العدد 2375 - السبت 07 مارس 2009م الموافق 10 ربيع الاول 1430هـ

التسوق... نمط تتكيف معه الأسر وفقا لاحتياجاتها الشهرية

يؤدي أحيانا إلى تكدس المنتجات حتى تنتهي صلاحيتها

الوسط - محرر الشئون المحلية 

07 مارس 2009

تعتقد ربات البيوت أن شراء احتياجات الأسرة دفعة واحدة مع نهاية كل شهر، كفيل بتوفير متطلبات المائدة المتنوعة من دون الحاجة إلى التسوق أكثر من مرة خلال 30 يوما، إلا أن البعض يعتقد أن هذا التصرف غير صحيح.

وقد أثبتت الدراسات أن توزيع فترة التسوق طوال الشهر الواحد بمعدل زيارة واحدة أسبوعيا، كفيل بالتقليل من الهدر الحاصل حاليا، إذ تذهب معظم الأطعمة التي يتم شرائها إلى سلة النفايات بعد تعرضها للتلف نتيجة بقائها في الثلاجات لفترة طويلة من دون أن تستهلك.

وهذا الأمر بدوره يلقي عبئا كبيرا على الجهات المعنية بنقل الأوساخ، إذ تتراكم أكياس القمامة على امتداد اليوم، ما يجعلها مرتعا للقطط والكلاب الضالة لتعيث في محتوياتها وتثرها على الأرض في كل اتجاه، فضلا عن انبعاث الروائح الكريهة منها، ومظهر الأكياس الممزقة الغير حضاري الذي يسيء للمظهر الجمالي للمناطق.

والسبب الرئيسي لتكديس الأغذية خلال يوم محدد من الشهر، يعود إلى عدم وجود قائمة محددة بالمشتريات، ففي الغالب تستخدم الأسرة عربة لوضع كل ما تقع عليه أنظارها، من دون النظر إلى مدى الحاجة للسلعة أو ثمنها الذي ربما يكون مرتفعا فيلقي بعبء كبير على موازنة المعيل.

وبالنسبة للمواطن دلال حسن، فإنها تقوم بشراء الأدوات والمستلزمات المنزلية على فترات متقطعة وليسن دفعة واحدة، حتى لا تتعرض السلع للتلف أو تنتهي مدة صلاحياتها بينما هي مركونة في المخازن.

وأضافت حسن «عن نفسي لا أحبذ تجزئة المبلغ المخصص للاحتياجات الأسرية على مدى شهر، بل أحرص على أن يكون لدي مبلغ محدد أنفق منه وفقا للحاجة».

وأكدت أن إنفاقها على احتياجاتها الشخصية منخفض، وكل فرد من أسرتها لديه مصروفه الخاص الذي ينفق منه على نفسه ضمن موازنة مستقلة.

وأوضحت المواطنة حميدة السيد جعفر، أن زوجها يستخدم وسيلتين في عملية توفير احتياجات الأسرة، ففي بداية كل شهر يقوم بشراء أغلب الاحتياجات الضرورية، ومن ثم يوفر الأخرى الثانوية بحسب الحاجة إليها على مدى الأسابيع اللاحقة.

ورأت أن شراء متطلبات المنزل في وقت محدد، يساعد على توفير الوقت والجهد بدلا من الاستغراق في الذهاب والمجيء من وإلى محلات السوبر ماركت، إلا أنه يجب مراعاة عدم الإفراط في الشراء، حتى لا تضطر الأسرة إلى التخلص من المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية بإلقائها في حاويات القمامة.

ويعتبر البعض فكرة الذهاب أكثر من مرة إلى السوق بمثابة إجهاد بدني وذهني، وخصوصا مع الاختناقات المرورية الشديدة التي تشهدها الشوارع كل يوم في الفترتين الصباحية والمسائية، فضلا عن كثرة مرتادي محلات السوبر ماركت للتزود بالمؤن والغذاء، ما يجعل من التسوق مرة واحدة شهريا فكرة صائبة وعملية جدا.

وفي الجهة المقابلة، يجد آخرون أن التجول في محلات السوبر ماركت وتفقد ما على الرفوف يمثل متعة كبيرة تسمح باتخاذ قرار صحيح قبل شراء أي منتج بعد مقارنة سعره بالمنتجات الأخرى، إلا أن مثل هؤلاء ليس لديهم العزم الكافي للامتناع عن أخذ كل ما لا يحتاجون إليه لمجرد أنه مظهره الخارجي قد أعجبهم.

من جهة أخرى، ينصح المتخصصون في الشأن الأسري المستهلك بأن لا يقوم بالشراء بصورة عشوائية، وأن يحدد احتياجاته قبل الذهاب إلى السوق، ولا يشتري كمية كبيرة من المواد، ويسعى لجمع احتياجاته من السوبر ماركت في سلة وليست عربة حتى يحد من اندفاعه الشرائي، ولا يشتري أي غرض إلا بعد التأكد من حاجته الفعلية له ويتأكد من أنه لا يتوافر لديه في المنزل.

كما ينصحون بمراقبة ما يتم إخراجه من البيت إلى القمامة من مواد غذائية انقضت صلاحيتها ولم تستهلك وأن يتم مراعاة ذلك مستقبلا، وأن لا يحمل المستهلك النقود في محفظته بصورة مبالغ فيها حتى لا يفكر كثيرا بالشراء، ويقوم بمراجعة كمية الطعام المعدة يوميا للتأكد من عدم وجود فائض، وفي حال وجود فائض فليحرص على الاستفادة منه، ولا يبالغ في إعداد الولائم للضيوف، ويقتنص فرص التخفيضات للحصول على احتياجاته بسعر مناسب.

ويبقى أن التسوق هو منهجية وسلوك يتحرك في إطاره المستهلك وفقا لنمط معيشته وحياته اليومية، فهناك من لا يجد الوقت للذهاب إلى الأسواق كل أسبوع لكونه يعمل في وظيفة تستنزف من وقته الكثير، لذلك تراه يستغل فرصة فراغه للتزود بكل احتياجات أسرته، فيما آخرون لديهم متسع من الوقت يسمح لهم بالتسوق كلما دفعتهم الحاجة لذلك، ولا يضيرهم شيئا لو تكررت زيارتهم لمحلات السوبر ماركت أكثر من مرة شهريا

العدد 2375 - السبت 07 مارس 2009م الموافق 10 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً