التقي المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل من جديد أمس (الخميس) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار جهوده لإطلاق مفاوضات غير مباشرة مع الفلسطينيين.

وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في إسرائيل إن «ميتشل سيلتقي في تل أبيب وزير الدفاع إيهود باراك قبل أن يلتقي مجدداً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو». وأضاف المتحدث أن ميتشل سيلتقي اليوم (الجمعة) الرئيس شيمون بيريز ثم زعيمة المعارضة تسيبي ليفني قبل أن يستقبله الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) مساءً في رام الله.

ومن المقرر أن تجتمع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في اليوم التالي لإقرار استئناف الحوار غير المباشر مع الإسرائيليين المعلقة منذ نهاية العام 2008. وبعد جولة مكوكية جديدة بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين يتوقع أن يعلن ميتشل رسمياً بدء المباحثات غير المباشرة السبت أو الأحد قبل أن يغادر المنطقة وفقاً لمسئول فلسطيني كبير.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن محادثات السلام غير المباشرة مع إسرائيل ستشمل قضايا المرحلة النهائية خاصة الحدود والأمن. وشدد المالكي في مؤتمر صحافي مع نظيره التشيكي يان كوهوت، عقب اجتماعهما في رام الله، على مطلب السلطة الفلسطينية بضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي بشكل شامل لإنجاح الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام.

وكان أبومازن كشف عن ضمانات أميركية بألا يكون هناك أي نوع من الأعمال الاستفزازية من أي طرف يمكن أن تؤثر على الطرف الآخر أو تضر بالمفاوضات. أوضح في حديث مطول مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته أمس أن «مشروع الدولة الذي تقدمت به الحكومة، تم بموافقتنا... وما تقوله الخطة هو أنه من الآن وحتى عامين، لا بد من أن نكون جاهزين للدولة الفلسطينية المستقلة... لا أن نعلن عن الدولة... لأن الإعلان لا بد أن يكون بالاتفاق».

في هذه الأثناء، رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس تصريحات الرئيس الفلسطيني التي قال فيها «إن الشعب الفلسطيني لا يقبل بالمقاومة المسلحة». وقال القيادي في حركة «حماس»، صلاح البردويل، في بيان صحافي: «إن الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني تؤمن بالمقاومة المسلحة... ودفع أثماناً غالية على مدار تاريخه من أجل تحقيق حريته». وأضاف «الحرية لا يمكن أن تنال إلا بالقوة... وعباس في حديثه خالف حتى المنطق الطبيعي للإنسانية... الذي عرفه البشر والقاضي بضرورة الدفاع عن الأرض والمقدسات».

ميدانياً، قالت مصادر فلسطينية إن قوات إسرائيلية مدعمة بالدبابات والجرافات توغلت ظهر أمس داخل الأطراف الشرقية جنوب شرق غزة. ذكرت المصادر أن أربع دبابات وتسع جرافات توغلت مئات الأمتار شرق منطقة جحر الديك، جنوب شرق غزة، وسط إطلاق نار كثيف لم يسفر عن وقوع إصابات.