اتفق كل من الشيخ عيسى أحمد قاسم، ورئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان في خطبة صلاة الجمعة أمس على أن مشروع قانون التجمعات والمسيرات والمظاهرات مخالف للإسلام، وللميثاق والدستور.
وقال قاسم إن قانون التجمعات مخالف للإسلام لأنه يعطّل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مخالف للدستور والميثاق لنصِّهما على حرية التعبير وعلى احترام كرامة المواطن.
ورأى الشيخ قاسم أن قانون التجمعات عودة إلى قانون أمن الدولة، وانه ليس للأمن وإنما لتخريب الأمن، وأضاف «نجد الدليل في قانون أمن الدولة الذي خرّب الأمن والاقتصاد، وأخر الوطن، ومزّق شمل الاجتماع، وهرّب رؤوس الأموال، وأغلق المصارف»، مؤكداً أن القوانين تصاغ لحماية حرية التعبير وتأكيدها ومشروع قانون التجمعات يلغيها ويستأصلها.
وقال: «رحمة بكل الأطراف، بكل البلاد، وكل من عليها وما عليها، يا حكومة، يا مجلس الشورى، يا مجلس النواب، سيكون أمراً غريباً، وعاراً فاضحاً لا يغسله ندم ولا اعتذار، أن يمرر قانون بهذا المستوى من الظلم، وهذا المستوى من التنكر للحقوق، وهذا المستوى من التخلف عبر قناة تقول إنها تمثّل الشعب».
ومن جانبه، وصف سلمان قانون التجمعات بأنه قانون متخلف وصادر من عقلية متخلفة لا تعيش هذا العصر، مبيناً أن تأييد القانون بحجة أن الاعتصامات والمسيرات تؤثر على الاستثمار في البلاد وتعوق مصالح الآخرين، يرد عليه بأن هذه الفعاليات لم تؤثر على الاستثمار في بريطانيا وأميركا وغيرهما، ولم يمنعها الادعاء بإعاقة مصالح الآخرين حتى وإن خرج البعض عن الحالة السلمية.
الوسط - سلمان عبدالحسين
قال الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة صلاة الجمعة يوم أمس بجامع الإمام الصادق بالدراز عن مشروع قانون التجمعات والمسيرات والمظاهرات إنه «قانون مخالف للإسلام، للميثاق، للدستور. مخالف للإسلام لأنه يعطّل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مخالف للدستور والميثاق لنصِّهما على حرية التعبير وعلى احترام كرامة المواطن».
وأوضح أن القانون باختصار يقول لك إذا أردت ان تتظلم من ظالمك فاستأذنه، وإذا أردت أن تنكر عليه منكره فاستأذنه، وإذا أردت ان تتهم المتهم فلا تتهمه إلا بإذنه.
ورأى الشيخ عيسى ان قانون التجمعات عودة إلى قانون أمن الدولة، وانه ليس للأمن وإنما لتخريب الأمن، ونجد الدليل على ذلك في قانون امن الدولة الذي خرّب الأمن والاقتصاد، وأخرّ الوطن، ومزّق شمل الاجتماع، وهرّب رؤوس الأموال، وأغلق المصارف، مؤكداً أن القوانين تصاغ من أجل حماية حرية التعبير وتأكيدها، ومشروع قانون التجمعات يلغيها ويستأصلها.
وقال: فرحمة بكل الأطراف، بكل البلاد، وكل من عليها وما عليها، يا حكومة، يا مجلس الشورى، يا مجلس النواب، وسيكون أمراً غريباً، وعاراً فاضحاً لا يغسله ندم ولا اعتذار أن يمرر قانون بهذا المستوى من الظلم، وهذا المستوى من التنكر للحقوق، وهذا المستوى من التخلف عبر قناة تقول انها تمثّل الشعب.
وطالب الشيخ عيسى بأن تكون حركة الشارع منضبطة، منطلقها واضحا، هدفها محددا، لغتها راقية، خلقها كريما، الجهة التي وراءها واضحة قادرة على ضبط إيقاعها، مجيدة لتوقيتها، وأن تكون حريصة في حفاظها على الأنفس والممتلكات الخاصة والعامة. وقال في هذا السياق: يدفعني النظر في أمور الساحة إلى التأكيد بأن اعتقال عبدالهادي الخواجة واستمراره مدعاة إلى خلاف ما نحب من هدوء الوضع الأمني واستقراره وتمتين الجسور بين الحكومة والشعب، وتخلص الوطن من كل أزماته المعوّقة عن حركة النمو والازدهار.
قال إن يوم القدس العالمي من أجل وحدة الأمة وعزتها وكرامتها وحريتها وتحرير أرضها السليبة وإرادتها المهزومة بفعل عدوّها وكثير من أنظمة الحكم فيها.
