رفض أهالي قريتي الدير وسماهيج مقترح سكن العزاب الذي أقره المجلس البلدي في محافظة المحرق أخيراً. وأبدى الأهالي مخاوفهم من تحول هذا السكن إلى كيان مستقل يصعب التعامل معه، وأشار أحد الأهالي إلى أنه «لنفترض تجميع 30 ألفاً من الأجانب وهذا لن يحصل لأن العدد سيتجاوز هذا الرقم بكثير، فمن سيتمكن من الدخول، وأي شرطي سيتجرأ على التعامل معهم».

وقال عضو «لجنة مناقشة سكن العزاب» علي هلال: «من حق الأهالي رفض المقترح، وإبعاد العزاب عن السكن، من الممكن تجميع العزاب في مدن صناعية، لا أن يحشروا في قلب المجمعات».

وأضاف أن «المقترح كان لتجميع العمال الأجانب في القريتين في مكان واحد، وخصوصاً العاملين في البحر، لكن يبدو أن المجلس البلدي انتهز هذه الفرصة، ووسع الدائرة ليشمل السكن جميع العزاب في المحافظة... كلمة العزاب وحدها فيها الكثير من المشكلات، إذ عانينينا من هذه المشكلة في الثمانينات، إذ حدث نوع من الاستدراج إلى الأطفال».

وقال: «باختصار، نحن غير موافقين بتاتاً على الطرح، سواء أكان للبحارة أو للعزاب، إذ من الخطأ بأي شكل من الأشكال زراعة جسم غريب في مجتمع محافظ، وحتى لو كان المقترح بعيداً عن المجمعات السكنية، ففي المستقبل القريب سيصل الزحف العمراني إليها. لقد استجاب عضو المجلس إلى رغبة الأهالي بسحب المقترح، ولكن الملابسات والمؤاخذات هي أن المقترح مشى في قنواته الطبيعية، ومسألة سحبه يحيطها الغموض، ونتمنى أن ينتهي الحديث بإلغاء هذا المقترح جملة وتفصيلاً».

وأشار أحد أهالي سماهيج الشاعر حسين السماهيجي إلى أن «أول التفات إلى الموضوع كان من خلال مقال في نشرة صوت المحرق، وتكلم كاتبه بأسلوب علمي عن مخاطر هذا السكن على الأهالي. وتكلف الإخوة في منتديات الدير بهذا الموضوع، ونظموا لقاءً مع العضو البلدي حسين عيسى، وبين العضو أن ما نزل في صوت المحرق غير صحيح».

وقال: «ثمة رفض شعبي إلى هذا المشروع في المنطقة، فمن يضمن ألا يكون هذا السكن مستعمرة خاصة بهؤلاء الأجانب تصدِّر جميع الأمراض إلى المملكة، وقد ترتكب فيها الجرائم، وتكون مستودعاً لتصدير الخمور والمخدرات، ولا أحد يعلم بالعواقب التي قد تنجم عن هذا السكن. وأثبتت التجربة فشلها في دول الخليج، كما أن تجميع الأجانب العزاب في سكن واحد ينم عن تمييز عنصري ضدهم. لذلك يجب على المجلس البلدي في المحرق سحب القرار ومخاطبة الوزير المعني بهذا الشأن. وعلى أية حال فإن القرار تم من دون الرجوع إلى الأهالي، وخصوصا أن منطقتي الدير وسماهيج منطقتان منسيتان ومستثنيتان من خريطة المشروعات».

وكانت منتديات الدير نظمت لقاءً مع العضو البلدي وأهالي المنطقة لتدارس هذا الموضوع، وكان الهدف من اللقاء يتمثل في متابعة ما أثير أخيراً بشأن مشروع سكن العزاب في منطقة بين سماهيج والدير مع إمكان عرض بقية القضايا الملحة.

وقال ممثل منتديات قرية الدير أحمد يوسف: «إن قضية سكن العزاب قضية خطيرة تمت إثارتها في مجلس المحرق البلدي، ولا داعي لتذكيركم بما لهذا الأمر من آثار خطيرة على مختلف الأصعدة على قريتينا في حال إقراره. إن تعامل مجلس المحرق البلدي مع قريتي الدير وسماهيج غير عادل وغير مقبول، والأمثلة كثيرة جداً، منها قضية البيوت الآيلة إلى السقوط، وعدم وجود حديقة لأبنائنا وبناتنا يقضون فيها بعض الوقت للراحة، وفي الفترة الأخيرة استثناء الدير وسماهيج من مضمار للمشي الذي أقر لعدة مناطق بالمحافظة وكان هذا الاقتراح مقدماً من النائب البلدي ابن منطقتنا، ولا ننسى قضية الإسكان والمجاري واستثناء الدير وسماهيج من الترشيح كقرية نموذجية، وأخيراً القشة التي قصمت ظهر البعير وهي تصدير مشكلات المحرق كلها إلى منطقتنا المهملة والمهمشة».

وتحدث عضو المجلس البلدي حسين عيسى، إذ أشار إلى أن تقرير نشرة «صوت المحرق» غير صحيح، وأنهم نشروا الخبر من دون الرجوع إلى أصحاب الشأن بالمجلس البلدي.

وأوضح أن اقتراحه جاء بعد أن وصلته الكثير من الشكاوى من المواطنين بسبب وجود العمال الأجانب العزاب يعيشون وسط البيوت، فقدم اقتراحاً بتخصيص سكن مؤقت للعمال وخصوصاً البحارة الذين يخدمون في قريتي الدير وسماهيج يكون شمال مقبرة الدير لغاية الانتهاء من المشروع المزمع إنشاؤه في منطقة الحد لجميع عمال البحرين مستقبلاً، إلا أن بعض الأعضاء في مجلس المحرق أضاف إلى عمال الدير وسماهيج بقية العمال في محافظة المحرق، فحاول عندها النائب البلدي سحب المشروع إذا ما أصر بقية أعضاء المجلس على إضافة عموم عمال محافظة المحرق، إلا أن الاقتراح لم يتم إقراره لغاية الآن ومازال قيد الدراسة.

ومن المنتظر أن يجتمع العضو البلدي عيسى بأهالي القريتين مساء اليوم في مأتم السيدعلي في قرية الدير، إذ من المتوقع أن تتصدر مشكلة سكن العزاب جدول المناقشات