لقد كنت كغيري من الناس، أحلم بأن أكمل الدراسة وبعدها أدخل إلى الجامعة كي أدرس ولا أكون كبعض الناس الذين لم يواصلوا الدراسة واكتفوا بالمرحلة الثانوية وبعضهم فقط بالمرحلة الإعدادية، وقد كنت أشفق لحالهم وأقول: لقد فوتوا فرصة عمرهم بالدراسة وسيندمون فيما بعد، فقمت أنا بإكمال دراستي الجامعية، وبعد آخر الامتحانات في الجامعة فرحت بأنني قد انتهيت من آخر امتحان لي في الجامعة وكنت في انتظار النتيجة بفارغ الصبر، وعند استلامي لإفادة التخرج من الجامعة لم أتمالك نفسي من الفرحة وقلت في نفسي: وأخيرا لقد حملت السلاح الذي سيعينني على شق طريقي في الحياة، وهنا بدأت مسيرة البحث عن الوظيفة التي قمت بالدراسة لها مدة سبعة عشر عاما من التعب والشقاء ولكنني صدمت في بداية طريق البحث، فلقد سئلت هل أملك خبرة عملية؟ وعندما أقول لا يقال لي للأسف لا يوجد لدينا شاغر لك، وبعدها توجهت إلى وزارة العمل من أجل أن الحصول على وظيفة، ولكن من دون جدوى، وعندها ذهبت إلى المسئولين في التوظيف بالوزارة فقالوا لي: أنت جامعي، فلذلك يجب أن تنتظر ستة أشهر على الأقل وبعدها إذا لم تعثر على وظيفة عد لي ثانية، وبعد مرور ستة أشهر وعندما لم أعثر على وظيفة مناسبة ذهبت إليهم على الوعد الذي تلقيته منهم، إلا أنني لم أكن أحظى بلقاء ذلك المسئول إلا بعد أن انتظر لساعة أو أكثر، وعندها يقوم بإرسالي إلى شركات تكون في وظائفها سخريه مني، فعلى سبيل المثال تعرض علي وظيفة أرشفة ملفات بمرتب 250 دينار، وكل مرة أرسل إلى وظيفة تكون غير موجودة أو لا تحتاج إلى مؤهل وليس فيها تطور، ولكن الذي جعلني أشعر بالندم هو رؤية زملائي في المدرسة والذين لم يواصلوا دراستهم وكنت أشفق عليهم بسبب ذلك، لقد كونوا عائلات ولديهم أطفال واستقروا في حياتهم وأنا من أردت أن أكمل دراستي أوشكت أن أكمل 25 عاما وأنا لا أعمل وليس لي عائلة كغيري، وليس لي واسطة غير الله.
ولكن لدي استفسار، من يقوم بمراقبة وزارة العمل في كل مرة تقول بأن هنالك معرضا للوظائف وتحتوي على آلاف الوظائف وعند الذهاب إلى هذه المعارض أجد أن غالبية الوظائف المعروضة مكررة من المعارض السابقة، والمشكلة الأكبر أن هذه الوظائف أساسا غير موجودة ولا يتم اكتشاف ذلك إلا بعد انتهاء المعرض وبعد مراجعة المرشدين في وزارة العمل. لذلك أرجو من المسئولين المختصين أن ينتبهوا لما يحصل في وزارة العمل، وثانيا أن يحاولوا أن يجدوا لي حلا أو بالأحرى وظيفة.
(الاسم والعنوان لدى المحرر
العدد 2375 - السبت 07 مارس 2009م الموافق 10 ربيع الاول 1430هـ