أمي أنجبت أختي منذ قليل
وأفرحت الجميع
ما عداها هي
لم تكن فرحة
أو أنها فرحة قلقة
لبكاء أختي المتواصل وصراخها
فكان بكاؤها يدوي الغرفة
وكان قلب أمي يستشعر أن
خطراً يداهم تلك الصغيرة
وان غراباً أسود يحلق فوق رأسها
ليسرق البريق الذهبي الذي يطوق براءتها
وحدس أمي لم يخب يوما من الأيام
كنت خائفة على أختي الصغيرة
ولكن ما الذي سيحدث لها
وهي للتو مولودة... وأمامها كل المستقبل
لم أكن أمتلك قلباً مثل أمي
كي أستشعر عن بعد
ودارت في مخيلتي أفكار كثيرة لخوف أمي عليها
ولم أكمل تساؤلاتي في داخلي
حتى وصلت صواريخ المنية
واختطفت أختي في لمحة بصر
بشظايا العنجهية
فعرفت آنذاك ما سبب بكاء أختي
الذي لم يكن يتوقف
فكانت تصرخ صرخة الموت الأبدية
وتدعو الأمة وتقول لهم
لا تتركونا... انصرونا
أوقفوا الحرب
ففي حروبكم... نحن الضحية
العدد 756 - الخميس 30 سبتمبر 2004م الموافق 15 شعبان 1425هـ