العدد 756 - الخميس 30 سبتمبر 2004م الموافق 15 شعبان 1425هـ

مع أنثى

بلاد القديم - أحمد الدفاري 

30 سبتمبر 2004

أن تعيش بهلوانا مع أنثى خيراً لك من أن تعيش ملكا على الذكور. فأنت حين تعيش مع أنثى تكون بهلوانا لمرحها وملكا على قبائلها، إذ ستمتلك قبيلة الملامح، قبيلة الجسد، قبيلة القلب، وقبيلة العواطف وسترصف بدمك ممرات شرايينها، وستبني لك قصرا فوق أرض قلبها، وستختبئ في زواياها إذا حل الشتاء، وستنعم بدفء كلامها إذا وقع الصيف. وتضيء لك الليل بعينيها، وتحميك من المطر بشعرها، وتأويك من الجوع بحسنها، وتحصنك في المخاطر بمكرها.

الحياة مع أنثى هي خضوع الدنيا للربيع، والحديث مع أنثى هو أغنى من حديث الفلاسفة. والرقص مع أنثى هو نسج أوتار الشمس بدفوف أوراق الشجر، وإيقاع النسيم بجري البحر. والجلوس مع أنثى هو جلوس الأمراء بحضرة الملك، والسفر مع أنثى هو التجول في حديقة قصرك.

مع أنثى تُبرز الزهور روائحها، ويكتمل وجه الحقل بملامحه الخضراء، وتتنافس الشمس مع السحب لكسب دور البطولة، وتخضع النجوم للبدر، وتتعانق الأمواج فوق شواطئ دافئة، وتغسل الأشجار شعرها بالعليل

العدد 756 - الخميس 30 سبتمبر 2004م الموافق 15 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً