقة في كل الزوايا والنواحي، قلبي خيرني بين الهروب أو البقاء وعقلي أجبرني على الانسحاب من هذا السباق قبل أن تفوز على مأساة النفاق، هل من متسع للبسمة والابتهاج؟ أين التحضر؟ وأين الارتقاء؟ إذا كان من يخيل لنا أنهم بالعالي هم الذين بالقاع، يا حسرة على من كان هو الدواء انقلب فجأة لشبح الداء، أريد أن أقطف (المانجا) وأريد أن أتذوق البرتقال أريد أن أشمّ زهور الصفاء والنقاء ولكني لا أقدر فهذا الزمن ليس موسم الحصاد؟ الوداع الوداع للربيع الذي غادرني من كثر هذا العناء، زرقاء هي عيني أم خضراء فلقد تلونت فكفاني بكاء من هذا البلاء، لقد رقصت رجلي وأصابعي على أنغام الرجفة ووقفت شعيرات جسمي كالجنود تحية لضابط الشقاء، لقد تعرضت للسعة سامة من ناس وليسوا أي ناس، بل هم ناس احتار لساني وعجز عن تسميتهم أهم مقربين أم أقارب أم أقرباء؟ صدمة لا أعرف ماهي؟ فهي تقع في منتصف الخط بين النعمة والنقمة، أهي خدعة أم مكيدة أم خطة، هي ليست مجرد محض صدفة بل تقدير من القادر المقتدر فهو الذي كتب لي أن أعيش هذه اللحظة، أين هو من كان شفاف كالزجاج أصبح جارحا، لا وقت عنده إلا للمصالح، فكان هذا أكبر شاهد ودليل على انكسار الزجاج.

علي تلفت


تقييم مخاطر الحريق

 

تعتبر كوارث الحريق من أهم التحديات الحقيقية في بيئة العمل بشتى أنواعها ومجالاتها حيث تشمل مخاطر تلك الكوارث تأثيراتها البشرية والمادية والبيئية بل يتعدى ذلك إلى الفرد والمجتمع وما ينعكس تأثير ذلك على نشاطات الحياة اليومية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. فضلا عن مخاطر التلوث البيئي التي تسببه تلك الحرائق، لذا فإنه أصبح من الضروري جدا التصدي لمثل هذه الكوارث بدراسة طبيعتها الكيماوية وخصائصها الفيزيائية وإجراء البحوث العلمية اللازمة لتقييم المخاطر الناجمة منها ومن ثم التوصل إلى أفضل الأساليب في مواجهة الحرائق ومكافحتها.

إن من متطلبات السلامة في مواقع العمل الإنشائية منها، التجارية أو الصناعية التقييم الدقيق لمخاطر اندلاع الحريق وما قد ينجم عنه من خسائر فادحة المادية منها أو البشرية، فقد سجل العام الماضي 18 حالة انفجار بالإضافة إلى 9 حالات حريق في بيئة العمل حسب إحصائيات هيئة التأمين الاجتماعي.

وقد أصبح تأمين بيئة العمل ضد مخاطر الحريق متطلبا قانونيا بعد صدور القرار الوزاري (12) لسنة 2005 بشأن حماية العمال أثناء العمل من أخطار الحريق و ينص القرار في المادة الأولى منه على تحديد مسئوليات وواجبات كل من صاحب العمل والعمال، ومن ثم أكدت على ضرورة الالتزام بمعايير الأمن والسلامة في المنشآت من قبل الإدارة العامة للدفاع المدني في إشارة واضحة لاستصدار شهادة «السلامة من الحريق» قبل استخدام أي موقع عمل بما يكفل الوقاية اللازمة لبيئة العمل.

كما حث القرار على التزام صاحب العمل بإجراء عملية تقييم لمخاطر الحريق، وتوفير كل ما من شأنه وقاية العمال من مخاطر الحريق في حال حدوثه أو عدمه، حيث يشمل ذلك توفير التدريب والإشراف الملائم للعاملين في حال حدوث الحريق وذلك في استخدام وسائل مكافحة الحريق المتنوعة، توفير جميع سبل الوقاية الفعالة والمناسبة لمكافحة الحريق، وضع خطة للإخلاء في حالة الحريق وتدريب العمال حسبما تستجد الأمور، مع التأكيد في جميع الأمور السابق ذكرها على أهمية التعاون بين صاحب العمل والعمال للوصول إلى أفضل السبل لتحقيق الأمن والسلامة في بيئة العمل.

وتعد الجوانب الأساسية في السلامة والحماية المدنية التعرف بشكل دقيق على مسببات مثل هذه الحرائق، وبشكل عام فإن أهم العوامل الرئيسية في نشوب تلك الحرائق هي المسببات المهنية والتي تتمثل الإهمال واللامبالاة في أخذ الحيطة والحذر وإتباع إجراءات وقوانين السلامة، المسببات الفنية كوجود أعطال وأخطاء فنية في الآلات والأنظمة الكهربية إضافة إلى المسببات الخارجية كالتعرض للكوارث الطبيعية.

