على رغم إعلان وزارة التربية والتعليم أخيراً عدم حاجتها إلى تخصصات العلوم الاجتماعية (علم نفس وعلم اجتماع) فضلاً عن تخصص الديكور في الفترة الراهنة، وحاجتها إلى 42 تخصصاً فقط أعلنتها في شواغرها خلال مارس/ آذار الماضي، لم يعترِ العاطلون الاجتماعيون اليأس ودشنوا يوم أمس (الثلثاء) اعتصامهم الـ 42 في أكثر من 10 شهور أمام الوزارة مطالبين بتوظيفهم.

ووجهوا نداء خاصّاً إلى وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي آملين أن يصل صوتهم إليها ومتسائلين عن مدى وجود شواغر لهم في وزارتها في الإرشاد الاجتماعي ومراكز التأهيل، منوهين إلى أن مشكلتهم مشكلة وطنية وعلى جميع الأطراف التعاون لحلها بما فيها ديوان الخدمة المدنية والوزارات.

ولفتوا إلى أنهم محصورون في شواغر التربية والتنمية وذلك لطبيعة دراستهم المتخصصة، الأمر الذي لا يفتح لهم الأبواب لوظيفة مناسبة في القطاع الخاص وهو ما يفسر إصرارهم على الشواغر في هاتين الوزارتين.

جلسوا هذه المرة حاملين لافتاتهم أمام «التربية» وعلم مملكة البحرين في إشارة منهم إلى أن مطلبهم وطني، وأسفوا لإصرار الوزارة على تجاهل مطالبهم المتمثلة في تخصيص مرشد اجتماعي لكل 90 طالباً اقترحها مجلس النواب ولم تفعل حتى الآن فضلاً عن سكوت الوزارة عن شواغر الإرشاد النفسي وأحقية خريجي علم النفس والاجتماع بشغرها فضلاً عن شواغر تدريس مقررات المواطنة، خدمة المجتمع، التراث الشعبي، تلمذة التمهن ومقررات علم النفس الاختيارية التي تعطى لطلبة المرحلة الثانوية، لافتين إلى أن تلك المقررات يدرسها معلمو اللغة العربية والعلوم وبعض المعلمين من العرب والأجانب وطالبوا الوزارة بالإفصاح عن شاغلي هذه الشواغر .

وتابعوا أن صمت الوزارة طال أيضاً تفعيل توجيهات رئيس الوزراء الناصة على إدماجهم في سوق العمل، مستدركين بأن توجيه سموه جاء لجميع خريجي العلوم الاجتماعية لا خريجي الخدمة المدنية فقط، مبدين استياءهم من تدشين الوزارة لامتحانات ومقابلات التوظيف منذ الأسبوع الماضي من دون النظر في مشكلة العاطلين الاجتماعيين.

وذكروا أن ملفهم معلق منذ زهاء تسع السنوات مع تخرج الدفعة الأولى في تخصص الخدمة الاجتماعية وفتح تخصص علم الاجتماع الذي لم يوظف فيه أي خريج حتى الآن، مستدركين بأن سياسة وزارة التربية والتعليم بإقصائهم من امتحانات التوظيف في كل عام من شأنها أن تزيد من أعداد العاطلين وتفاقم المشكلة.

وقالوا: «وزارة التربية والتعليم فتحت التخصصات من دون أدنى تخطيط لمخرجاتها، وتتذرع بأسباب غير مقنعة ولا منطقية والأدهى أنها مازالت تبتعث العشرات سواء خارج مملكة البحرين أو في جامعة البحرين في تلك التخصصات وتصرف الموازنات لتدريسهم وفي المقابل الكل ينضم إلى صفوف العاطلين من دون استغلال لهذه الخبرات».

وناشدوا رئيس الوزراء إيجاد حل لهم بعد أن سدت في وجوههم كل الأبواب وباتوا عاطلين لأكثر من 7 سنوات.