قال رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة «إن العالم يمر اليوم بتحديات اقتصادية صعبة تشكل تهديدا للتنمية وما تحقق من أهداف الألفية؛ وهذا يضع البرامج الإنمائية - ومن بينها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - أمام امتحان صعب لمد يد العون للدول للاستمرار في مسيرة التنمية والتغلب على عثرات الأزمة المالية العالمية».
وخلال لقائه بمجلس سموه بالرفاع صباح أمس مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ورئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلن كلارك التي تزور البلاد للمشاركة في الاجتماع الإقليمي السنوي للممثلين المقيمين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في منطقة الدول العربية، نوه رئيس الوزراء بأن الأمم المتحدة أصبحت شريكا دوليا فاعلا في تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بالقدرات البشرية.
وأشار إلى أن «الحكومة في مملكة البحرين عملت على توجيه دفة التنمية لصالح المواطنين وتحقيق تطلعاتهم، وشكّل المواطن محور كل جهد إنمائي تقوم به، كما وجهت الحكومة استثمارها في الإنسان البحريني وتنمية قدراته، ليقينها بأن هذا هو أنجح مجالات الاستثمار». وقال: «نحمد الله على ما حققناه من نجاح شهد به العالم ومنظماته في هذا المجال».
وأعرب كذلك عن حرص مملكة البحرين على دعم الجهود والمبادرات التي يطلقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مجال التنمية المستدامة والتنمية البشرية التي تعد جائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية أحد أوجهها لما أسهمت به من دور في تحفيز الجهود الفردية والمؤسسية والدولية لتحقيق أهداف التنمية.
ورحب باختيار مملكة البحرين لاحتضان الاجتماع الإقليمي السنوي للممثلين المقيمين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي «ما يؤكد على التقدير الدولي لمساهمات البحرين الإنمائية على النطاق الدولي». مشيدا بالخبرات التي تمتلكها مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وما قدمته منذ توليها هذا المنصب الدولي لخدمة التنمية ونشرها وسط الدول الأقل حظا فيها.
وتطرق رئيس الوزراء مع كلارك إلى مجالات التعاون بين مملكة البحرين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية مع نيوزيلندا وما تشهده من نمو وتطور في مختلف المجالات.
ومن جهتها أشادت كلارك بإسهامات رئيس الوزراء في دعم برامج الأمم المتحدة ومنها الإنمائية.
التقى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بمجلس سموه بالرفاع أمس وفدا من أصحاب الأعمال بمملكة تايلند. وخلال اللقاء رحب رئيس الوزراء بالتعاون الشبابي والرياضي بين مملكة البحرين ومملكة تايلند وبأهمية الدور الذي من الممكن أن يلعبه القطاع الخاص في هذا الجانب.
وأكد أن هناك العديد من مجالات التعاون التي ستحقق نجاحات للبلدين حال استثمارها ومنها قطاع الرياضة، معربا عن تمنياته للوفد التايلندي بالتوفيق والنجاح في زيارته لمملكة البحرين. كما نوه رئيس الوزراء بالأهمية التي يشكلها التعاون التجاري والاقتصادي بين مملكة البحرين ومملكة تايلند في دعم العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين، مشيدا سموه بدور القطاع الخاص في البلدين الذي بات يلعب دورا كبيرا في تنشيط التعاون الاقتصادي عبر دخوله في مشروعات مشتركة من شأنها أن تشكل إضافة للعلاقات الثنائية.
قال ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس التنمية الاقتصادية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة «إننا في مملكة البحرين لدينا استراتيجية عمل واضحة ننطلق من خلالها نحو مشاريعنا التنموية التي تستهدف الفرد البحريني بشكل مباشر من خلال برامج التعليم وتحسين مستوى معيشة المواطن».
جاء ذلك خلال استقبال ولي العهد بقصر الرفاع صباح أمس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلن كلارك.
وأشار سموه في اللقاء إلى أن «النجاحات التي تحققت في مختلف القطاعات لم يكن لها أن تتحقق إلا بالرؤية المستنيرة» لعاهل البلاد، وأضاف «تبنينا في الرؤية الاقتصادية 2030 لمملكة البحرين ركائز مهمة اعتمدنا خلالها على التنافسية والعدالة والاستدامة وانطلقنا نحو إصلاح التعليم وسوق العمل وتحرير سوق الاتصالات، وعملنا على تطوير أدواتنا الاقتصادية المعتمدة على إيجاد مناخ اقتصادي مستقر يتيح المجال لتنوع الاستثمارات الأجنبية في المملكة». مبديا إعجابه بالنتائج التي حققها برنامج الأسر المنتجة الذي حظي باهتمام كبير نظرا إلى كونه برنامجا موجها إلى الأسرة البحرينية واستخراج طاقاتها لتكون عنصرا فاعلا في المجتمع.
وأضاف سموه أن «إيجاد فرص العمل المناسبة للباحثين أسهم في انخفاض نسبة البطالة نظرا إلى ما أوجدته المملكة من مخارج وحلول لاحتواء هذه المشكلة، كما اهتمت البحرين بقطاع الشباب والرياضة، وبالإضافة إلى إيجاد البرامج الرياضية للشباب كان هناك برامج موازية لتنمية الثقافة وروح التنافس بين الشباب البحريني ودخول هذا الجيل من الشباب في عالم التكنولوجيا الحديثة التي تنمي فيهم التفكير الخلاق وتعزز الجوانب المعرفية لديهم».
وبالنسبة إلى قطاع البيئة أكد سموه ضرورة ترسيخ مفاهيم جديدة للحفاظ عليها، متطلعا إلى تأسيس كيان صناعي يستوعب جيل الشباب البحريني الواعد والمنتج والمؤهل لهذا القطاع.
كما تطرق سموه خلال اللقاء إلى ما يقدمه برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية من فرصة للشباب البحريني المتميز للالتحاق بأعرق الجامعات العالمية لنيل الدرجات العلمية في مختلف التخصصات.
من جانبها أبدت كلارك إعجابها بما اتخذته البحرين من سياسات نحو تطوير البنية الأساسية لمختلف القطاعات وترسيخ مفاهيم جديدة في عمليات الإصلاح سواء السياسية أو الاقتصادية والعمل على تحقيق تحسين مستوى معيشة المواطن وتوفير احتياجاته الأساسية من مسكن لائق وعمل مناسب باعتباره المستهدف في عملية التنمية الشاملة. كما أثنت على ما قامت به البحرين من خلال مشروع جلالة الملك من خلال منح المرأة البحرينية الحق الدستوري في الترشح والانتخاب وتبوئها للمناصب المختلفة.حضر اللقاء مستشار رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية عبدالله سيف ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة.
العدد 2783 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