يخوض الحزبان البريطانيان الكبيران حرب إعلانات لا هوادة فيها للانتخابات التشريعية المقبلة، حققت بعض النجاح باستهدافها الخصم بالاسم.
فعلى لافتات للحزب المحافظ الذي يتزعمه ديفيد كاميرون، يظهر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون وعلى وجهه ابتسامة عريضة مع شعار «لقد اختلست المليارات من صناديق التقاعد صوتوا لي» و»لقد ضاعفت الدين العام صوتوا لي».
وخلال أول مناظرة تلفزيونية في 15 أبريل/ نيسان الجاري بين زعماء اكبر ثلاثة أحزاب، مازح براون كاميرون وشكره على هذه الدعاية المجانية. لكن الحزب العمالي أراد بدروه أن يسخر من كاميرون ونشر يافطات عملاقة ظهر فيها زعيم المحافظين بمظهر جين هانت بطل برنامج تلفزيوني معروف تبثه «بي بي سي»، لا يتمتع بنزاهة سياسية وهو فظ وفاسد أحيانا يجلس في سيارة قديمة من طراز اودي. وكتب على اليافطة «لا تتركوه يعيد بريطانيا إلى ثمانينيات القرن الماضي».
واختيار هذه الشخصية ينطوي على مخاطر لان هانت لا يجسد فقط عكس صورة البطل بل يرى فيه البعض رمزا للجاذبية الذكورية. ورد المحافظون على هذا الهجوم بحملة تستخدم الصورة نفسها مع شعار «فلنشغل السيارة حان الوقت للتغيير».
وقال ستيفن فيلدينغ الأستاذ في التاريخ السياسي في جامعة نوتينغهام «لاحظت الأحزاب أن أحد أهم الأسباب التي تدفع الناخبين للتصويت هو التصويت ضد حزب (...) بالتالي الإعلام السلبي أسلوب للتواصل مع الناخبين».
وأضاف «لم نتحدث عن اللافتات الانتخابية منذ زمن بعيد». والانتخابات التشريعية المقررة في السادس من مايو/ أيار المقبل هي الأكثر جدلا منذ نحو عقدين مع استطلاعات للرأي تشير إلى تعادل بين العماليين والمحافظين والليبراليين الديمقراطيين.
وقال الخبير إن «هذه الحملات الدعائية تنشر على الطرقات لكنها اليوم تنشر أيضا على شبكة الانترنت».
وكان المحافظون أطلقوا حملة انتخابية انقلبت عليهم لأنهم استخدموا صورة لكاميرون بملامح شابة مع شعار «لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو سأخفض العجز في الموازنة لكن لن امس بالصحة العامة».
وقال اليستر كامبل المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير في صحيفة ذي تايمز «لشخص (ديفيد كاميرون) يتباهى بانه معاصر وخبير في الإعلام والتواصل كانت الدعاية قديمة ولم تصمد على مواقع تويتر وفايسبوك والمدونات الخاصة السياسية».
ورد المحافظون بالاستعانة في نهاية مارس/ آذار الماضي بخدمات شركة «ساتشي» للإعلانات، المتخصصة في الحملات السلبية التي اختارت مهاجمة براون بشكل مباشر.
وكانت هذه الشركة ساعدت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر على الوصول إلى سدة الحكم في 1979 بفضل حملة قوية أصبحت مشهورة مع شعار «الحزب العمالي غير فعال» أمام طابور طويل من الأشخاص ينتظرون أمام مكتب للبطالة.
وكان عهد إلى شركة ساتشي أيضا حملة المرشح العمالي طوني بلير الانتخابية في 1997 التي ظهر فيها بعينين حمراوين مع شعار «حزب عمالي جديد خطر جديد»
العدد 2788 - السبت 24 أبريل 2010م الموافق 09 جمادى الأولى 1431هـ