قال النبي الأكرم (ص) (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)، وقال (ص): (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)... هذه الأحاديث التي صدرت بها هذا المقال تعلمناها منذ نعومة أظفارنا... عندما كنا في المرحلة الابتدائية، ولكن عندما وصلنا إلى المرحلة الجامعية وجدنا أن ما هو موجود على أرض الواقع عكس ما تعلمناه!... فنحن طلاب الهندسة في جامعة البحرين وقعنا في متاهات القوانين غير المقننة من قبل المسئولين في الجامعة فأصبحنا لا نعرف الليل من النهار... فبعد دراسة دامت 4 سنوات ونصف السنة نفاجأ بمعاملتنا خريجي دبلوم في الهندسة!... بعد أن أمضينا هذه السنوات ونحن بين مطرقة الخطة الجديدة وسندان الخطة القديمة، فالمرشد يقول لنا إنكم مازلتم على الخطة الجديدة والمسئولون في التسجيل يقولون لنا عكس ذلك، وبعد انتهاء السنوات الأربع تخرجنا بشهادة الدبلوم ونحن نندب حظنا أننا كنا ننتمي إلى هذه الجامعة التي زادت الطين بلة عندما وضعت حدودا لمستقبلنا بحيث جعلت خريجي الدبلوم لا يمكنهم مواصلة الدراسة بل حتى منعت طلاب كلية الهندسة من التحويل إلى كليات أخرى إلا بشروط تعجيزية!
وبعد أن تخرجنا قضينا سنة كاملة بين دوامة البحث عن عمل وبين جامعة البحرين وبين وزارة التربية والتعليم، فالبحث عن العمل متعب جدا والأمر الذي يتعبنا أكثر أن وزارة العمل وأصحاب الشركات لا يميزون بين المتخرج من المدرسة وبين حاملي شهادة الدبلوم فكلاهما يتقاضيان مرتبا وقدره 150 دينارا! والجامعة أرهقتنا بقوانينها المجحفة ولذلك حق للطلاب أن يطلقوا عليها اسم «غوانتنامو البحرين»، ووزارة التربية ترفض أن تمنحنا موافقة للدراسة في الخارج بحجة أننا تخرجنا من الثانوية منذ فترة من الزمن... لكن الأمل ظل يساورنا وطموحنا الذي لا يقف عند شهادة الدبلوم بل يتعداها بكثير حتى يصل إلى الدكتوراه من أجل رفع اسم البحرين عاليا... إلى أن لاح بريق من الأمل بفتح أكثر من جامعة في مملكة البحرين وظللنا نتنقل من جامعة إلى أخرى من أجل الاستفسار عن قوانين هذه الجامعات لكي لا نقع في مصيدة القوانين مرة ثانية.
ولكنا صدمنا أن هذه الجامعات تتفنن في رسوم الدراسة إذ تصل رسوم الدراسة في بعض الجامعات إلى 1800 دينار في الفصل الواحد!... من أين ندفع هذه الرسوم ونحن كنا لا نستطيع أن ندفع مبلغا وقدره 120 دينارا عندما كنا في جامعة البحرين، ولا يوجد من المحسنين في هذا البلد من يكفلنا... لذلك أرفع هذه الرسالة إلى المعنيين في الدولة وأنا كلي ثقة بأن ينال هذا المقال اهتمامهم وأن يعمدوا إلى حل مشكلاتنا التي تحول بيننا وبين صناعة مستقبل زاهر يرفع اسم البحرين عاليا.
(الاسم والعنوان لدى المحرر
العدد 725 - الإثنين 30 أغسطس 2004م الموافق 14 رجب 1425هـ