واصل الاقتصاد الأميركي مسلسل فقدان الوظائف في شهر فبراير/ شباط الماضي، ليصل إجمالي من فقدوا وظائفهم خلال الشهور الستة الأخيرة إلى أكثر من 3.3 ملايين شخص، ويرفع بالتالي معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ ربع قرن، ليصل عدد العاطلين عن العمل 12.5 مليون أميركي.

وكشف تقرير البطالة الحكومي، الذي صدر الجمعة، أن نحو 651 ألفا فقدوا وظائفهم خلال شهر فبراير الماضي، وهو رقم أقل من ذلك الذي سجل في شهر يناير/ كانون الثاني، والذي سجل فقدان 655 ألف وظيفة، في حين كان عدد من فقدوا وظائفهم خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي 681 ألف شخص، وهو أعلى رقم يسجل خلال شهر واحد على مدى 59 عاما.

وارتفعت معدلات البطالة خلال شهر بنسبة 0.5 في المئة، حيث ارتفعت من 7.6 في المئة خلال يناير إلى 8.1 في المئة خلال فبراير، وهي أعلى نسبة منذ ديسمبر العام 1983، كما أنها أعلى من توقعات الخبراء والتي أشارت إلى نسبة 7.9 في المئة.

وكشف مسح شمل الأسر الأميركية أن 12.5 مليون شخص باتوا عاطلين عن العمل، وهو الرقم الأعلى الذي يتم تسجيله منذ بدء تسجيل مثل هذه الحالات في العام 1940.

ومنذ بداية العام 2008، ارتفع عدد من فقدوا وظائفهم إلى 4.4 ملايين شخص، وهو رقم يعادل عدد الوظائف في ولايات مثل جورجيا وميتشغان وكارولينا الشمالية، بحلول نهاية العام 2007.

ويتوقع كبير التنفيذيين في مؤسسة «أديكو غروب - نورث أميركا»، إحدى الوحدات التابعة لأكبر مؤسسة توظيف في العالم، تيغ غيلمان، أن يرتفع عدد العاطلين عن العمل خلال الشهور الخمسة المقبلة إلى 9 في المئة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أصدرت بيانا جاء فيه أن تقرير الوظائف والمشاكل الاقتصادية الأخرى هي السبب وراء تحركها السريع لتمرير حزمة الحوافز الاقتصادية في الكونغرس الأميركي الشهر الماضي.

من ناحية ثانية، وعلى الصعيد نفسه، ارتفع عدد العمال العاملين بدوام جزئي، الذين لا يستطيعون الحصول على وظائف دائمة أو تم اقتطاع ساعات العمل لديهم من 787 ألف عامل إلى 8.6 ملايين عامل في شهر فبراير.

وفقدان الوظائف أصبح عاما وأكثر انتشارا، حيث شمل إلى جانب المصانع وشركات الإعمار والبناء، معظم الأعمال الأخرى وقطاع الخدمات، وبلغ حجم فقدان الوظائف فيها نحو 100 ألف وظيفة مفقودة.

وسجل التقرير أيضا ارتفاع نسبة عدد الشركات في القطاع الصناعي التي قامت بتقليص الوظائف لديها إلى 83.2 في المئة، وهي النسبة الأعلى أيضا في هذا المجال