وتتم عملية تقييم المخاطر الناجمة من نشوب أي حريق متوقع سواء في مبنى سكنى أو تجارى أو صناعي عن طريق وضع فرضيات أو ما يسمى بالسيناريو تكون ذات علاقة بجغرافية الموقع الذي توجد فيه المنشأة أو المبنى وكذلك التصميم الداخلي والخارجي – حجم المبنى ( المساحة الإجمالية وعدد الأدوار) - عدد الغرف في كل دور- مواقع المخارج في المبنى وعددها وغير ذلك من المواصفات الهندسية ذات الأهمية في مجالا السلامة، إضافة إلى عدد الموظفين وطبيعة أعمالهم وأماكن تواجدهم، المواد المحيطة بالعاملين وخواصها الكيماوية والفيزيائية، بحيث يتم ربط ذلك بمعادلات تعمل على وضع الفرضيات بدءا من نشوب الحريق وصولا للزمن اللازم لوصول فرقة الدفاع المدني.

كما تشمل عملية التقييم اختيار السبل العملية والممكنة لإزالة أو تقليل التعرض لكل المسببات المحتملة لنشوب الحريق، وتزويد بيئة العمل بالطرق الوقائية ووضع الخطط الإخلاء الملائمة في حال وقوع الحريق، مع التأكيد على ضرورة توعية الموظفين وإخضاعهم للتدريب الملائم التعامل مع الحوادث والإصابات المهنية بشكل عام.

إن حماية العامل من أي خطر محتمل واجب وإلزام لأصحاب العمل مهما كان نوع وكمية العمل حيث إن السلامة المهنية متطلب طبيعي وفطري في الإنسان من أجل البقاء، لذا فإن اعتماد إجراء مسوحات وتقييم المخاطر لبيئة العمل ضمن سياسية المؤسسة هي الخطوة الأولى لتفادي أي حادث أو مرض مهني وبالتالي يدفع بكفاءة العمال والإنتاجية ويحفظ الموارد البشرية والمالية والتي هي غاية وهدف أي مؤسسة إنتاجية.

وحدة التوعية والإرشاد المهني

قسم السلامة المهنية

وزارة العمل

العدد 2779 - الجمعة 16 أبريل 2010م الموافق 01 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:05 م

      شكرا للاخت ليلى من محمد

      كم انتي صادقة في كلماتك.. آه لو تعلمون فعلا ان من يحتال علينا بفكره او بعقليته انما هو تجاهل للعقول وتغافل عن عواقب الأمور. نعم يا اختي من يحتال علينا يريد بنا ان نرجع للجاهلية.. فمقالك هو كشف لهذه العقول المتحجرة المرعبة.
      نشكرك اكثر الشكر مع كل امنياتنا لك بأن نقرأ لك مقالات جديدة معبرة،،،،

    • زائر 4 | 6:39 ص

      شكرا يا سالم

      صاحب الخبرة والعقل الراجح الذي ينير الطريق للآخرين دون السعي الى مصالح شخصية او الى غاية معينة ، داعم للتعليم لاهادم كما فعلته ماتسمى بلجنة الجودة التي زارة المدرسة . لكن ما يعرفك الا اللذي يثمنك اضم صوتي لصوتك واطلب من لجنة الجودة اذا كانت كذلك ان تثبت لنا جذارتها في كيف تقوم الوزارة بالغاء نتائج المعلمين المتقدمين الى معلمين اوائل ومدراء مساعدين الذين اجتازوا خطوات الترقي بنجاح كما اخبروهم بلسانهم ولا محاسب . واخيرا شكرا يا استاذ سلمان سالم ، فانت لهذة المدرسة كالشمعة التي تحترق لتضيء طريقها

    • زائر 3 | 4:04 ص

      ام سلمان

      اثني على كل كلمه نطق بها الاستاذ سلمان سالم فهي فعلا كما قال
      مدرسه واداره ومدرسين والنعم بهم

    • زائر 2 | 3:51 ص

      ؟؟

      هالاعذار كلها اوهلم وماليها اساس من الصحه
      لو كانوا الاهل ضاغطين عليهم لهدرجه شلون قدروا يغيرون حتى خلقتهم واهلهم يطالعونهم
      المرأة في الماضي كانت تعامل اكثر سؤ واذلال ولكن عمرها ماطلعت عن دينها
      هذا جيل آخر الزمان التربيه والقسوة ماليها دخل نهائيا بل على العكس الدلال والحريه الزايده هي الي خلتهم يصيرون جذي
      يالله خير وخاتمة خير

    • زائر 1 | 2:32 ص

      شكرا للاخت نوال على موضوع البوايات

      نعم هذه الظاهرة موجودة و لكن لا اعرف ما هو الضرر من اعتراف وزارة التربية و التعليم بوجود هذه الظاهرة في المدارس و لماذا هي تحاول ان تخفي او تقلل من بروز الظاهرة
      اتصور اهم شئ في حل مثل هه الامور ان يعترف المجتمع بوجودها ومن ثم دراسة بروزها و الاسباب ومن ثم وضع الحلول
      شكرة مرة اخرى اخت نوال على الموضوع
      واتمنى زيادة الكتابة حوله

اقرأ ايضاً