يزور وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط الأراضي المحتلة الشهر المقبل، بينما اتهم رئيس الكنيست الإسرائيلي رؤوبين ريبلين رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون بخيانة أرض «إسرائيل»، في وقت استشهد فيه ثلاثة فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال في قطاع غزة.
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس أن وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط سيقوم خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بزيارة عمل لـ «إسرائيل». وقال متحدث باسم الوزارة إن الزيارة ستتناول أساساً خطة الانسحاب الأحادية من القطاع على الحدود مع مصر، وان أي موعد لم يحدد حتى الآن لهذه الزيارة.
وإسرائيلياً، خرج رئيس الكنيست رؤوبين ريبلين ضد رئيس حزبه (الليكود) ورئيس الحكومة شارون، متهماً إياه بخيانة ما يسميه «أرض إسرائيل» إذ قال ريبلين في رسالة شخصية وجهها إلى 3000 عضو في مركز الليكود «إن إخلاء المستوطنات لن يتوقف على غزة وشمال الضفة الغربية، بل سيقود إلى انسحاب إسرائيلي من الضفة والقدس الشرقية».
وأضاف «إن من يعتبر نفسه محتلاً في غوش قطيف، لن يتمكن من وقف التراجع ويصعب التصديق، لكن هذا سيطبق على أيدي الليكود، على أيدي الحركة وما الذي سنقوله للجمهور في المرة المقبلة عندما سنطلب ثقته؟ ما الذي سنشرحه له؟ هل نقول له مثل بعض أولئك الذين ترنو عيونهم إلى قيادة الليكود والدولة، إننا أخطأنا على طول الطريق؟ بأننا محتلون في بلادنا؟».
وذكر ريبلين في رسالته «لقد فشلنا لأننا بتنا نسمع من قادة المعسكر القومي تصريحات لم يجرؤ على قولها في السابق حتى رجال اليسار»، وبرأيه يمر الليكود في حال انشقاق ولن يكون له أي وجود من دون الإخلاص لما يسميه «أرض إسرائيل».
وهاجم ريبلين الوزيرين عوزي لنداو ويسرائيل كاتس لأنهما لم يستقيلا من الحكومة فور تصديقهما على خطة الانفصال التي يعارضانها، كما هاجم الأصوات المطالبة بإجراء استفتاء شعبي، وفي مقدمتهم الوزراء نتنياهو وشالوم ولفنات.
إلى ذلك أعلن النائب العربي عن الحركة الإسلامية رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست عبدالمالك دهامشة، أن القائمة العربية الموحدة ستصوت يوم الاثنين المقبل في الكنيست إلى جانب تمرير الانسحاب من غزة وشمال الضفة.
تحذير من مسّ الأقصى
إلى ذلك حذرت مصادر عالية المستوى في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية من أن عناصر اليمين المتطرف تعتبر أن المس بالمسجد بالأقصى سيخلق واقعاً يكون معه من المستحيل تنفيذ خطة الفصل، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بمجرد تقديرات، بل يعتمد على معلومات تلقتها الأجهزة الاستخبارية وتم نقلها للمستويات السياسية والعسكرية في الدولة.
ويزعم اليهود المتطرفون في معظمهم بأن الحرم القدسي مقام على أنقاض هيكل سليمان، ويعتبرون المشي في باحة الحرم تدنيسا للمكان المقدس، لذلك حظروا دخول اليهود إلى الحرم طول الوقت قبل قيام «إسرائيل».
وكان الحاخامان الأكبران جددا هذا التحريم بعد احتلال «إسرائيل» للحرم والقدس، سنة 1967 والتزم اليهود بهذا الأمر حتى سنة 1993 ولكن بعد توقيع اتفاقات اوسلو وبدء الحديث عن إمكان إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، أقيمت حركة يمينية متطرفة باسم «أمناء الهيكل»، راحت تدعو اليهود إلى الصلاة في باحة الحرم.
كما أصدر الحاخام الأكبر في «إسرائيل» يونا مشيجر أمراً يمنع بموجبه اليهود من الدخول إلى باحة الحرم القدسي الشريف (المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة)، وقال في فتوى أصدرها إن هذا المكان مقدس جداً بالنسبة إلى اليهود، والدوس بالأقدام عليه حرام.
حملة يهودية لإلغاء قانون
وفي السياق ذاته، بدأ نشطاء حركة «كاخ» اليهودية اليمينية المتطرفة حملة لإلغاء القانون الذي يعتبر حركتهم «تنظيماً إرهابياً»، وذلك في الوقت الذي أيد فيه نحو ثلث الإسرائيليين عودة الحركة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن نشطاء الحركة سيحيون بعد أسبوعين الذكرى الـ 14 لمقتل مؤسسها الحاخام مئير كهانا، وقرروا فتح حملة «لتبييض» صفحة حركتهم، وإتاحة الفرصة أمام عودتها إلى حلبة الحوار السياسي في الدولة العبرية. ومن بين ما سيقومون به تعليق لافتات كبيرة تطالب بإعادة الحركة إلى الحلبة السياسية، وتوزيع منشورات وملصقات بهذا الشأن.
وميدانياً، أعلن أن جيش الاحتلال قتل مقاومين فلسطينيين حاولا التسلل عبر معبر ناحل عوز شرق غزة في مهمة جهادية، عندما اقتربا من الجدار الفاصل.
وكان جنود الاحتلال اكتشفوا وجود الناشطين بعد أن كانا اقتربا من الجدار الأمني، مستفيدين من الضباب والأشجار والمباني القريبة من المكان، وأطلق الجنود النار عليهم فأردوهم قتلى. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن أحد الشهداء هو إسلام الوادية (22 عاماً) من عناصر «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي والمجاهد الآخر من كتائب «شهداء الأقصى» الذراع العسكري لحركة فتح.
إلى ذلك استشهد صباحاً شاب فلسطيني متأثراً بجروحه التي أصيب بها في الاجتياح الإسرائيلي الأخير لمحافظة شمال غزة.
الوزارات الإسرائيلية قدمت مساعدات للبؤر الاستيطانية
القدس المحتلة - الوسط
كشف تقرير رسمي أن غالبية الوزارات الإسرائيلية قدمت مساعدات كبيرة للبؤر الاستيطانية العشوائية، وأفاد التقرير - الذي سيقدم قريباً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون - بأنه تمت إقامة البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية من خلال تجاهل السلطات الإسرائيلية لها، وأحياناً بمساعدة كبيرة من جانب الحكومة. وأوضحت صحيفة «هآرتس» أمس أن المحامية طاليا ساسون، التي عينها شارون أخيراً لفحص المكانة القانونية للبؤر الاستيطانية العشوائية، هي معدة التقرير. وبحسب تقرير ساسون، فإن غالبية الوزارات الإسرائيلية قدمت مساعدات كبيرة للبؤر الاستيطانية التي تم إنشاؤها بصورة غير قانونية، وان وزارة المعارف الإسرائيلية اهتمت بافتتاح رياض أطفال وغرف دراسية في البؤر الاستيطانية ومولت عمل المعلمين فيها، وان شركة الكهرباء (الحكومية) ووزارة الطاقة عملتا على مد شبكة كهرباء فيما مولت الحكومة شق الطرق إلى هذه البؤر الاستيطانية. ووصل حجم الدعم المالي الحكومي للبؤر الاستيطانية في السنوات الأخيرة إلى عشرات ملايين الدولارات
العدد 777 - الخميس 21 أكتوبر 2004م الموافق 07 رمضان 1425هـ