العدد 750 - الجمعة 24 سبتمبر 2004م الموافق 09 شعبان 1425هـ

مواهب فذة يحطمها إعصار «السكلر» فمن يمنحها الفرصة؟!

شقيقي في الـ 26 من عمره، عشقه لمجال الكمبيوتر دعاه لأن يشارك أحد أصدقائه في تأسيس محل لبيع وتصليح الكمبيوتر إذ ساهم أخي بكل ما ورثه من أبيه من مال في عملية التأسيس تلك... ولأنه كان غريرا صغير السن لا يفقه في أمور التجارة استغله صديقه ذاك بأن جعله يقوم بزيارة الزبائن ومعالجة خلل أجهزتهم وصيانتها وبرمجتها، بينما هو يتقاضى أجور ذلك وتذهب إلى جيبه من دون أن يحصل أخي إلا على الفتات... هذا إن حصل! و كان يوهمه بأن الحال ستتغير... وذلك لم يحدث أبدا.

لم يطل الأمر فقد تم تصفية المحل بعد 6 أشهر وخرج أخي خالي الوفاض بخسارة ماله وجهده ووقته.

وجد شقيقي نفسه عاطلا عن العمل... ومع ذلك فقد استمر في هوايته التي يحبها بتصليح وبرمجة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بأخوته وأقاربه ومعارفه نظير كلمة شكر!

بعد طول صبر وانتظار اضطر إلى الالتحاق بكلية السياحة هربا من الفراغ والشعور بالضياع لا حبا فيها ومع ذلك فقد حقق نتائج متميزة، فبعد تخرجه منها بعام أرسلته وزارة العمل إلى أحد الفنادق للعمل، فلم يجد نفسه في هذا الموقع ليندفن وتدفن معه موهبته.

فجاهد للحصول على وظيفة لدى إحدى المؤسسات الصغيرة العاملة في مجال الكمبيوتر... وهو مبتغاه... ولكن صاحب العمل استغل حاجته فكان يوكل إليه مهام حمل الأجهزة في سيارته الخاصة من دون مساعدة والذهاب لتسليمها إلى الزبائن في طول البلاد وعرضها وتركيبها وتشغيلها وتعليم صاحبها كل شيء عنها فضلا عن معالجة أي عيوب فيها نظير راتب زهيد...

نسيت ان أذكر أهم نقطة وهي ان اخي مصاب بمرض نقص الخميرة (السكلر)...! لذلك فقد أرهقته مثل هذه الجهود والأعباء فما لبث بعد شهر ان سقط مريضا يشكو من آلام في كل بدنه... فاضطر الى الاستقالة على رغم إلحاح صاحب العمل عليه ان يتراجع عنها من دون وعود بتغيير نمط العمل!

بعد ذلك بأشهر وبمجهوده الخاص عثر على ضالته بوظيفة (فني كمبيوتر) في إحدى المؤسسات المتوسطة وكان سروره عظيما لذلك وعلى رغم ان توقيت الشركة يمتد حتى الثامنة والنصف مساء ولكنه مع ذلك وعلى رغم نوبات المرض التي تصيبه فإنه كان يحرص ويجاهد في الذهاب للعمل فيذهب وهو يعرج أو يلف ذراعه، ونظرا إلى كفاءته فقد وثق فيه صاحب المؤسسة ما جعله يتولى مهمات من هو أقدم وأكبر منه سنا في ورشة التصليح بل وكان ينوي جعله يتولى مسئولية ورشة التصليح عند انتهاء عقد عمل الموظف الأجنبي وخصوصا انه يتقن اللغة الإنجليزية وكان حلم أخي آنذاك أن يوفر مبلغا يستطيع من خلاله تحقيق طموحه في الدراسة والتوسع في المجال الذي يحبه.

ولكن كالعادة... فلم تطل فرحة أخي... بل عبس الحظ في وجهه... فبعد تكرار غيابه عن العمل نتيجة لنوبات المرض القاسية التي تلم به وتقعده عن الحراك... استدعاه صاحب المؤسسة وأسمعه الكثير من المديح والإطراء وذكر له ان زملاءه الأكبر سنا مبهورون به وبما يعرف... ولكن! لا يستطيع الاعتماد عليه مع كثرة تغيبه عن العمل بسبب مرضه... ولذلك فقد استغنى عن خدماته!

أخي منذ ذلك الحين وهو في حال نفسية سيئة من الهم والتفكير والقلق... فما ذنبه ليعاقب لأن الله سبحانه ابتلاه بهذا المرض... فيكون العقاب مضاعـفا... وما ذنبه في ذلك وهو لا دفع له ولا علاج؟!

هل يعيش أخي حياته من دون عمل أو أمل أو مستقبل يرتجى وهو ليس بالعاجز ولا البليد ولا الغبي أو الجاهل؟!

فمن يمنح أخي فرصة وينقذه من هذا الهم ويستفيد من موهبته وذكائه؟!

(الاسم والعنوان لدى المحرر

العدد 750 - الجمعة 24 سبتمبر 2004م الموافق 09 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً