إن المرء ليستغرب من تعامل بعض الأطباء الذين من المفترض أن يكونوا أكثر رأفة ورحمة بمرضاهم من باقي البشر فنفاجأ بهم وكأنهم رموا بعرض الحائط بتلك المبادئ التي يجب أن يتحلوا بها وما لبسوا إلا ثوب التعسف والضجر المختفي وراء ثوب الرحمة الأبيض الذي يرتدونه! نعم، فأنا لا أملك إلا قول ذلك من جراء ما حدث لي شخصيا يوم الأربعاء 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عندما توجهت إلى أحد المراكز الصحية بحسب موعدي الساعة التاسعة والربع صباحا، وحينها وجهت بأن أراجع غرفة رقم (12) والتي تقوم على عيادتها إحدى الطبيبات ممن إذا تعاملت معهن لا تملك أن تقول إن هذه طبيبة، بل هي امرأة دكتاتورية في لباس طبيب... إذ إني توجهت إلى هذه الطبيبة طالبة معرفة نتيجة تحاليلي التي كنت أجريتها مسبقا، علما بأني امرأة كبيرة في السن وصحتي ليست على ما يرام... ولكن يبدو أن هذه الطبيبة لم ترم بمبادئ الطبيب الخيرة وراء ظهرها فحسب، بل إنها نزعت من قلبها حتى الرأفة بمسنة عليلة في مثل حالي! إذ ما إن سألتها عن نتيجة التحاليل حتى أخذت تصرخ في وجهي بحجة أن ملفي غير موجود لديها وعندما أصررت على موعدي نهرتني وأمرتني بالخروج من مكتبها!
وإذ إني لم أتمكن من الوقوف والسير جلست حتى استدعاء ابني لمساعدتي على الخروج من الغرفة، ولكنها أبت إلا الصراخ والتلفظ بكلمات نابية لا تليق بمكانة طبيبة مثلها وخصوصاً أني كما قلت امرأة في سن والدتها! أضف على ذلك أنها بعد إهانتي استمرت في حديثها عبر هاتفها المحمول ثم خرجت من الباب الخلفي للغرفة.
والغريب أنه عند مراجعة ابني لاستعلامات المركز عن الملف أكد الموظفون هناك أنه موجود في غرفة (12)... وعند ذلك لم نجد بداَ من معاودة مراجعة تلك الطبيبة التي أنهت أخيرا حديثها في هاتفها لتكتشف أن الملف موجود على مكتبها ولكنها لم تره مسبقا، وعوضا عن ذلك فإنها أنكرت وجود النتيجة في الملف، وبعد أن تكرمت بالبحث والاطلاع مجددا على الملف وجدت النتيجة فما كان منها إلا أن سردت قائمة الأمراض التي أعاني منها وهي ارتفاع في الضغط وارتفاع في السكر والدهون... فقط من دون وصف أي علاج!
وسؤالي موجه إلى المعنيين في وزارة الصحة: هل يجوز لطبيبة أن تعامل مريضة في سن والدتها بهكذا سوء؟ ومن الذي سيقتص حقنا من هؤلاء ويرحمنا من عنجهيتهم على مرضاهم؟
(الاسم والعنوان لدى المحرر
العدد 809 - الإثنين 22 نوفمبر 2004م الموافق 09 شوال 1425هـ