دعوة أقدمها الى السادة النواب الأفاضل فحواها أن «قل خيرا أو اصمت»، وليعذروني إن كنت قاسياً (إشوي اليوم) فأخال السادة نوابنا قد تعودوا على القساوة في الصحافة، وإن هم لم يحصلوا على هذه الحصانة التي يحلمون بها من الحديث عنهم في الصحف، ولا تعلم فلربما يظهر علينا أحدهم باقتراح برغبة أو بقانون بعدم ذكرهم أو ذكر أخبارهم إلا بما هم يريدون، يعني وباختصار إما أن تطبل لهم أو أن تقف جمهوراً مغلوباً على أمرك!
فهم طالبوا بالكثير لهم ولجيوبهم، وأقصد هنا نوابنا... نواب الشعب البحريني! كما أنهم رتبوا أمورهم وأمور مستقبلهم من وظائف حكومية أو تعيينات مستقبلية تراها جلية في مواقف بعضهم في المصائب والمشكلات الوطنية التي لا تخفى حتى على ابني فواز ذي الأربع سنوات. وفي المقابل تراهم - بل لنكن دقيقين أكثر - ترى بعضهم يتبجح ويتسابق بجعل وتصوير البحريني بذاك الطرار الذي يستجدي الخمسمئة دينار تارة، والخمسين دينارا تارة، وهم يعلمون علم اليقين أن اقتراحات كهذه سترفض من الحكومة، ولكنهم يتسابقون عليها «ليش ما أدري»؟!
إن هم لا يعلمون ما لهذه النوعية من الاقتراحات من تأثير على نفسية المواطن البحريني المسكين والمغلوب على أمره، فأنا سأعلمهم... من الناحية النفسية وعلى المستوى الاجتماعي فهي تجعل المواطن يحس بالإذلال وهذا أعتبره شخصياً جزءاً من الحرب النفسية، وزيادة في حدة الإحباط بين الأوساط أكثر مما هي موجودة الآن، هذا مثال واحد ولم ندخل في تفاصيل البلبلة التي تثيرها مثل هذه التصريحات والتي تصور الحكومة حين رفضها بالبخيلة أو المقصرة في حق مواطنيها وهذا موضوع آخر له تفاصيله.
على المستوى الخارجي، أرى أن هذه النوعية من الاقتراحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع تؤثر تأثيراً سلبياً على الاقتصاد البحريني مع الخارج وخصوصاً المستثمرين الجدد الذين سيكوّنون فكرة بأن هذا البلد فقير (مدقع) في فقره، ومستواه المعيشي سيئ جدا، إذ سيساعد هذا على نشر غسيلنا الاقتصادي في الخارج وهذا ما لا يريده النواب بالتأكيد، وإلا فأين الصورة الحسنة التي سيتصورها الغرب عنا بمثل هذه الاقتراحات البدائية السيئة؟!
ومن هنا أيضاً فلأنتهز الفرصة وأقترح عليهم اقتراحاً أراه أجدى من بعض اقتراحاتهم على الأقل، فإن كانوا مهتمين (وحارقين روحهم) على الفقراء بهذه الدرجة، فلم لا يفتحون صندوقاً يتم من خلاله استقطاع (ريحة) من رواتبهم التي تبلغ 2300 دينار وتخصص للفقراء والمعوزين الذين تغص الصناديق الخيرية بهم، هذا ولأذكرهم بقيمة الـ 12 مليون دينار بحريني وليس عراقياً التي صرفوها مقابل عروض مسرحية تحت قبة البرلمان ظللنا نتابعها طوال العامين الماضيين
العدد 783 - الأربعاء 27 أكتوبر 2004م الموافق 13 رمضان 1425هـ