قال وزير خارجية «إسرائيل» سيلفان شالوم إن «إسرائيل» ستكون مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين إذا انتخبوا قيادة معتدلة بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن شالوم قوله: «إذا اختاروا قيادة لا تدعم طريق الإرهاب وتنفذ الالتزامات التي تعهد بها الفلسطينيون... فأنا اعتقد أنهم سيجدون حكومة «إسرائيل» على استعداد لاتخاذ خطوات نحوهم والقيام بالكثير من الأشياء من أجل الحوار».
ومن جهته أعلن الجيش الإسرائيلي عن إغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل، وعن انتشار القوات الإسرائيلية حول المدن الفلسطينية تحسباً لاندلاع مواجهات عنيفة مع الجماهير الفلسطينية التي ستشارك في جنازة عرفات.
غزة - الوسط، وكالات
أقامت الفصائل الفلسطينية بيت عزاء بوفاة الرئيس ياسر عرفات في مقره المدمر بغزة وقد تعهدت بدفن جثمانه «لاحقا» في القدس (عاصمة دولة فلسطين)، محملة «إسرائيل» المسئولية عن تدهور حاله الصحية ووفاته بسبب حصاره.
وتوافد آلاف الفلسطينيين المعزين من كل الشرائح إلى بيت العزاء في مقر عرفات السابق. واصطف عند مدخل المقر الجديد للرئاسة المكسو بالرخام الأبيض والذي أقيم إلى جانب المقر المدمر ممثلو الفصائل والقوى وبينهم قادة من فتح وحماس والجهاد وفي داخل المقر علقت صور ضخمة للرئيس عرفات كتب عليها «القائد الرمز أبوعمار» فيما كان العشرات أمام المقر من مرافقي عرفات من القوة 17 (أمن الرئاسة) يبكونه.
وفيما انشغل شبان برسم صورة للرئيس عرفات يعتمر الكوفية على جدران مكتبه المدمر كانت عشرات النسوة اللواتي جئن إلى بيت العزاء بصحبة أطفالهن يرفعن صور الختيار وبعضهن انخرطن في البكاء.
وقالت الفصائل الثلاثة عشر الممثلة في لجنة المتابعة العليا للفصائل الوطنية والاسلامية في بيان قرئ في مقر الرئاسة «نقسم بالوفاء بأن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين المثوى والمستقر لجثمانك الطاهر يا أباعمار». وتابع البيان «ستدخل يا أباعمار شهيداً كما هتفت دوما... على القدس رايحين شهداء بالملايين»، مضيفاً أن لجنة المتابعة العليا «وهي تنعى ببالغ الحزن والأسى وبكل الفخر والاعتزاز هذا الفارس تؤكد وفاءها للشهيد القائد بتجسيد وتعزيز وترسيخ وحدتنا الوطنية».
وأشار البيان إلى أن وفاة أبوعمار «جاءت في ظل الظروف اللاإنسانية التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي تحت مرأى ومسمع العالم كله لتؤكد مسئولية الاحتلال المباشرة عن هذه الجريمة وتداعياتها».
وقال شهود إن الفلسطينيين الملثمين والمسلحين الذين انتشروا في شوارع رام الله عقب نبأ الوفاة أصدروا منشوراً حذروا فيه خلفاءه من «خيانة» القضية الفلسطينية. وأعلن المنشور أيضاً أن جماعة كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح غيرت اسمها ليصير من الآن «كتائب الشهيد ياسر عرفات». ونظمت مسيرات مماثلة في مدن فلسطينية أخرى، فيما عم الحزن والغضب والحداد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسورية والأردن
العدد 798 - الخميس 11 نوفمبر 2004م الموافق 28 رمضان 1425هـ