وأضاف انّه من أجل ان نكون أمّة واحدة أمام غطرسة المحتل وآلية الحرب المجنونة وهيمنته ووحشيته التي تنكّل بالفلسطينيين وتعربد في العراق، مرة في النجف الأشرف، وأخرى في مدينة الصدر، وثالثة في الفلوجة، وتستبيح كل شبر في العراق وتمطر الموت والدمار على رؤوس المدنيين الأبرياء في أرضهم وديارهم، وتفرض وجودها البغيض قهراً بقوة الحديد والنار، ولغة الرعب والخراب والموت الذي يطال الطفل الرضيع، والشيخ الهرم الواهن، والمرأة المحتمية ببيتها المرعوب.
مؤكداً أنه ما من صاحب دين قويم، وضمير حي إلا وينكر الأعمال البشعة التي يرتكبها عدد من الإرهابيين في العراق من خطف للرهائن المدنيين وتفجيرات يذهب ضحيتها مئات الأبرياء، وذبح كذبح النعاج، واستهداف لشخصيات دينية مجاهدة، ونشر للرعب العام، واستخفاف بقيمة الدم المسلم، ولكن هذا لا يبيح للمحتل الأميركي أن يستبيح مدناً بكاملها بطائراته، ودباباته، وقذائفه الحارقة، ومن دون تمييز بين مقاتل وغير مقاتل.
وأضاف الشيخ عيسى: بمناسبة يوم القدس العالمي ودعوته الوحدوية الواعية المخلصة يستهجن هذا الشعب ويستنكر على مجلس النواب القائم ما حدث منه من فتح باب يرتقب منه سدّه، لأنه باب فتنة يفرح لها الشيطان وجنده، ويبغضها الله ورسوله وأولياؤه والمؤمنون.
وفي شأن الفلوجة ذاته، قال خطيب جامع يوسف بن أحمد كانو في مدينة حمد الشيخ جلال الشرقي متحدثا عن الفلوجة «إن ما يحدث اليوم في الفلوجة هو ألم عظيم وجرح كبير للأمة الإسلامية، ويزيد الألم ألما شديدا موالاة بعضنا لليهود والنصارى، مع أن الله سبحانه وتعالى حذرنا من موالاتهم»، مضيفا «لا يحل شرعا ولا عرفا موالاة الكفار على المؤمنين، فها نحن نرى اليوم النصارى يوالون اليهود ويخدمونهم، وينبغي علينا أن نوالي بعضنا بعضا، وأن ننسى خلافاتنا، ونقف صفا واحدا في مواجهة العدو الأميركي ومن والاهم».
وتابع حديثه «القذارة الأميركية بدت لنا واضحة في الفلوجة، فبعدما طبلوا وزمروا بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق، فهاهم اليوم يستخدمونها ضد إخواننا في الفلوجة، وقد تواردت الأنباء أن الأميركان أطلقوا غازات سامة (غاز الخردل) على أهل الفلوجة، من دون أن يراعوا فيهم إلاً ولا ذمة، لكن الله كان مع أهل الفلوجة، فأرسل مطرا شديدا لمدة ثلاثة أيام عطل مفعول هذه الغازات السامة».
وطالب الشرقي المسلمين بالوقوف صراحة مع أهل الفلوجة، إذ قال «علينا أن نطلقها صرخة مدوية بأننا نرفض كل ما يحدث في الفلوجة، وأننا نعلنها أمام الأميركان ومن والهم من منافقي أهل العراق أن الله سبحانه وتعالى سينتقم منهم، كما ينبغي لنا أن نقف مع إخواننا في الفلوجة، ونجاهد معهم في خندق واحد بالمال والنفس والغالي والرخيص».
هذا، وقد اعتصم المصلون عند باب الجامع بحسب الشرقي لمدة ساعة واحدة تضامنا مع إخوانهم في الفلوجة، وأطلقت خلال الاعتصام الهتافات المعادية لأميركا ومن والاها، كما جمعت التبرعات لمساعدة الفلوجة أيضا.
ومع قرب حلول عيد الفطر المبارك، تناول خطيب مركز جامع سار الإسلامي الشيخ جمعة توفيق الحكم الشرعي لزكاة الفطرة، إذ قال «شهر رمضان هو شهر العبادات والذكر وتلاوة القرآن وأصناف العبادة» مبينا «أن عبادة المسلم في رمضان قد تعتريها الشوائب والنقص والتقصير في هذا الشهر، فكان لزاما من العبد تحري طريقة ومسلكا يجبر به النقص والخلل، ويُقال به الزلل، فشرع سبحانه وتعالى عبادة يختم به العبد صومه وشهره، وهي زكاة الفطر».
وعن سبب تشريعها، أورد توفيق حديثاً للنبي محمد (ص) جاء فيه «زكاة الفطرة طهرة للصائم من اللغو والرفث، وشكرا لله عز وجل على إتمام الشهر، وطعمة للمساكين في هذا اليوم الذي هو يوم عيد وفرح وسرور، فكان من الحكمة أن يُعطَوا هذه الزكاة من أجل أن يشاركوا في الفرح والسرور».
ونبه توفيق إلى وجود تقاعس عند الكثير من المسلمين عن أداء زكاة الفطر وإخراجها، مبينا أن الكثير منهم لا يتحرون الفقراء عند إخراج الزكاة، وعادة ما يعطونها إلى أي شخص يصادفونه في الشارع أو في طريقهم، أو أن يوكلون الجمعيات - وهو جائز بحسب توفيق - لإبراء ذمتهم، لكنه أكد في الوقت نفسه، أن المواطن الذي يعرف الفقراء، فعليه بالتحري عن الفقير ليعطيه زكاة الفطر.
وفي شئون المسلمين كما وصفها توفيق، تكلم الخطيب عن الأهوال التي يلاقيها المسلمون في فلسطين والفلوجة من قتل وتشريد ودمار، مؤكدا أن المحتلين في العراق تركوا أهل الفلوجة من دون علاج إلا ما أنشأتموه في العراق من مستشفى (مستشفى البحرين)، داعيا إلى المزيد من الدعم للمستشفى وإرسال المعونات الغذائية والدوائية، وألا نترك إخواننا يعانون الجوع والمرض والحرب، ونحن في نعمة نتحرى العيد وهم يتحرون رصاصة طائشة، فلن نكون كغيرنا نقول: بأن ما يحدث في العراق أمور داخلية.
وأثار الشيخ علي سلمان في خطبته أمس في جامع الإمام الصادق في القفول أكثر من قضية محلية وعربية، فعن قانون «التجمعات العامة» أكد سلمان إن هذا القانون في حال مروره فإنه سيضيق على الحريات العامة في المسيرات والتجمعات والاعتصامات، وسيسمح بالتأثير على المجالس العامة التي تنتشر في البحرين حالياً.
ووصف سلمان قانون التجمعات بأنه قانون متخلف وصادر من عقلية متخلفة لا تعيش في العالم، مبينا أن تأييد القانون بحجة أن الاعتصامات والمسيرات تؤثر على الاستثمار في البلاد وتعوق مصالح الآخرين، فيرد عليه بأن هذه الفعاليات لم تؤثر على الاستثمار في بريطانيا وأميركا وغيرها، ولم يمنعها الادعاء بإعاقة مصالح الآخرين حتى وإن خرج البعض عن الحال السلمية.
وأضاف «نحن نعلم أن ما يعوق الاستثمار هو الفساد الإداري والمالي، والنفوذ السياسي، وفرض الرسوم غير القانونية»
وعن الاحتفال بيوم القدس العالمي، أكد سلمان أن الاحتفال به يمثل صرخة من أجل قضية محورية مصدرها الإسلام والضمير الحي الذي يأبى إلا الدفاع عن المظلوم، مبينا أن هذه الصرخة لقيت استجابات متباينة في الدول العربية والإسلامية، وكان نتيجة استجابة لبنان استعادة الأرض، وهذا بدوره يحفزنا على العمل وعدم اليأس والقيام بالدور المطلوب منا دينياً من أجل فلسطين .
أما عن رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فأشار سلمان إلى أن الرئيس عرفات ولعقود طويلة يمثل عنصر مقاومة للكيان الإسرائيلي، وهو أحد عناصر الصمود في القضية الفلسطينية التي وهبها عمره إلى لحظة وفاته، مشددا على أنه رجل يستحق التقدير والاحترام.
وأضاف «إننا وإن اختلفنا معه في اتفاقات أوسلوا وغيرها، ولا نقبل بالتنازل عن أي شبر من فلسطين، إلا أننا نفرق بين السعي لإسقاط الفكرة والسعي لإسقاط الشخصية صاحبة الفكرة» متمنيا أن تسود الحال المؤسساتية بعد عرفات، ويتم الابتعاد عن الشللية والخصوصية، ويتم الانفتاح على الشارع الفلسطيني بأكمله.
وعن الشأن العراقي، أوضح سلمان أن الفلوجة تشكل مشكلة للاحتلال بسبب المقاومة، كما تشكل مشكلة لأهل العراق لأن فيها البعض ممن يؤمن بفكرة قتل العراقيين الذين يختلفون معه في الأسلوب، إذ شدد على أن هذه الأفكار لا يرضى عنها غالبية الشعب العراقي، وهي تشوه المقاومة المشروعة، إذ تقوم بالاعتداء على الناس وتفجير السيارات المخففة، فنحن نرفض هذه الأفكار كما نرفض هذا النوع من التعامل الأميركي كما رفضناه في النجف وغيرها من المناطق العراقية
العدد 799 - الجمعة 12 نوفمبر 2004م الموافق 29 رمضان 1425هـ