وجه ضابط إسرائيلي برتبة رائد لطمة قوية لجيش وحكومة الاحتلال، إذ كشف عن قيام الجيش باستغلال سيارات الإسعاف لنقل الأسلحة والمستعربين إلى داخل الأراضي الفلسطينية.

وقال الضابط لصحيفة «معاريف» إنه شارك في عملية «السور الواقي» العام 2002 وتفاجأ بقيام الجيش باستخدام سيارات الإسعاف في عمليات قتالية، ونقل الأسلحة إلى داخل الأراضي الفلسطينية أو القبض على مطلوبين من خلال اختفاء ضباط فيها.

وكانت «إسرائيل» شنت حملة إعلامية قبل أيام زعمت فيها قيام برنامج غوث وتشغيل اللاجئين (الانروا) بنقل صواريخ «القسام» بسيارات الاسعاف تابعة لها، وهو ما تأكد كذبه أمس الأول.

إلى ذلك، عُثر على مخزن مواد متفجرة ومستندات باللغة الروسية، تشرح كيفية صنع العبوات في إطار مخططات المستوطنين لتفجير المسجد الأقصى.

ونفى قيادي «حماس» محمود الزهار أمس وجود أية ضغوط فلسطينية أو عربية على الحركة من أجل وقف إطلاق «القسام» على «إسرائيل». وسقط أمس صاروخا «قسام» في سديروت بينما استشهد ستة فلسطينيين، بينهم طفلان وفتى.

من جهة أخرى، طلبت الولايات المتحدة إيضاحات من «إسرائيل» بشأن تصريحات مدير مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون، دوف فايسغلاس التي وصف فيها خطة «فك الارتباط» بأنها «تعني تجميد عملية السلام».

استشهاد ستة فلسطينيين... وأميركا تطلب إيضاحات بشأن تصريحات فايسغلاس

«حماس» لن توقف «القسام» حتى تنهي «إسرائيل» عدوانها

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات

أكدت حركة «حماس» أنها لن تتوقف عن إطلاق الصواريخ، حتى يوقف العدو الإسرائيلي كل ممارساته، وطالبت الولايات المتحدة «إسرائيل» بإيضاحات بشأن تصريحات مستشار رئيس الوزراء دوف فايسغلاس، في وقت استشهد فيه أمس بنيران قوات الاحتلال ستة فلسطينيين، بينهم طفلان وفتى.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» سعيد صيام أن حركته أوضحت لجهات عربية وفلسطينية موقفها من إطلاق صواريخ «القسام» إذ أفاد بأن ممثلي الحركة أوضحوا أن إطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات لن يتوقف وهو أمر ثابت ولم يتغير.

وقال صيام في تصريح صحافي له إن المقاومة هي حق مشروع للشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه أمام جرائم الاحتلال بالإضافة لصواريخ «القسام» التي تعتبر أحد وسائل المقاومة للرد على عمليات الاغتيال والمجازر وهدم البيوت التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم.

وسقط صباح أمس صاروخا «القسام» في مدينة سديروت أطلقهما أفراد من المقاومة، وقالت مصادر إسرائيلية إن احد الصاروخين سقط في شارع مؤد إلى المدينة فيما سقط الآخر على حي سكني وان هناك عدة إصابات بالهلع بين الإسرائيليين.

وأعلنت كتائب «الشهيد عز الدين القسام» الذراع العسكري لحماس في بيانين منفصلين أنها قصفت مستوطنة «سيدروت» بثلاثة صواريخ ما أدى بحسب المصادر الإسرائيلية إلى تدمير احد المنازل داخل المستوطنة.

كما قصفت المقاومة المستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ وقذائف الهاون وتصدت للدبابات شمال غزة وفجرت دبابة شمال مخيم جباليا.

وأعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت مستوطنة «نتسرحازاني » بصاروخين من نوع «قدس 1» ردا على اغتيال قائد «سرايا القدس» بشير الدبش واغتيال مرافقه ظريف العرعير وتعهدت في بيان لها بمواصلة عملياتها ردا على جرائم الاحتلال المتواصلة.

وبدورها أعلنت كتائب «شهداء الأقصى» الذراع العسكري لحركة فتح أن مقاتليها تمكنوا من تفجير دبابة إسرائيلية بعبوة ناسفة كبيرة الحجم شمال مخيم جباليا.

أما كتائب «القسام» فقد أعلنت إطلاق ثلاث قذائف هاون باتجاه المستوطنات الواقعة قرب منطقة تل زعرب جنوب مدينة رفح.

