العدد 783 - الأربعاء 27 أكتوبر 2004م الموافق 13 رمضان 1425هـ

حمايتك

المخدرات والكحول

سونيا برزي محمد

قال الله تعالى «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» (الرعد: 28) لا شك في أن المجتمعات التي تتمسك بأصول دينها لا تقرب الخمر أو المخدرات. إن موقف الإسلام من تحريم الخمر والمخدرات صريح وواضح فمن المبادئ الأساسية الابتعاد عن كل ما هو ضار بصحة الإنسان... وإن تعاطي المخدرات يؤدي إلى مضار جسمية، نفسية واجتماعية للمتعاطي ويقول الله تعالى في كتابه المجيد «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» (البقرة: 195). والتربية المناسبة للإنسان المسلم أساسها الإسلام تستمد محتواها ومنهجها من تعاليمه وأحكامه وتتماشى مع الفهم السليم لمقاصده ومبادئه فهي المنهاج الأمثل لحياة المسلمين جميعاً توجه مسيرتهم العلمية والعملية نحو الرقي والتقدم، وتحمي خطاهم من الانحراف والزيغ والضلال. إنها منهج التنشئة الأمثل للإنسان المسلم وهي الأرضية التي يرسو عليها دعائم حياته وشخصيته ويتخذها دليلا لسلوكه ومواقفه في الحياة، فهي هويته ومرجعيته الثقافية والفكرية. فلنغتنم شهر رمضان الكريم في تهذيب أنفسنا والابتعاد عن كل ما يغضب الله وأولها المخدرات والكحول إذ الإقلاع عنهما ليس سهلاً ولكن يستطيع أي شخص لديه الرغبة الحقيقية في أن يحيا حياة سعيدة خالية من مشكلات المخدرات والكحول أن يعبرها بنجاح وذلك عن طريق الآتي:

- لا تتخوف من أعراض السحب: أزل من ذهنك كل الصور الماضية التي شاهدتها في التلفزيون أو السينما والتي وصفها أصدقاؤك عن الآلام والمعاناة والأعراض الناتجة عن توقف التعاطي.

بالتأكيد ستعاني في الأيام الأولى من بعض الأعراض الناجمة عن سحب الكحول والمخدرات. وهذا يجب ألا يقلقك لأنه يعني أن جسمك يقوم بالتخلص من بقايا الكحول أو المخدرات الموجودة في جسمك كما أن تلك الأعراض ليست خطيرة لا تتعدى بعض أعراض الانفلونزا وخصوصا إذا كنت تتعاطى كمية معقولة من الهيروين أو الكوكايين. أما إذا كنت تتعاطى الكحول فقد تصاب ببعض الارتعاش والأرق وقلة التركيز. ففي حالات قليلة تصاب بحال من الخلط الذهني إذ ترى وتسمع خيالات لا وجود لها وقد تصاب بنوبات صرعية. ففي هذه الحال يجب أن تذهب إلى المستشفى.

- تخلص من الكحول أو المخدرات: تخلص من أية كحول أو مخدرات بحوزتك في البيت أو في السيارة برميها في المرحاض. اسحب فيشة التلفون لكي لا يتصل بك أي مدمن أو مروج للكحول أو المخدرات. تخلص من أرقام تلفونات أصدقائك المدمنين أو المروجين وحاول نسيانها تماماً. ابتعد عن الأماكن التي كنت تشرب أو تتعاطى فيها أو تلتقي أصدقاءك المدمنين أو المروجين.

- اطلب المساعدة:ابتعد عن أصدقائك المدمنين الذين مازالوا يتعاطون الكحول والمخدرات. قضاء أوقات أطول مع عائلتك أو أصدقائك الذين لا يتعاطون سيساعدك كثيراً وخصوصا إذا علمت عائلتك بأنك قررت الإقلاع عن تعاطي الكحول أو المخدرات فسيقدمون لك بالتأكيد دعماً وتشجيعاً.

- تذكر اللحظات والأوقات السيئة: كلما راودتك نفسك للشرب أو التعاطي حاول أن تتذكر المواقف المحرجة أو المؤلمة التي حصلت لك بسبب الشراب أو التعاطي. والأضرار التي سببتها لنفسك وللآخرين.

- تجنب الجوع والغضب والوحدة والتعب: تناول عدة وجبات مغذية، تجنب الوحدة بالجلوس والخروج مع عائلتك. حافظ على أناقتك ونظافتك الشخصية باستمرار. مارس الرياضة. تمسك بأداء الشعائر الدينية وخصوصا الصلاة والتأدب بآداب الإسلام وقيمه وفضائله.

وهناك علاج طبي يعتمد على إعطاء المدمن دواء يمنع من ظهور أعراض سحب العقار المسبب للإدمان ومن ثم إيقاف هذا الدواء تدريجياً.

الأثر السلبي على الحياة الجنسية

هناك تصور بأن للمخدرات تأثيراً إيجابياً على الناحية الجنسية ولكن هذا التصور هو أوهام زائفة. ففي دراسة أثبتت أن المدمنين كانوا يركزون في فترة مراهقتهم على الناحية الجنسية وكانوا ضحايا المفهوم الخاطئ عن تأثير المخدرات على اللذة الجنسية وعندما يفشل المخدر في تحقيق الإشباع الجنسي لديهم فإنهم يلجأون إلى زيادة الكمية المخدرة وهكذا.

وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن تدخين الحشيش يضعف القدرة الجنسية للرجل إلى النصف ويجعل قدرة الشاب الذي يبلغ الخامسة والثلاثين من عمره في مستوى من بلغ السبعين من عمره.

وأثبتت الدراسات كذلك أن المخدرات تشوه المواليد وهي تعتبر أهم العوامل الرئيسية المسببة للإجهاض.

طبيبة عائلة بمركز البديع الصحي

العدد 783 - الأربعاء 27 أكتوبر 2004م الموافق 13 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً