بعد أكثر من 16 قرنا من منع أحد الأباطرة الرومان دورة الألعاب الاولمبية بوصفها طقوسا وثنية يعود جزء من الألعاب الاولمبية لمكانها الأصلي في اولمبيا القديمة الشهر الجاري.
تستضيف اولمبيا الواقعة في واد ذي طبيعة خلابة نحو 80 من لاعبي دفع الجلة من 47 دولة على الأقل يشاركون في الألعاب التي تعود لموطنها الأصلي بعد الحظر الذي فرضه الإمبراطور الروماني المسيحي ثيودوسيوس في القرن 393 بعد الميلاد.
ولأول مرة في تاريخ الألعاب في اولمبيا ستتابع النساء المنافسات وتشارك بها جنبا إلى جنب مع اللاعبين من الذكور في 18 أغسطس/ آب.
وفي دورات الألعاب الاولمبية القديمة كانت النساء تمنع من متابعة المباريات أو المشاركة فيها ومن تنتهك هذا الحظر كانت تعاقب بالقتل.
وقالت مساعدة مدير ملاعب اولمبيا صوفيا هاسابيس «سنحاول أن نجعل الأمور بسيطة بأكبر شكل ممكن للحفاظ على أصالة هذا المكان». ومن الإجراءات التي ستتخذ فيما يتعلق بهذا الشأن عدم وضع مقاعد في الاستاد القديم وبدلا من ذلك سيجلس المشجعون على مقاعد أسمنتية على الحشائش.
وبالنسبة إلى اليونانيين فإن الوادي المليء بأشجار الزيتون والنخيل والواقع على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب غربي أثينا مكان مقدس.
والبساطة تعني أيضا عدم رفع لافتات إعلانية وتركيب أقل معدات كهربائية ممكنة وعدم وجود مقاعد للمشجعين الذين سيجلسون على مقاعد أسمنتية في استاد قديم استضاف الألعاب قديما عندما بدأت في القرن 776 قبل الميلاد.
وكانت المقاعد في الألعاب القديمة تخصص فقط للحكام وفي الألعاب الحديثة ستخصص المقاعد للحكام الاولمبيين.
ويقع الاستاد بالقرب من معبد زيوس كبير الآلهة عند الإغريق الذي مازالت أعمدته الصخرية التي انهارت بفعل زلزال تقف كشاهد على أمجاد المعبد العريقة.
وتقول المرشدة السياحية الكسندرا ايكونمو «أشعر بالرهبة في كل مرة أحضر فيها إلى هنا، هذه هي جذورنا. آباؤنا يحكون لنا عن تراثنا من الطفولة ويقولون لنا انه يتحتم علينا أن نشعر بالفخر. انه أمر يحمله كل يوناني بداخله». ولكن اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الاولمبية لم تقرر سوى العام الماضي فقط استخدام هذا المكان التاريخي لاستضافة منافسات دفع الجلة بعد شكاوى من السلطات المحلية من تجاهل منظمي الألعاب لاولمبيا
العدد 703 - الأحد 08 أغسطس 2004م الموافق 21 جمادى الآخرة 1425هـ