العدد 703 - الأحد 08 أغسطس 2004م الموافق 21 جمادى الآخرة 1425هـ

أثينا مهد الديمقراطية ومضيفة الدورة الأولمبية

مع اقتراب انطلاق فعاليات دورة الألعاب الاولمبية في العاصمة اليونانية أثينا من 13 إلى 29 أغسطس/ آب الجاري يشعر كل من تطأ قدماه أرض المدينة أنه يعيش في مرحلة من التاريخ لا يمكن التغاضي عنها أو نسيانها.

وعند سفح الهضبة البالغ ارتفاعها 156 مترا والتي يقع فوقها الاكروبول أحد معالم التاريخ القديم كان مهد حضارة الغرب وفي أثينا انطلقت الشرارة الأولى لأفكار الديمقراطية في سوق أجورا.

وكانت اجتماعات مجلس نواب أثينا تعقد في مكان يشبه المسرح على هضبة مجاورة يطلق عليها «بنيكس» وبدأت أثينا في إرساء أفكار ومبادئ الديمقراطية في العام 505 قبل الميلاد.

وعلى بعد مئات الأمتار يقع الاريباجوس الذي شهد مواعظ الرسول بولس للناس.

وبعد مرور مئات بل آلاف السنين تتجه الأبصار كافة خلال الأيام القليلة المقبلة صوب العاصمة الإغريقية القديمة التي يبلغ عدد سكانها حاليا حوالي أربعة ملايين نسمة وذلك لمتابعة دورة الألعاب الاولمبية 2004.

ويستطيع كل من يقف أمام الاكروبول أن يشاهد رمز الدورة الجديد وهو سقف الاستاد الاولمبي الرئيسي الذي صممه المهندس الإسباني سانتياغو كالاترافا والذي يتلألأ في مواجهة شمس أثينا ويقع في الجزء الشمالي من العاصمة.

وعانت المدينة التاريخية التي تحمل اسم آلهة الحكمة عند الإغريق (أثينا) من أوقات عصيبة. وكانت أثينا مركزا فكريا لامبراطورية الاسكندر الأكبر لكنها فقدت أهميتها وهيبتها خلال العصر البيزنطي وألقى هذا التراجع بظلاله على حال المدينة أثناء العصر العثماني الذي استمر 400 عام.وكان العام 1834 نقطة تحول في تاريخ أثينا الجديد وبعد أربع سنوات فقط من حرب الاستقلال الدموية التي استمرت من 1821 إلى 1830 قرر الملك أوثون الأول ابن الملك لويس الأول أن يعيد أثينا إلى سابق عهدها كمركز عالمي.

واختير أوثون ملكا على اليونان من قبل القوى العظمى في مؤتمر لندن العام 1832 وبدأت أثينا التي كانت قد انكمشت إلى ما يشبه قرية صغيرة في استعادة حجمها الطبيعي وساعدها على ذلك فيما بعد استضافتها لأول دورة ألعاب حديثة في العام 1896 لكن اليونانيين لم ينفذوا الخطط التي رسمها مستشارو الملك أوثون فلم يصبح أمام أثينا هدف محدد تصبو إليه.

وفي هذه الأيام لم يعد متبقيا من آثار هذه الخطة سوى أجزاء قليلة في وسط المدينة باستثناء الجامعة الكبيرة التي تربط ميدان سينتاجما المقر الجديد للمدينة وميدان أومونيا.

وتعرضت أثينا لهجمات عنيفة خلال الحرب العالمية الثانية وعانت من الحرب الأهلية بين عامي 1946 و1949 عندما تدفقت أعداد ضخمة من العاطلين إلى المدينة بحثا عن العمل ليرتفع عدد سكان المدينة من 600 ألف نسمة في 1940 إلى مليوني نسمة في الستينات.

ولم يتراجع تدفق المهاجرين من مختلف المناطق إلى أثينا في العقدين التاليين وأقيمت المباني الضخمة تاركة أطلال المنازل الصغيرة والحدائق في ظلالها لتتحول أثينا إلى ما يشبه بحر من الاسمنت.

وجاء انضمام اليونان إلى الاتحاد الأوروبي في العام 1981 ليحقق الرخاء للمدينة لكن تزامن ذلك مع ارتفاع معدلات الاستهلاك كما وصل عدد السيارات التي تنطلق في شوارع العاصمة حوالي مليوني سيارة بالإضافة إلى 5,1 ملايين دراجة بخارية ليصبح الزحام المروري إحدى الظواهر التي تعاني منها المدينة.

وجاءت استضافة دورة الألعاب الاولمبية المقرر إقامتها من 13 إلى 29 أغسطس الجاري لتمنح أثينا فرصة جديدة لتستعيد بريقها بعد أن أصبح تنفيذ بعض مشروعات البنية الأساسية من الأشياء الضرورية ومنها خطا المترو الجديدان وخط الترام الجديد وخط السكك الحديد الذي يربط الضواحي بالمطار بالإضافة إلى الكثير من المشروعات الأخرى

العدد 703 - الأحد 08 أغسطس 2004م الموافق 21 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً