والدي العزيز لقد رحلت عنا مبكراً لطالما انتظرنا رجوعك لنا وأنت في صحة جيدة نحن في أتم الشوق والحنين لرؤيتك ولكن شاء القدر أن يكون سفراً طويلاً من دون عودة الى بارئك الأعلى سبحانه وتعالى.
يوم رحيلك الجمعة أحسست بإحساس غريب، بكآبة تلف أعناق السماء، بحلكة سوداء، بصرخة مدوية، وبانقباض شديد في القلب، والدي العزيز لقد تحملت كثيراً وتألمت ولف جسدك الطاهر هموم ومعاناة الناس واحزانهم، فغدوت كأنك كهلاً قاربت المئة عام ولكن سمو قلبك الطاهر ومساعدتك لكل صغير وكبير جعلتك أمامنا في كل لحظة وثانية... صورتك لا تفارقنا أبداً صوتك «ها يبه» من تلفونك المحمول لا يفارق مسامعنا يرن في اذننا دائماً.
والدي العزيز انك لم تمت انت حاضر معنا في كل زاوية وطريق وشارع ومستشفى وسجن. وجهك الباش المنير، يدك المرفوعة إلى السماء الداعية الى الخير لكل الناس، سلامك الحار لكل عابر في الطريق، جموع الناس التي أتت من كل صوب لتحملك إلى مثواك الأخير، أتت لتودعك الوداع الأخير لتحملك على اكتافها كما حملت على كتفك الكثير من الموتى لن ننساك يا والدنا العزيز وستظل نتذكرك في كل دقيقة وسنسير على دربك ان استطعنا وسنظل في قلوب اهل وقرى وطنك سائلين المولى عز وجل ان يتغمد روحك الجنة وتكون من الفائزين بالدار الآخرة.
ابنتك التي لن تنساك
نورة (أم عبدالله
العدد 725 - الإثنين 30 أغسطس 2004م الموافق 14 رجب 1425هـ