كما طالبت كتائب «شهداء الأقصى» أفراد المقاومة الفلسطينية التي تتصدى للاحتلال في مخيم جباليا عند القيام بتحميل المواد القتالية أو نقلها من سيارة إلى أخرى بضرورة الاهتمام الكامل بألا يحدث ذلك تحت سماء مكشوفة والاختفاء تحت ساتر أو عريشة والابتعاد عن الأماكن المفتوحة واتخاذ الإجراءات الأمنية لتجنب المراقبة الإسرائيلية من خلال الجو.

دعوة للفلسطينيين

ودعت الكتائب في بيان لها المقاتلين في محافظة شمال قطاع غزة كافة وتحديداً في مخيم جباليا إلى التعاون مع المواطنين لتغطية وتعريش الشوارع الفرعية والضيقة من خلال قطع القماش والبطانيات والشوادر والنايلون.

وحثت الكتائب المقاتلين على الابتعاد عن ردود الفعل العاطفية والانفعالية خلال مباغتة الجيش في مهاجمتهم وعدم التجمع والتجمهر في مكان واحد، إذ تمكنت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية أخيراً من تنفيذ الكثير من عمليات الاغتيال والتصفية من خلال الصواريخ الموجهة التي تتميز بها وارتفعت وتيرتها بوضوح منذ بداية الاجتياح لمحافظة الشمال.

أميركا تطلب إيضاحات

وفي سياق ثانٍ، طلبت الولايات المتحدة من «إسرائيل» تقديم إيضاحات للتصريحات التي أدلى بها مدير مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون، دوف فايسغلاس التي وصف فيها خطة شارون لـ «فك الارتباط» مع الفلسطينيين بأنها «تعني تجميد عملية السلام». وذكرت صحيفة «هآرتس» في تقرير لها أمس أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم ايرلي، أوضح أن الولايات المتحدة أبلغت «إسرائيل» أن تصريحات فايسغلاس لا تتمشى والموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية الذي قدمته إلى واشنطن، مشيرا إلى أن «إسرائيل» أبلغت الولايات المتحدة استمرار التزام شارون بـ «خريطة الطريق» ورؤية الرئيس جورج بوش لإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

من جهته، أشار الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات في تصريح صحافي له من داخل سجنه في مدينة أريحا الفلسطينية إلى أن التجربة النضالية الفلسطينية أثبتت أن تأثير اغتيال القيادات على التنظيمات لحظي، لأن قيادات جديدة تبرز لتحمل المسئولية، ولذلك فشلت تل أبيب في وقف نشاط التنظيمات الفلسطينية من خلالها.

ميدانيا، استشهد أمس الطفلان سليمان أبوفول (13 عاما) ورائد أبوزيد (14 عاما) في شمال قطاع غزة إثر قصف منازل الفلسطينيين بقذيفة دبابة إسرائيلية بالقرب من نادي شباب جباليا.

إلى ذلك، استشهد محمد أبوسيف (17 عاما) متأثرا بجروحه التي كان أصيب بها بداية هذا الشهر إثر قصف قذيفة دبابة تجاه المواطنين في مخيم جباليا.

وفي خان يونس قالت مصادر فلسطينية إن اشتباكا مسلحا وقع بين مقاتلين وقوات الاحتلال أسفر عن استشهاد فلسطينيين. كما استشهد لؤي حمد متأثراً بجروحه إثر إصابته جراء انفجار قذيفة أطلقتها دبابة.

الأمم المتحدة: «إسرائيل» تتحمل مسئولية كارثة غزة

غزة - الوسط

ذكرت مصادر إسرائيلية أن العملية العسكرية لقوات الاحتلال في قطاع غزة، تعرضت إلى ضربة دبلوماسية قاسية، وذلك في أعقاب تقرير للأمم المتحدة تحذر فيه من كارثة إنسانية في قطاع غزة جراء الاحتلال الإسرائيلي.

وتفيد المعطيات التي جاءت في التقرير الذي بدأ إعداده قبل العملية العسكرية «أيام التوبة»، أن ما يقرب من 70 في المئة من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر. وصرح رئيس المكتب الإسرائيلي للوكالة، ديفيد شيرر، أن العمليات العسكرية للجيش أدت إلى تفاقم الوضع. وشارك في إعداد التقرير 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة برعاية الوكالة للشئون الإنسانية