اعترف مسئول عسكري أميركي أن المعارك الدائرة في الفلوجة أسفرت عن مقتل أكثر من 500 من المقاتلين المناهضين للقوات الأجنبية، منذ بداية المعارك الاثنين الماضي بينما قتل 19 جندياً وأصيب 69 من قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) و 38 من أفراد الحرس الوطني العراقي. وأكدت مصادر الجيش الأميركي أن مروحيتين من طراز «كوبرا» أسقطتا في معارك الفلوجة. وعلى صعيد متصل قال الجيش الأميركي إنه قصف بنيران الطائرات والمدفعية مواقع للمقاتلين المناهضين له في مدينة الموصل.
ووفقاً لمعلومات استقتها «الوسط» من وزارة الدفاع العراقية فإن التحضيرات من جانب القوات العراقية والأميركية انتهت لشن عدة هجمات متناسقة في عدة مدن خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري وربما بعد انقضاء مؤتمر شرم الشيخ وتشمل الخطة الهجوم على مدن بعقوبة والموصل والحويجة وتكريت وبيجي.
عواصم - وكالات
استأنفت قوات مشاة البحرية الأميركية قصفها لمدينة الفلوجة أمس، وسقطت في شمال غرب المدينة على الأقل أربع قذائف مستهدفة مواقع للمسلحين حسب رواية لشهود عيان. وتركز القصف على مواقع في الأحياء الشمالية الشرقية واستهدف أهدافا محددة في حي الجولان.
وأعلن مصدر عسكري أميركي أن القوات الأميركية تسعى إلى السيطرة على المدينة بحلول صباح غد السبت على رغم المقاومة الشرسة التي تواجهها، مؤكدا السيطرة على 75 في المئة منها. وقال المصدر إن هذه القوات تحتاج إلى عشرة أيام أخرى على الأقل لتطهير ما سماها جيوب المقاومة المتبقية.
وفي تطور آخر أعلن ضابط في قوات المارينز أن القوات عثرت أمس في أقبية منازل في الفلوجة على ثلاث رهائن عراقيين مقيدين يعانون من الإرهاق بسبب الجوع. وقبل ذلك كشف المتحدث باسم القوات الأميركية والعراقية في الفلوجة عبد القادر موحان أن الجيش العراقي عثر على منازل ذبح فيها رهائن احتجزهم الخاطفون والملابس التي ارتدوها أثناء التعريف بأنفسهم ومئات الأقراص المدمجة وسجلات كاملة بأسماء الرهائن.
ومن جانبه أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش رضاه لسير العمليات العسكرية الأميركية في الفلوجة، واستبعد رفع عدد القوات الأميركية في العراق ولكنه تعهد بتلبية أي طلب بذلك.
وفي الرمادي أفادت مصادر طبية والشرطة بأن ثلاثة أشخاص قتلوا بينهم شرطي ومسلح وأصيب 17 آخرون بجروح في مواجهات اندلعت الليلة الماضية في وسط المدينة. إلى ذلك سيطرت جماعات مسلحة على ستة مراكز للشرطة في الموصل واستولت على الأسلحة وأحرقت عددا منها.
كما سيطرت مجموعة مسلحة على مديرية الشرطة في منطقة حي المشرق وسط المدينة واستولت على كميات من الأسلحة الموجودة في مخازن المركز قبل أن تضرم النار فيه.
وفي بغداد نفسها قتل 17 شخصا وجرح عشرات آخرون في انفجار سيارة مفخخة في شارع السعدون بالمدينة. وأعلن متحدث باسم الشرطة أن الانفجار وقع في ساحة النصر بينما كان ازدحام السير في ذروته، مشيرا إلى أن الانفجار أدى إلى إحراق حوالي عشر سيارات تفحم ركابها داخلها وتدمير الكثير من المحلات التجارية.
كما قتل أحد عناصر الحرس الوطني وأصيب 17 شخصا بجروح بينهم ثلاثة من الحرس في هجمات منفصلة شمال بغداد. وفي كركوك نجا محافظ المدينة عبد الرحمن مصطفى محمد من محاولة اغتيال بواسطة سيارة مفخخة، في حين أصيب أربعة من حراسه وعشرة من المارة بجروح.
وفي بعقوبة قتل أحد عناصر الحرس الوطني وجرح ثلاثة آخرون في هجوم شنه حوالي 30 مسلحا على مركز للحرس في المدينة، فيما شهدت منطقة الصينية غرب بيجي انفجار سلسلة من العبوات الناسفة وقد استهدف سيارات مدنية تقل أجانب.
وتعليقا على هذه التطورات قال عضو المجلس الوطني العراقي المؤقت عدنان الباجه جي إن الفلوجة ليست نقطة النهاية للمواجهات في العراق وإن الحملة التي يقودها الأميركيون على الأرض قد تؤدي إلى المزيد من المواجهات. ومن جانبه دعا الزعيم الديني مقتدى الصدر القوى الدينية والسياسية في الساحة العراقية إلى رفع الصوت وتوحيد الصف والتدخل لإيقاف نزيف الدم والإرهاب الأميركي ضد المدن العراقية.
إلى ذلك وصل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى السعودية أمس والتقى فور وصوله ولي العهد السعودي عبدالله بن عبدالعزيز. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن زيباري سلم الأمير عبدالله رسالة من رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي، دون أن توضح المسائل التي تناولاها في اللقاء.
ميامي - أ ف ب
قال مسئولون أميركيون خلال مؤتمر طبي في ميامي جنوب شرق فلوريدا إن أكثر من 650 جندياً أميركياً منتشرين في العراق مصابون بنوع من الطفيليات يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم والتهابات جلدية. وأوضحت الخبيرة الطبية في الجيش الأميركي الكولونيل ناومي ارينسون أن الجنود يعانون من مرض «الليشمانية» الطفيلي الذي تنتقل عدواه عبر الحشرات مثل الذباب. وأوضحت الخبيرة في هذا المرض أن 660 جندياً تقريباً يعانون من هذا المرض، لكن عدد الإصابات في صفوف الجنود سيرتفع في الأسابيع المقبلة، مشددة على أن استخدام مكيفات الهواء (لإبعاد الذباب) في الثكنات وتوعية أفضل يفترض يواجها هذا المرض. و«الليشمانية» مرض منتشر في الشرق الأوسط. وسجلت بعض الإصابات في صفوف الجنود في أفغانستان
العدد 798 - الخميس 11 نوفمبر 2004م الموافق 28 رمضان 1425هـ
